٠٨‏/٠٩‏/٢٠١٥، ١٠:١٠ ص

السعودية فريسة للذئب الذي ربته

السعودية فريسة للذئب الذي ربته

حسين شعيتو*-من يتابع السياسة الايرانية في منطقة الشرق الاوسط وتعاطيها مع الملفات المختلفة منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي عام 2010 وحتى اليوم يجد ان ايران اتقنت فن التفلت من الافخاخ والكمائن الامريكية التي كانت تنصب بتغطية دول الخليج الفارسي عامة والسعودية بشكل خاص.

فبعد فخ البحرين ومظلومية الشعب البحريني الذي تجنبته ايران ولو دخلت فيه بشكل مباشر لكان المشهد تغير كليا في منطقة الشرق الاوسط، تكرر المشهد في اليمن فمن خطط لعملية عاصفة الحزم السعودية كان يعتقد ان هذا العالم في ظل اختلال القانون وانعدام النظام وبناءا عليه عندما تحلق الطائرات السعودية وتضرب اليمن ستقابلها ايران ويصبح اليمن مسرحا لصراع سعودي ايراني يتطور الى صراع شيعي - سني ومن ثم عربي - فارسي ولهذا السبب اطلق على التحالف اسم التحالف العربي.

ولكن على غرار ما حصل في البحرين علمت ايران بالفخ وتعاملت معه بالذكاء والصبر المعتاد الذي قادها الى الخروج من هذا الفخ اقوى من قبل وتعميق المأزق السعودي. فمن الناحية الانسانية اليوم صحيح ان الشعب اليمني يعاني من ماساة حقيقية اما من الناحية الاستراتجية العسكرية فالمأزق للسعودية وليس لليمن وهي الان تتخبط في البحث عن باب للخروج من هذه المعركة اللامحسوبة ولا تجد ولكن غريزتها الصحراوية لا تسمح لها بالخروج من المعركة الا بحل سياسي وهذا ما يدفعها الى حل المأزق بأكبر منه فحالها حال مدمن المخدرات الذي يعالج ادمانه بتجرع المزيد من العقاقير.

فبعد حوالي الستة اشهر من العدوان على اليمن والتسليح بالعتاد الحديث للارهابيين وانصار هادي لخلق ثغرة خارجة عن سيطرة الجيش وانصار الله على امل اعادة الرئيس المخلوع لتولي زمام الامور ولو في رقعة محددة من الاراضي اليمنية نجح التحالف في خلق هذه الثغرة في عدن وبعد احتفال السعودية والامارات بانتصار تحالفهم في عدن في استديوهات الجزيرة والعربية وكان من المقرر ان ينتقل نائب منصور هادي "خالد بحاح" الى عدن لادارة الشؤون اليمنية من هناك حتى فوجئ اصحاب الانتصار بانفجار كبير نسف قصر الامن السياسي في مديرية التواهي كما وتابعت القاعدة ووليدة السعودية الجديدة "داعش" ملاحقة واغتيال اصدقاء الامس واعداء اليوم من الميليشيات السعودية وبهذا تكون السعودية قد وسعت نفوذ التكفير والفتنة في اليمن الذي يهدد وجودها ايضا.

اما من ناحية الخسائر المادية الباهظة حيث انفقت السعودية اليوم ما يقارب ال 122 مليار دولار على العدوان هذا بالاضافة الى الخسائر التي لم يتخيلها التحالف في العتاد والجيش والتي تحدثت عنها واشنطن بوست فقد أشارت الصحيفة إلى أنه وبحسب التقارير الرسمية التي احصت بالارقام خسائر السعودية في الارواح والمعدات فإن الخسائر البشرية تمثلت في مقتل ألفين و326 جندي و36 ضابط و22 جنرالا من الرتب العليا، ويتصدر القائمة "الفريق محمد الشعلان" اضافة الى المئات من الجرحى.

وبالنسبة للمعدات فقد أوضحت التقارير كما اوردتها واشنطن بوست أن خسائر السعودية في هذا الجانب تتمثل في تدمير 363 دبابة و25 مدرعه مجنزرة و181 طقم عسكري وذلك بمنطقة جيزان، إضافة إلى تدمير أو احراق 18 دبابة و13 مدرعة مجنزرة و71 طقم عسكري في منطقة نجران، وتدمير 221 دبابة و19 مدرعة مجنزرة و51 طقم عسكري و3 اليات "دركتلات" تابعة لقطاع الانشاء والطرق بالجيش السعودي في منطقة عسير.

فضلا عن الخلافات العائلية الشائعة في وسط آل سعود وتحكم محمد بن سلمان بالدولة ومواصلته للعدوان على اليمن وضخ الاموال الهائلة لتجهيز الارهاب و الحفاظ على سعر النفط المنخفض و الرشاوي لبعض الامراء من عائلته على الرغم من استياء الاخيرة  ورفضها لما يقوم به ولي العهد.

اخيرا وليس آخرا وبناءا على ما تقدم بات غرق المملكة في الوحول اليمنية واضحا وحتى الذئب الذي ربته السعودية وغذته انقلب عليها واصبح جاهزا لافتراسها. فهل نرى انسحاب سعودي من اليمن في المستقبل القريب خصوصا في غضون الرغبة الامريكية في اغلاق هذا الملف بعد فشله التام والتوقيع المرغم على اتفاق سلمي مع ايران ام ان الغريزة الصحراوية ستبقى تتحكم بالسعوديين وتدفعهم الى تحمل خسائر اكبر بانتظار حل سياسي يحفظ ماء الوجه ويخفي سقوطهم في جبروتهم ؟؟؟

* كاتب لبناني

رمز الخبر 1857341

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha