في كل عام يتوجه العديد من الراغبين باداء مناسك الحج , الى الديار المقدسة , لكن آل سعود الذين يجنون عوائد طائلة من تواجد حجاج بيت الله الحرام , لم يقدموا لحد الآن على القيام بتعهداتهم التي تتناسب مع حجم هذه الفريضة الالهية.
فالسعوديون ناهيك عن العراقيل التي وضعوها حول حصة بعض الدول , فانهم بالحقيقة خلطوا هذه الفريضة الدينية مع القضايا السياسية , ورغم ادعاء المسؤولين الدينيين في هذا البلد حول فصل فريضة الحج عن القضايا السياسية , فانهم عمليا يعملون بشكل آخر.
واذا استعرضنا اوضاع الحج بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران , ندرك ان السعوديين سفكوا فيه دماء الحجاج الايرانيين في عام 1987 بضوء اخضر من امريكا , ولم يسمحوا باقامة مراسم البراءة من المشركين , وبعد ذلك كانوا بين الحين والآخر يضايقون المعتمرين والزوار الايرانيين الذين يتوجهون الى السعودية بمختلف انواع الاذى , ولم يدخروا جهدا في هذا المجال , من اعمال التفتيش اللامبررة الى الاستهزاء بهم.
والحوادث التي وقعت خلال السنوات الماضية ادت الى وفاة واصابة مئات الحجاج , فقد استشهد 275 حاجا ايرانيا واصابة 402 آخرين على يد قوات الامن السعودية في عام 1987 , و 2 يوليو/تموز 1990 توفي 1426 حاجا، بسبب الاختناق نتيجة تدافع في نفق منى بعد عطل في نظام التهوية.
وفي 24 يوليو/تموز 1994 وقعت حادثة أدت إلى وفاة 270 حاجا في تدافع خلال رمي الجمرات. وفي 9 أبريل/نيسان 1998 توفي أكثر من 118 حاجا، وأصيب أكثر من 180 في تدافع خلال رمي الجمرات. وفي 5 مارس/آذار2001 توفي 35 حاجا بالتدافع خلال رمي الجمرات. وفي 11 فبراير/شباط 2003 توفي 14 حاجا بالتدافع خلال رمي الجمرات. وفي 1 فبراير/شباط 2004 توفي 251 حاجاً في تدافع خلال رمي الجمرات. وفي 22 يناير/كانون الثاني 2005 توفي 3 حجاج خلال رمي الجمرات. وفي 12 يناير/كانون الثاني 2006: مقتل 364 حاجا في تدافع في موقع رمي الجمرات في منى.
ولكن هذا الموضوع لم ينتهي الى هذا الحد لأن آل سعود فضلا عن اعطاء حصص لبعض الساسة الموالين لهم في بعض الدول وخاصة في العراق , ومنع دخول حجاج بعض الدول مثل سوريا واليمن , فانهم في الحقيقة قد أسأوا الى الجانبين المذهبي والروحي لفريضة الحج. فقد اعطوا تأشيرات الحج في هذا العام فقط للسوريين الذي يرشحهم ما يسمى بالائتلاف السوري المعارض , وكذلك منعوا اليمنيين الذي يقيمون في المناطق التي يسيطر عليها مرتزقتهم من مؤيدي الرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي.
لكن الى جانب هذه التصرفات المنافية لفريضة الحج , فان السعوديين لم يولوا اهتماما بشؤون الحجيج ولم يتحملوا المسؤولية , ففي حادثة سقوط الرافعة في الحرم المكي قبل عدة ايام والتي قتل وصيب فيها العشرات من الحجاج , ادعوا ان سبب الحادث هبوب عاصفة قوية , ولكن التحقيقات التي اجريت اثبتت غير ذلك , فالشركة المقاولة التي تعمل لتوسعة الحرم المكي لم تلتزم بتعليمات الشركة الصانعة للرافعة في وضع الركائز التي تثبت الرافعة.
ولم يشر تقرير لجنة التحقيق الى وجود عناصر اخرى كانت سببا في وقوع هذه الحادثة الدموية , وهو الفساد الاداري واستيلاء أمراء آل سعود على مشاريع توسعة الحرمين الشريفين.
فالمصادر المطلعة كشفت عن ان الامراء السعوديية تجاهلوا نصائح الجهات المختلفة بخصوص ازالة الرافعات والمعدات الانشائية من اطراف الحرم المكي , وبعض الخبراء اوضحوا ان مشاريع توسعة الحرم المكي حولت هذه المنطقة الى مكان لاستثمارات الامراء وجني الارباح.
والدليل على هذا الادعاء هو ما كشفه المغرد السعودي الشهير "مجتهد" الذي يفضح اسرار آل سعود على موقع تويتر , حيث كشف بان "محمد بن سلمان" ابن العاهل السعودي وولي ولي العهد , يسعى الى ابعاد شركة بن لادن ( وهي الشركة التي منعت حاليا من الاستمرار في اعمال التوسعة) والاستيلاء على جميع مشاريع توسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدنية المنورة.
والحادثة المفجعة التي وقعت امس الخميس في عيد الاضحى اظهرت اكثر من اي وقت مضى عدم كفاءة آل سعود في ادارة شؤون الحجيج , والتي ادت الى وفاة واصابة مئات الحجاج.
فالحرم المكي هو حرم الهي آمن ومكان تواجد ملايين حجاج بيت الله الحرام , لكن يجب ان يؤدوا مناسكهم بدون اي خوف وقلق , واذا كانت السعودية عاجزة عن ضمان أمن الحجاج , فعليها تفويض ادارة شؤون الحج الى الدول الاسلامية لتكون تحت اشراف منظمة التعاون الاسلامي وبعيدا عن المصالح الشخصية للامراء السعوديين الانتهازيين والجشعيين.
فالسعوديون وكما في القضايا الاخرى يتبعون اسيادهم الصهاينة قاتلي الاطفال , فهم يعملون مثل الصهاينة في مجال الحج , اذ ان الصهاينة منعوا المصلين من التوجه الى المسجد الاقصى , كذلك فان السعوديين منعوا قدوم حجاج الدول التي تتعارض سياساتها مع سياسات النظام السعودي.
ان قضية الحج هي قضية دولية ويجب البت بها عن طريق الاجماع من قبل الدول الاسلامية.
فالسعوديون يستغلون اجواء الحج لتعزيز نفوذهم في العالم الاسلامي , في حين انهم لايسعون الى تعزيز الوحدة الاسلامية , فالسعودية بالرغم من جميع امكانياتها وسوء استغلالها لمراسم الحج , اثبتت عمليا انها عاجزة عن ادارة هذه المراسم المهمة التي تجسد الوحدة الاسلامية والملتقى الانساني الكبير , في حين تقام سنويا في مختلف مناطق العالم مراسم بهذا الحجم.
وقد آن الأوان كي تتسلم منظمة التعاون الاسلامي ادارة شؤون الحج من نظام آل سعود , حتى يسود الامن خلال اداء مناسك الحج./انتهى/
تعليقك