أكد الاعلامي اللبناني توفيق شومان في تصريح لوكالة مهر للأنباء حول أصداء احتجاج ايران على استضافة معرض فرانكفورت الدولي لسلمان رشدي، بين العرب على انه للأسف لم تأخذ مشاركة سلمان رشدي في "معرض فرانكفورت"، أصداءها المفترضة في العالم العربي ، وبدت هذه المشاركة بعيدة كليا عن اهتمامات وسائل الإعلام العربية ، وكذلك الجدل المفترض بين المثقفين العرب ، وعلى ما يظهر أن إنشغال العرب بأشلائهم، حال دون النظر إلى خطورة إعادة إحياء قضية سلمان رشدي ، من خلال دعوته إلى أهم معارض الكتب في العالم.
وردا على سؤال حول اسباب اعتبار العرب المسلمين الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول أكثر تأثيراً من كتاب سلمان رشدي قال شومان: هذا جانب آخر يستدعي الأسف ، ولا أظن أن الصمت الراهن حيال دعوة سلمان رشدي لإلقاء كلمة في "معرض فرانكفورت "، يخرج عن التسييس، فالصمت هنا يمكن اعتباره موقفا سياسيا تجاه الجمهورية الإسلامية التي دعت إلى مقاطعة المعرض ، وهذا يعني أن عدم تجاوب الأطراف العرب مع دعوة طهران للمقاطعة ، هو موقف سياسي سلبي موجه ضد طهران، وللأسف ، فهذا الموقف لا يلاحظ خطورة القضية ولا خطورة المادة الروائية في رواية "آيات شيطانية".
واضاف أن غض الطرف عن الدعوة الإيرانية للمقاطعة ، وكذلك عدم صدور موقف عربي جماعي او جزئي من دعوة سلمان رشدي، ناتج عن اعتبار مجمل هذه القضية ، هي قضية إيرانية، في حين أنها قضية إسلامية، وهذه في الحقيقة نظرة قاصرة، لأنها تعلي من شأن السياسات السلبية والمواقف العدائية ولا تعير اهتماما للقضايا الكبرى التي يمكن أن يجتمع حولها المسلمون.
وتعليقاً على تباين سلوك بعض التيارات المتطرفة في العالم الاسلامي بين التكفير الشديد ومحاربة كتب البعض كالمصري حامد أبو زيد وتجاهل أفكار سلمان رشدي اشار الكاتب اللبناني الى انه قرأ كتب نصر حامد أبو زيد ، وخصوصا "الاتجاه العقلي في التفسير" ويتحدث عن قضايا المجاز عند فرقة المعتزلة و كذلك "فلسفة التأويل عند إبن عربي " و" نقد الخطاب الديني "، وفي هذه الكتب ، ينتقد أبو زيد الفكر الديني وليس الدين ، وينتقد الخطاب الديني وليس الدين ، بينما سلمان رشدي ، سعى من خلال روايته ، إلى تفكيك أعمدة الدين، من خلال التشكيك بالوحي والتشكيك بالنص القرآني الكريم موجهاً سؤال إتهامي إلى من يتغافل عن قضية سلمان رشدي ،وينتج عواصف لا لزوم لها حيال نصر حامد أبو زيد .
ولفت شومان في حديثه الى ان الإستلاب بالغرب يمكن التماسه من جوانب عدة ، قد يكون أولها الجانب الثقافي ، فالذي يكرم هناك ، يتم تكريمه هنا ، ومن يتم نبذه أو تجاهله هناك، يتم نبذه أو تجاهله هنا ، وأغلب الظن أن ذلك عائد ، إلى إشكالية الدونية التي تثقل شرائح واسعة في المنطقة ،وربما ذلك ، له علاقة أيضا بالإحباطات التي يعاني منها العرب ، فيعتبرون أن رموزهم يجب أن تأخذ جواز مرورها الشرعي ، من خلال اعتراف الغرب بها./انتهى/
اجرى الحوار: محمد مظهري
تعليقك