وافادت وكالة مهر للانباء ان وسائل الاعلام الغربية والعربية الداعمة للارهاب بدأت امس هجومها الاعلامي وبث اخبار مفبركة حول "فك الحصار عن ارهابيي حلب"، ولكن محاولاتهم البائسة اتضحت بعد مضي عدة ساعات حيث ارادوا عبر ذلك شن حرب نفسية بغية اضعاف محور المقاومة في سوريا.
والحقيقة انه بات جليا اليوم ان الثغرة التي تم احداثها في الراموسة، هي عملية عسكرية، خاض فيها الجيش السوري وحلفاؤه معارك مع جيش منظم، يملك جميع انواع الاسلحة من دبابات ومدرعات، وراجمات صواريخ، وطائرات استطلاع، واجهزة استخبارات ومعلومات وفرتها طلعات طائرة «اواكس» التركية لم تتوقف عن التحليق في المنطقة منذ شهر ونصف الشهر.
وبعد ٢٤ ساعة من الحرب المستمرة يومي الخميس والجمعة، وهجمتين، لم ينجح الارهابيون في احداث اي ثغرة في الحصار المفروض على حلب الشرقية.
وكانت الهجمة الاولى انطلقت من قرية المشرفة غرب المدينة، نحو اسوار كلية التسليح ومدرسة المدفعية والفنية الجوية. وانتهت الهجمة دون ان ينجح جيش من ستة الاف مقاتل على امتداد الجبهة من اختراق مواقع الجيش السوري.
وانتهت الهجمة الثانية مساء الجمعة، باسترجاع جميع المواقع التي انسحب منها الجيش السوري وبدأ الخرق في الراموسة، وفي كلية التسليح بحسب غرف العمليات السورية، عند التاسعة من ليل الجمعة، دون ان تكون له مبررات عسكرية او ميدانية، حيث كان الجيش السوري في الكليات العسكرية، وحلفاؤه من مقاتلي حزب الله والايرانيين في العامرية، وجنوب الراموسة في معمل الاسمنت، قد ثبتوا خطوط الاسناد، واوقفوا الموجة الثانية من هجمات يوم الجمعة.
واتبع المهاجمون نمط انهاك القوى المدافعة عن المدينة بارسال موجات من المهاجمين والدبابات والانتحاريين، مع ميزة القدرة على ارسال قوات جديدة، بعد كل انتكاسة، لتجديد الهجوم، بالابقاء على ارتال جاهزة في الخطوط الخلفية لمتابعة وتيرة العمليات، حيث لا يستطيع الجيش السوري وحلفاؤه تعويض الخسائر، او ارسال تعزيرات الا بعد الموجة الثانية من الهجمات، فيما وصل لواء القدس، من حندرات، ووحدات من الحرس الجمهوري كانت ترابط في الليرمون شمال المدينة، وقوات خاصة تابعة للعقيد النمر سهيل الحسن.
وكانت القوات المدافعة قد اوقعت اكثر من ٧٠٠ قتيل ومئات الجرحى في القوات المهاجمة، بفعل شجاعة المقاتلين الذين كانوا يتقدمون لضرب المفخخات المهاجمة الى مسافات قريبة بالصواريخ، ومنع وصولها الى اسوار الكليات العسكرية، واستشهد العديد منهم جراء عصف الانفجارات القريبة.
وبات معلوماً أنّ تمكّن أحد الأطراف من حسم المشهد الحلبي سيكفلُ له فرض إيقاعه على المراحل التالية من الحرب بشقّيها العسكري والسياسي.
وكانت قوى العدوان على سورية قد خططت لمعركة فك الحصار عن ارهابييها مستندة الى الفائض من المسلحين المتواجدين في مثلث ادلب سهل الغاب و جسر الشغور ، مقرونا بما تؤمنه تركيا من فرص تحشيد الإرهابيين الأجانب من اقصى اصقاع الأرض ، و استطاعت ان تحشد من القوى ما يزيد عن 15 الف مسلح اعتمدت في استعمالهم نظرية الهجوم بالموجات المتتابعة المتواصلة المستندة الى الاعمال الانتحارية المكثفة و الانغماسين المتعددين ، الهجوم بالموجات دون إعطاء الخصم فرص التقاط الانفاس بين الموجة و الموجة من اجل ان تستثمر الموجة اللاحقة ما احدثته الموجة السابقة من تصدعات و من غير ان تعطى القوى المدافعة مهلا لترميم بنيتها الدفاعية التي قد تكون قد تصدعت ./انتهى/
تعليقك