وأفادت وكالة مهر للأنباء أن وزير الدفاع الايراني حسين دهقان شارك اليوم الأحد في المؤتمر الأمني المنعقد في العاصمة الايرانية طهران وتطرق في كلمة له الى عدة قضايا دولية واقليمية وقدم رؤيته لمستقبل الحركات والجماعات الارهابية وما توول اليه فعالياتها.
واعتبر وزير الدفاع في هذا المؤتمر العميد حسين دهقان أن قضية الأمن اليوم باتت هي الهاجس الأكبر لدى دول وحكومات العالم، مؤكدا أن الفهم السليم للوضع الدولي الحالي وإدارة الخلافات والمناقشات بين الأطراف من مستلزمات الأمن الجماعي في العالم.
ونوه بالقول الى أن الأمن الجماعي في الشرق الأوسط أكثر تعقيدا وذلك نظرا الى الظروف الجيوسياسية الخاصة التي تتسم بها هذه المنطقة من العالم، مشيرا في ذلك الى المنابع الطبيعية الموجودة والتنوع القومي والخلافات الطائفية والجمعية السكانية وأمور أخرى كالطاقة والنفط وما الى ذلك.
وأكد العميد دهقان أن ظهور حركات كداعش وغيرها تعتبر مؤشرا واضحا على التوتر الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف :إن التوتر الجيوسياسي هذا ساهم في تغيير أدوار اللاعبين الاقليميين في المنطقة من جانب وظهور لاعبين جدد من جانب آخر وتحول في ماهية التهديدات الامنية للمنطقة من جانب ثالث.
وأشار بالقول الى أن الفوضى وعدم الجزمية في الأمور والسياسات هي من أبرز سمات هذه المنطقة من العالم.
وأضاف دهقان أننا نستطيع مشاهدة نماذج هذه الحالة في بلدان متعددة كسوريا والعراق واليمن وتركيا ولبنان وافغانستان وباكستان، منوها الى أن قضايا مثل مشروعية الحكومات والجدارة والأمن من أهم الأمور التي تنبني عليها علاقات الدول في منطقة الشرق الأوسط وهي في نفس الوقت من أهم عوامل عدم الاستقرار والأمن في المنطقة.
واعتبر أن التقلبات السياسية واستمرار الفوضى وعدم الاستقرار في مثل هذه البلدان يساهم في خلق الحروب الأهلية وتدخل اللاعبين الدوليين ومن المحتمل يساهم في اسقاط الأنظمة السياسية الحاكمة وتشكيل كيانات جديدة في المنطقة، معتقدا أن هذه الحالة نشهدها في سوريا والعراق واليمن وهي تمر بمرحلة حساسة للغاية.
وقال وزير الدفاع أن بروز ظاهرة الارهاب والجماعات السياسية المتطرفة والتي غالبا ما تلجأ الى العنف والارهاب هي من ضمن أزمات المنطقة وهي في الغالب تنشأ تحت ظل الجماعات الاسلامية أو القومية المطالبة بالاستقلال والانفصال.
وأوضح وزير دفاع الجمهورية الاسلامية في الإجتماع الأمني في طهران أن هذه الجماعات المتطرفة تجر المنطقة الى الفوضى وتفقد الأمن والاسقرار فيها، معتبرا تنظيم القاعدة وداعش نموذجين واضحين لهذه الظاهرة التي تركن الى الدين في تبرير سياساتها كما إن الأكراد هم نموذج آخر لكنه يعتمد على شعار القومية في خلق الازمات في المنطقة.
وأضاف دهقان قائلا أن الجماعات الارهابية وحسب الرؤية الفكرية التي تتبعها فانها لا تبالي بالقوانين الموجودة في المجتمعات وهي تريد فرض قوانين ونظام خاص بها تحت مسميات الخلافة الاسلامية التي قد تكون من النوع الداعشي او الاخواني او العثماني.
واعتبر دهقان أن الحركات القومية هي النوع الثاني من الجماعات التي تربك أمن المنطقة واستقرارها وهي تعتبر هذا النظام السائد في المنطقة ليس بصالحها وتطالب باعادة النظر فيه وفي التقسيمات الجغرافية الحالية.
وأوضح دهقان أن مثل هذه الجماعات القومية لها تاريخ طويل من الصراع مع الحكومات المركزية، منوها الى أن حجم نشاط هذه الجماعات وخطرها يتعلق بقدرة الحكومات المركزية، فكلما كان الحكومات المركزية ضعيفة وغير مستقرة كلما كانت هذه الجماعات أكثر انفلاتا من سيطرة الحكومة المركزية.
وأوضح دهقان قائلا " في الوقت الراهن نشاهد بلدانا مثل العراق واليمن وسوريا هي على وشك التقسيم وأن الحكومات المركزية تفقد السطيرة على كثير من الأراضي التابعة لها".
تعليقك