وتعليقاً على زيارة نتنياهو لأمريكا وتصريحات ترامب بأن حل الدولتين ليس الحل الوحيد للقضية الفلسطينية الاسرائيلية وتصريحاته بخصوص نقل السفارة الامركية من تل أبيب الى مدينة القدس، قال نائب رئيس اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في سوريا والخبير في الشؤون الاسرائيلية تحسين الحلبي في حديثه مع وكالة مهر للانباء ان السياسة التي يتخذها ترامب تجاه القضية الفلسطينية ليست جديدة بل انها امتداد للسياسات السابقة والجديد فيها ان ترامب تطرق بهذه السياسة علنيا وبشكل واضح وصريح لافتاً الفى ان خلال ثمانية سنوات التي ترأس بها اوباما البيت الابيض ازدادت نسبة الاستيطان من ثلاثة الى خمسة اضعاف.
واضاف تحسين الحلبي "أن التصريحات العلنية لترامب اثناء لقائه مع نتنياهو في البيت الابيض تحمل رسالتين: الرسالة الاولى موجهة للفلسطينيين والتي تقول ليس امامكم خيارا آخر سوا ان الاتفاق مع نتنياهو وحل الدولتين حتى لو أقر به المجتمع الدولي فسوف لن يحكم به الولايات المتحدة الامريكية" مشيرا الى ان الاتفاق مع نتنياهو يقوم على شروط التسوية وهذه التسوية تقوم على اغتصاب كل حقوق الشعب الفلسطيني في الارض والمقدسات والتاريخ في وطنه التاريخي.
وتابع حديثه قائلا "بأن الرسالة الثانية التي حملها ترامب لنتنياهو تتعلق بايران. ترامب يتبع سياسة غير تلك التي كان يتبعها اوباما تجاه ايران وتحديدا موضوع النووي الايراني. ترامب امّا يريد ان يغير اشياء في الاتفاق الذي عقد مابين ايران ودول خمس زائد واحد، أو يريد ان يجنّد العمل بهذا الاتفاق.وهذا التجنيد يكون من خلال ابتزاز عدد من الدول الغنية بالمال والتي هي دول الخليج (الفارسي) معتبراً انه يريد ان يبلغ هذه الرسالة لدول الخليج (الفارسي)، بأنه سيكون عنوانا لموقفها ضد ايران.
واضاف: عندما وقع اوباما اتفاق خمسة زائد واحد مع ايران، أعربت دول الخليج (الفارسي) سيما السعودية الى جانب اسرائيل عن امتعاضها عن توقيع هذه الاتفاقية واعطاء ايران الحق بنوع من التطبيع بينها وبين الدول الغربية. ترامب يريد ان يقول للدول الخليج (الفارسي) واسرائيل "انني على موقفكما من اتفاقية خمسة زائد مع ايران: والهدف هو جر السعودية ودول الخليج (الفارسي) لدفع فواتير مالية ضخمة وكبيرة لمصلحة هذا الموقف. عقلية ترامب عقلية التاجر، انه سمسار العقارات. فمن موقعه كرئيس الولايات المتحدة يريد السمسرة السياسة الامريكية وابتزاز دول الخليخ (الفارسي) بامولها".
واكمل حديثه مع وكالة مهر للأنباء مشيرا الى ان سبب عدم توجه اوباما لشن حرب ضد ايران هو أن حسب تقارير البنتاغون والمعلومات التي كانت تصل اليه عسكريا لم يكن من مصلحة امريكا ان تشن حربا ضد ايران وواحد الاسباب هي ان حينها كانوا الجنود الامريكيون في العراق محاصرون من قبل المقاومة الاسلامية في سوريا ولبنان والعراق والخيار العسكري الامريكي المباشر ضد ايران لم يضمن نجاحه اي عسكري امريكي.
وشدد تحسين الحلبي على ان تهديدات ترامب ليست الا مجرد كلام لإبتزاز او استقطاب دول الخليج الفارسي الغنية بالأموال قائلا: "وفقا المعلومات التي تصل الى ترامب، فإنه يعلم جيدا ان ايران اصبحت اقوى من ما كانت عليه قبل اتفاقية خمسة زائد واحد. من حيث العسكري الآن ايرن اصبحت اقوى من ما كانت عليه سابقا لأن اصبح لديها صواريخ بعيدة المدى والسلاح البحرية لديها اصبح اقوى واكثر تطوراً وايضا اصبحت قوية اكثر من حيث المعنوي لأن الجبهة الداخلية لها اصبحت متماسكة اكثر وقيادتها تنال الثقة لدى شعبها".
ولفت تحسين الحلبي الى ان المقاومة في لبنان وفلسطين تمر بمنعطف حاد جدا الان امام ادارة ترامب وسياساته المعلنة والواضحة في اتجاه تسوية الحقوق الفلسطينية. وتابع حديثه قائلا " ان ترامب على غرار ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة السابقين الذين كانوا يقدمون وعودا بنقل السفارة الامريكية من تلابيب الى القدس المحتلة مستخدمين هذه الورقة في الحملة الانتخابية للحصول على دعم اللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الاعلام الامريكي ولكن عمليا لم ينقلها احد منهم وبتقديري لن ينقلها ترامب ايضا على الاقل خلال السنتين المقبلتين".
ودعا تحسين الحلبي خلال حديثه مع وكالة مهر للأنباء، المقاومة في قطاع غزة الى ان تكون على استعداد وتأهب لمواجهة مؤامرات الكيان الصهيوني بخصوص نزع السلاح عنها لأن هناك مؤشرات تدل على هذه المؤامرات ومن ضمنها تصريحات ليبرمان الوزير الدفاع الاسرائيلي حيث قال انني ادعوا حكومة حماس الى نزع اسلحة قطاع غزة وتسليم جثامين الاسرى والجنود وحينها سنتقدم الموافقة لقطاع غزة على بناء ميناء بحري وميناء جوي ونوافق على توظيف وتشغيل اكثر من اربعين الف عامل من قطاع غزة داخل الكيان الاسرائيلي ونفك الحصار عن غزة واضاف "ان اسرائيل بكل قدراتها العسكرية لم تستطع لحد الان ان تدمر كل البنية العسكرية والبشرية للمقاومة في قطاع غزة ولذلك بعد كل هذا الفشل والاحباط تحاول ان تقدم حلا معينا وسيطا سياسيا حتى تنزع اسلحة المقاومة".
وقال تحسين الحلبي "ان الهدف الاول للمقاومة بفروعها الاربعة والتي هي الفصائل المقاومة الفلسطينية التي موجدة في دمشق والمقاومة اللبنابية بقيادة حزب الله والمقاومة الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة والمقاومة السرية التي موجودة في الضفة الغربية، هو احباط مشروع نتنياهو بتهويد القدس الشريف ويجب ان تستعد وتحشد قدراتها من اجل هذا الهدف، والهدف الثاني هو ان تستمر المقاومة المسلحة وبكافة الاشكال ضد الاستيطان في الضفة الغربية".
في سياق ما قاله ترامب اثر لقائه مع نتنياهو حيث دعا الاسرائيليين بضبط النفس في خصوص مسألة الاستيطان قال تحسين الحلبي لوكالة مهر للانباء " ان ترامب عندما يدعوا الاسرائيليين بضبط النفس في الواقع يقول لهم دعونا ان نستوطن بشكل هادئ ولانعلن كثيرا عن مشاريعنا وعلى استيلائنا على اراضي اخرى. فإنه لم يقل لهم كفوا عن ذلك وان الاستيطان غير شرعي كما لم يفعل اي رئيس امريكي قبله. وفي الواقع هذا هو اقتراح ترامب لاسرائيل وليس بمعنى ان لم يفعلوا ذلك انه سوف يقطع علاقاته بهم بل انه يرشدهم الى الطريق الافضل للوصول الى اهدافهم التي مدعومة من قبل الولايات المتحدة".
و تعليقاً على تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ب"أن حل القضية الفلسطينية يتأسس على حل الدولتين"، قال تحسين الحلبي لوكالة مهر للأنباء ان الأمين العام للجامعة العربية يتحدث من موقع لم يعد له وجود. انه يقول ان الجامعة العربية مازالت متمسكة بحل الدولتين ولكنه لم يضف الى ذلك أن الجامعة العربية مسؤولة عن القضية الفلسطينية وإنها لاتقبل من اي دولة عربية ان تطبع علاقاتها مع اسرائيل الى من بعد ان ينال الفلسطينيون حقوقهم" واضاف "ان حكام العرب لديهم علاقات مع اسرائيل من تحت الطاولة ولكن لااظن انهم يتجرءوا التطبيع مع اسرائيل علنا. اشك بأن الحكومات العربية الحليفة مع امريكا واسرائيل تستطيع التطبيع مع اسرئيل لأن الامة العربية والاسلامية لاتقبل التطبيع مع اسرائيل لافتا الى ان الحكومة المصرية وقعت على قرار التطبيع منذ عام 1979 ولكن الشعب المصري لم يقبل لحد الان التطبيع مع اسرائيل.
وفي سياق نية ترامب بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى مدينة القدس صرح تحسين الحلبي لوكالة مهر للأنباء "ان الأدارة الامركية تعرف ان هذا القرار يضع اسرائيل امام خطر كبير يهدد وجودها، فاسرائيل لن تخسر شيئا اذا جاء السفير الامريكي واقام في مدينة القدس المحتلة ورفع في منزله علم الولايات الامريكية، فذلك ليس ممنوعا على السفير وانها تعتبر حصانة دبلوماسية. فانهم ممكن ان يحتالوا بهذه الطريقة حيث ان لاتكون السفارة هناك ولكن منزل السفير يكون هناك في مدينة القدس المحتلة". /انتهى/
اجرت الحوار: مريم معمارزاده
تعليقك