في سياق الاحداث الاخيرة التي شهدها العالم بعد انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة والتناغم السعودي الاسرائيلي الذي بات علنياً سيما في مؤتمر ميونيخ الذي عقد في 19 شباط / فبراير وكذلك الهجوم الحاد الذي شنته السعودية واسرائيل ضد ايران، صرح الباحث والخبير السياسي عباس خامه يار لوكالة مهر للانباء ان هذه ليست اول مرة تتعامل ايران بأسلوب معتدل وعقلاني في مواجهة الهجوم الحاد والمسموم الذي يستهدف دورها التحرري في المنطقة.
واضاف خامه يار: " طالما شهدنا هذا الادب والاسلوب العقلاني الايراني الذي يصب في هذا السياق، ايران ترى أمامها مسؤولية عظيمة تجاه مصير الأمة، لذلك انها حريصة عليها وتحاول بكل ما تملك من طاقة وجهد ان تحافظ على الوحدة والتماسك مابينها ولذلك كلما حاولوا الآخرين استفزازها لم ينجحوا ، ولكن من جهة اخرى لو وصلت الامور الى خواتيمها بالتأكيد ستدافع ايران عن قيمها وكرامتها ومبادئها واهدافها".
واكد خامه يار على ان النهج الذي يتبعه جبير غير اخلاقي ومعروف من هم التكفيريون وقطاع الرؤوس واين ترعرعت هذه الحركات التكفيرية والارهابية، وان المدارس السعودية هي من احتضنت الارهاب ومولته ودعمته.
ونوه خامه يار بالعمليات الارهابية التي ارتكبت على ايادي سعودية واشار الى ابرز تلك العمليات والتي هي تفجير الابراج في مدينة نيويورك الامريكية في الحادي عشر من سبتامبر سنة 2003 ، وما يحصل حاليا في اليمن حيث يقتل الابرياء والنساء والاطفال بطريقة شنيعة، ويحاصر المدنيون في باب المندب والحديدة والمحافظات الحدودية والمائية لليمن ومن جهة اخرى تمويل ودعم وتمهيد الطريق للإرهابيين للدخول في سوريا وتقديم الاسلحة وكل الامكانيات لهذه المجموعات التي دمرت سوريا وقتلت الشعب السوري و دمرت الاثار.
وتابع حديثه قائلا "كلنا نعلم ان كل هذه المشاريع سعودية ومن ثم يأتي وزير الخارجية السعودي ويتهم ايران بالارهاب فهذا مبدأ غير اخلاقي وغير انساني. ايران لم ترتكب اي عملية ارهابية في العالم وهذا جاء على لسان الصحف الامريكية حيث بينت الاحصائيات ان نسبة ايران في تنفيذ عمليات ارهابية في امريكا واوروبا كانت صفر في المئة وفي المقابل من كانت لديه اعلى نسبة في مثل هذه العمليات كانوا من مواطني السعودية ودول الخليج الفارسي"، مؤكداً ان ماقاله جبير في مؤتمر ميونيخ هو الهروب الى الامام وهذه المواقف سوف لن تنقذ النظام السعودي.
ولفت خامه يار الى التناقض مابين موقف وزير الخارجية السعودي في مؤتمر ميونيخ مع الرسائل التي تتلقاها ايران من السعودية عن طريق التصريحات والاتصالات التي تجريها السعودية في الخفاء مع الجمهورية الاسلامية والتي تصل من خلال الوسطاء لاعادة العلاقات وآخر هذه الرسائل كانت من مجلس تعاون الخليج الفارسي والتي حملها الوزير الخارجية الكويتي الى ايران. تتحدث هذه الرسالة عن ضرورة التعاون بين ايران ودول مجلس التعاون لمواجهة الارهاب ومن المستحيل ان يتم مخاطبة ايران بمثل هذه الرسالة ان لم تكن السعودية موافقة على ذلك.
واوضح خامه يار ان هذا التناقض في مواقف السعودية اما يسفر عن تناقض ما بين مواقف الحكام الجدد في السعودية او انه خضوع كامل لسياسة ترامب.
وفي مجال التناغم السعودي الاسرائيلي الواضح في مؤتمر ميونيخ، صرح خامه يار لوكالة مهر للأنباء ان التعاون والدعم المعلوماتي والاستخباراتي من قبل السعودية وعدد من دول الخليج الفارسي لإسرائيل كان اكثر من السابق خلال العشرة سنوات الماضية ولكن في الآونة الاخيرة تغيرت الأمور بشكل كبير واصبحت علنيا. حاليا هناك شبه ائتلاف و تحالف بين السعودية واسرائيل حيث اعلن الوزير الدفاع الاسرائيلي للصحف الاسرائيلية انهم تعبوامن الاتصالات والعلاقات الخفية مع العرب ويريدون الاعلان عن صداقتهم وتلاحمهم مع الانظمة العربية.
ومن وجهة نظرخامه يار، هناك ثلاثة عوامل ادت الى هذا التقارب العلني. اوّلها سياسة ترامب الجديدة والضغط الذي تواجهه السعودية من قبل الادارة الامريكية الجديدة والعامل الثاني فشل المشاريع السعودية في المنطقة سواء ان كان في اليمن والعراق وسوريا وفي لبنان حيث نجحت المقاومة في تعيين رئيس الجمهورية في لبنان. والانتصارات التي يحققها معسكر المقاومة في المنطقة هو عامل ثالث فضلا عن العاميلن الاخريين الذي يمكن ان يبنى عليه هذا التفسير.
واضاف خامه يار "كان من المفترض ان السعوديين يعيدوا النظر في سياساتهم وفي مشاريعهم وهناك ضرورة لقراءة متأنية لاسباب هذا الفشل واسباب نجاح معسكر المقاومة".
واشار خامه يار الى التعامل الازدرائي لوزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان مع وزير الخارجية السعودي الجبير والذي كان ملفتاً حيث استمع الجبير إلى مناقشة ليبرمان كاملةً، بينما لم يحضر الوزير الإٍسرائيلي كلمته. وتابع خامه يار في هذا الخصوص "انها رسالة مهينة مقصودة حتى للاطراف التي يعتبرها الغرب وامريكا واسرائيل حليفة لها وان هذا التصرف هو طبيعة الاستكبار والهدف منه هو احراز امتيازات اكثر وفرض ضغط اكبر، لكي تثبت ان مكانتها اعلى بكثير من الجانب العربي".
وفي الختام اشار الباحث السياسي الايراني الى الطريقة التي تتعامل معها امريكا مع حلفائها حيث تتخلى عنها بعد ان تنتهي من حلبها، قائلا " ان امريكا لم تسمح للشاه الايراني بشراء سرير واحد للمعالجة في ادنى مستشفياتها. ونفس هذا السلوك شاهدناه في التعامل مع زين العابدين بن علي وحسني مبارك. والانظمة التي تعتبر نفسها حليفة لامريكا ستلاقي نفس المصير التي تلقتها الانظمة البائدة التي كانت حليفة مع الولايات المتحدة"./انتهى/
اجرت الحوار: مريم معمارزاده
تعليقك