وكالة مهر للأنباء ــــ أحمد القزويني:هايلي نفسها التي بدت (بالأمس) مدافعة عن الحرية السياسية للشعب الإيراني وأخذت تشحذ الهمم لنصرة المتظاهرين في إيران وتقول: "علينا ألا نبقى صامتين، الشعب الايراني يطالب بحريته" لم تلتفت لتصريحات رئيسها ترامب - السمسار المعروف - الذي اعتبر التظاهرات مجرد إحتجاجات على الظروف الإقتصادية والمعيشية وإن الشعب الإيراني يعاني من شح في المواد الغذائية وتضخم كبير.
وهايلي نفسها عندما دكت الصواريخ اليمنية عمق الأراضي السعودي واستهدف العاصمة الرياض خرجت بمسرحيتها الإعلامية لتذرف دموع التماسيح على (الإعتداء الغاشم) الذي تعرضت له السعودية وتصب جام غضبها على إيران متهمة إياها بتزويد المقاومة اليمنية بالصواريخ وتدعو إلى تشكيل تحالف ضد إيران مما أثارت سخرية الجميع بما ذلك الإعلام الأمريكي نفسه.
هايلي التي تباكت على الـ (الإعتداء) الذي تعرضت له الرياض بفعل الصاروخ اليمني عميت عيناها عن مئات الصواريخ والقذائف المصنعة أمريكياً التي تسقطها الطائرات السعودية على رؤوس الأبرياء في اليمن يومياً وتخلف الدمار والخراب بالبلاد وتحول أجساد الأطفال والشيوخ اليمنيين إلى أشلاء متناثرة بين ركام بيوتهم هذا بالإضافة إلى الحصار الإقتصادي الخانق والمخالف لكل القوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان الذي تفرضه السعودية على اليمنيين وتسبب في إنتشار الأوبئة والأمراض بين المواطنين بمعدلات قياسية لم يشهد التاريخ مثيل له فضلاً عن المجاعة التي تسبب بها والتي فتكت الغالبية العظمى من الشعب اليمني.
هايلي لم تر كل ما يفعله العدوان السعودي في اليمن من مآسي وكوارث إنسانية ولم تفكر بعقد إجتماع دولي من أجل ذلك لكنها صبت كل إهتمامها على حفنة من مثيري الشغب الذين عاثوا في أرض إيران فسادا.
إذن حكومة ترامب ومنذ البداية عقدت العزم على استغلال كل الفرص للتدخل في الشأن الإيراني أو توجيه الإتهام لإيران حتى وإن كان ذلك على حساب سمعة الولايات المتحدة نفسها أو يثير سخرية العالم، مادامت هذه المواقف مدفوعة الثمن سلفاً من قبل البترودولار السعودي.
لكن التدخل الأمريكي السافر في الشأن الإيراني وسعي الولايات المتحدة إلى تعبئة الرأي العام العالمي ضد إيران ونقل قضية مثيري الشغب في إيران إلى أروقة الأمم المتحدة أحرج المنظمة الدولية نفسها.
ففي ظل الدعوات الأمريكية بعقد اجتماعات دولية طارئة لبحث الأوضاع في إيران أكد رئيس مجلس الأمن الدولي كورو بيشو أن إيران ليست على جدول أعمال المجلس لافتاً إلى أن واشنطن هي من تسعى لعقد جلسة طارئة في هذا الخصوص.
لكن السؤال هل ستثير الجماهير الإيرانية الحاشدة التي خرجت اليوم (الأربعاء) إلى الشوارع في مختلف المحافظات تنديدا بممارسات التخريب والعنف المرتكبة بواسطة المحرضين والمخرّبين.. هل ستثير بعض الإهتمام لدى الإدارة الأمريكية أو تجد صدى لها في واشنطن.
بالنسبة للشعب الإيراني الأمر لا يهم كثيراً.. وهو لا يعبأ إذا ما أنصتت الولايات المتحدة لهتافاته المنددة بتدخلها بشؤونه الداخلية.
المهم بالنسبة له إنه لبى دعوة مراجع الدين ورؤساء السلطات الثلاثة والشخصيات الثقافية والسياسية في ايران الذين دعوا الى أوسع مشاركة جماهيرية لإدانة عمليّات التخريب والفوضى التي قام بها المتربصون بالبلاد خلال الأيام الماضية.
تعليقك