٢٦‏/٠٨‏/٢٠١٧، ١١:١٦ ص

مقال تحليلي

إسرائيل: إيران تهديد استراتيجي... و«داعش» مشكلة تكتيـكية

إسرائيل: إيران تهديد استراتيجي... و«داعش» مشكلة تكتيـكية

لم يجرؤ أيٌّ من السياسيين أو المعلقين والخبراء في إسرائيل، على الزعم أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استطاع أن يُحدث تغييراً جوهرياً في التوجهات الروسية إزاء الساحة السورية، وفي علاقتها مع إيران. لكنهم أجمعوا على حاجة تل أبيب الملحة للتواصل مع صنّاع القرار الدولي، للحدّ من مفاعيل انتصار دمشق وحلفائها.

تجمع كافة القيادات والتيارات السياسية على ضرورة التواصل مع كل من واشنطن وموسكو، في ضوء حجم التهديدات الماثلة أمام إسرائيل، والتي تبلورت بعد انتصار محور المقاومة في الساحة السورية. وإدراكاً بأن حجم المتغيرات التي تشهدها الساحتان السورية والإقليمية، يتجاوز قدرة إسرائيل، أوصى العديد من الخبراء والمعلقين في تل أبيب بضرورة التواصل والتنسيق مع الدولتين العظميين، وأيضاً بنسج تحالفات إقليمية تمكنها من مواجهة هذا التحدي.

على خطٍّ موازٍ، واصل المسؤولون الإسرائيليون إطلاق المواقف والتصريحات التي تركز على شرح معالم التهديدات، وعرض الموقف الإسرائيلي من التطورات التي تشهدها الساحة السورية، وتحديداً هزيمة «داعش»، وصولاً إلى التلويح بخيارات عدوانية واسعة، في حال عدم تلبية مطالبها وسقوفها السياسية. على الإيقاع نفسه، أكد وزير الأمن أفيغدور ليبرمان، أن إسرائيل «لا تعتزم الاستسلام» لمحاولات إيران بإنشاء واقع جديد حولها، مؤكداً أن تل أبيب «لن تكتفي بالوقوف جانباً متفرجين». ولوّح ليبرمان خلال لقائه مع مديرين عامين ورؤساء المعهد الإسرائيلي للطاقة والبيئة، بأن إسرائيل «ستفعل كل شيء من أجل ألا يكون هناك إيرانيون عند حدودنا». ونتيجة إدراكها للمخاطر التي يمكن أن تترتب على تكريس الحضور الإيراني وحزب الله في سوريا، على الأمن القومي الإسرائيلي، لفت ليبرمان إلى أن إسرائيل «تتحسب من أن تسوية حول مستقبل سوريا ستجعل إيران وأذرع موالية لها تستقر» هناك. وهو القضية الأساس التي كانت محور لقاء نتنياهو والرئيس فلاديمير بوتين، وقبل ذلك الوفد الاستخباري الإسرائيلي الرفيع في واشنطن.


من جهته، ذهب رئيس «البيت اليهودي» المتطرف، وزير التربية نفتالي بينيت، أبعد مدى في إطلاق التهديدات، مشيراً إلى أن إسرائيل «لن تعتمد فقط على الولايات المتحدة وروسيا»، وأن «دولة إسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق في الدفاع عن نفسها، حتى ضد الإيرانيين عند حدودنا. ونحن مطلعون طوال الوقت على الخطوات الجارية هنا، وهذا أحد أكثر الأحداث حساسية، والأكثر حيوية». ولوّح بخيار مناحيم بيغن في مواجهة المفاعل النووي العراقي الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية، عام 1981. وأوضح قائلاً: «لم ولن نستعين بجهات خارجية من أجل الأمن القومي الإسرائيلي، بل ندافع عن أنفسنا بقوانا الذاتية». وكرّر بينيت الموقف الإسرائيلي الرسمي من «داعش»، إذ تتخوف تل أبيب من مفاعيل وتداعيات القضاء عليه بالقول، «إننا نعتقد أن داعش هو مشكلة كبيرة، ولكن تكتيكية»، مؤكداً بشكل ضمني مصلحة إسرائيل في المحافظة عليه كتنظيم يواجه محور المقاومة، بالقول إننا «لن نضحي بمصلحة استراتيجية، وهي منع نشوء إمبراطورية إيرانية من طهران وحتى البحر المتوسط، من أجل حل مشكلة تكتيكية».

في السياق نفسه، انتقد رئيس حزب «يوجد مستقبل» يائير لابيد، أداء نتنياهو إزاء الموضوع الإيراني والسوري، ورأى أن هناك «فشلاً هائلاً في السياسة الخارجية». وأوضح معالم هذا الفشل بالقول إنه «في الموضوع الأكثر أهمية بالنسبة إلى أمننا، لم تنجح الحكومة في وضع خطة عمل ناجعة أمام الإدارة الأميركية». ورأى أن «المجلس الوزاري المصغر مشغول بخلافات داخلية وبتسريب معلومات وتوقف عن القيام بواجبه، وهو بلورة السياسة». وعلى هذه الخلفية، لفت إلى أنه «في ظروف كهذه، ليس غريباً أننا قمنا بالرد متأخرين جداً على استقرار الإيرانيين. وكل من لديه عينان في رأسه شاهد إيران تستقر في سوريا، لكن الحكومة لم تدرك أن عليها أن تبلور في الوقت المناسب حملة سياسية ناجعة من أجل وقف تحول إيران إلى دولة عظمى إقليمية وتهديد دائم».

المصدر : علي حيدر ـــ جريدة الأخبار

رمز الخبر 1875687

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha