حين دخل إستفتاء إقليم كردستان حيز التنفيذ في بعض البلدان خارج العراق، تتصاعد المواجهات بين المؤيدين والمعارضين لإجرائه في داخل الإقليم الكردي.
فضلا عن معارضة كافة مسؤولي الحكومة المركزية العراقية ودول أخرى محاذية للحدود العراقية، تتعالى أصوات المعارضين من داخل اقليم كردستان، إذ برزت الأصداء في مختلف وسائل الإعلام وشبكات التواصل الإجتماعي.
وبالتوازي مع مساعي مؤيدي هذا الإستفتاء يواصل المعارضون من جهة أخرى جهودهم من خلال توظيف كافة إمكانياتهم من أجل الوقوف في وجه غاية البارازني الذي بادر برسم هذا المخطط.
هذا وفي حين أن أردوغان لم يكتف بتنديد هذا الإستفتاء والمطالبة بوقفه، بل تطرق خلال تصريحاته الى توجيه تهديدات عسكرية، فيما بادر "صلاح الدين ديمرتاش" الذي هو احد قادة الأكراد في تركيا ويتواجد حاليا في السجن بعد أن تم إعتقاله قبل اشهر، بدعم الإستفتاء من خلال نشر تغريدة له على صفحته الشخصية في موقع التويتر.
وعلى غرار مواقف الأمم المتحدة والدول المجاورة للحدود العراقية، أعلنت المملكة العربية السعودية ايضا موقفها المناهض لإستفتاء اقليم كردستان، من خلال المطالبة بوقفه، لكن كل ذلك لم يؤثر على قرار البارزاني حيث أكد في جميع الندوات والمؤتمرات على إصراره لتنفيذ الإستفتاء.
وبالقرابة من موعد تنفيذ الإستفتاء اعلن "بافل الطلباني" في صفحة الشخصية على موقع الفيسبوك أن الحزبين "الاتحاد" و"الديمقراطي" يتفقان على القبول بالخطة البديلة التي اقترحتها الأمم المتحدة، لكن بعد ردود الفعل الواسعة الذي تلت هذا الاعلان في مختلف وسائل الإعلام ، سارع هو وحزب الإتحاد بتكذيب ذلك، حيث أعلن مكتبه في البداية أنه جرى إختراق لصفحته الشخصية، ولاحقا أعلن شخصيا أن المسئول الإعلامي في مكتبه أخطأ في نشرة النص لهذا البيان.
هذا وسرعان ما باشرت لجنة اجراء الإستفتاء بنشر بيان ينص على تنفيذ الإستفتاء في موعده المقرر لتفَند ما نشره "بافل الطالباني" في صفحته الشخصية.
وفي حين أن الوسائل الإعلام المؤيدة لمسعود البارزاني وحزبه كان منشغلة بتكذيب ما نشره "بافل الطالباني" اصدر "ملا بختيار" وهو من أبرز المسئولين في الإتحاد الوطني الكردستاني بيانا اعلن فيه قبول هذا الحزب بالخطة البديلة المقترحة من الأمم المتحدة وأنه تم إطلاع البارازاني منذ صباح السبت (23 أيلول/سبتامبر) بالأخير.
وبعد الضجة الإعلامية التي احدثها بيان "ملا بختيار" بادر نجم الدين" الذي هو ايضا من القادة السياسيين البارزين في حزب الإتحاد الوطني بنشر بيان ينص على الإلتزام بإجراء الإستفتاء في موعده المقرر، ومن جهة أخرى اتخذ البارزاني في لقائه مع الوزير الخارجية الفرنسي سبيلا ليعلن عن أن الإستفتاء لم يعد موضوعا يناقش عليه البارزاني والأحزاب والشعب الكردي سيصوت للإنفصال من عدمه في اليوم المقرر لتنفيذه.
تعكس الأنباء حدوث شرخا في صفوف حزب الإتحاد الوطني الكردستاني، فيما أعلن بعض من قادته تراجعهم عن موقفهم ومعارضتهم لهذا الإستفتاء والبعض الآخر مثل "نجم الدين" لازالوا يؤيدونه، والحزب الديمقراطي الكردستاني مصمم لإجراء الإستفتاء في موعده المقرر، ومن جهة أخرى يبدو أن المحادثات بين اللجنتين الكردية والعراقية لم تخرج بنتيجة محددة، ولحد هذه اللحظة ليس من المعلوم أن هذا الإستفتاء سيتم تنفيذه بموعده المقرر أم لا./إنتهى/
تعليقك