أكد أمين سر تجمّع إعلاميّون ومثقّفون أردنيّون من أجل سوريا مقاومة، العميد الأردني المتقاعد "ناجي الزعبي" في حوار خاص لوكالة مهر للأنباء، على إنّ سيناريو الاستقلال الكردي البارزاني، الصهيوني، الأمريكي، هو أحد السيناريوهات التي جرى وتجري حياكتها في أروقة البنتاغون والموساد الإسرائيلي.
وأضاف الزغبي أنّ قيمة كل منها يكمن بمقدار ما يحقق من مكاسب للأطماع الامبريالية التي تنهش في الجسد العربي وترسخ العدو الصهيوني كذراع ورأس حربة ومعسكر إمبريالي متقدم، وتكرس أنظمة التبعية المرتهنة للوصاية الأمريكية الاطلسية، وتمزق الجسد العربي وتفككه وتدخله في أتون صراعات بينية تستنزف موارده وجيوشه وبنيته التحتية وتراثه الفكري والحضاري وتؤمن الاستقرار والأمن والرخاء للعدو الصهيوني.
وإعتبر العميد الأردني المتقاعد أنّ الاستفتاء الكردي فانتازيا وجرح في الجسد العراقي ليبقى نازفا منهكاً بصرف النظر عن تبعاته وفرص نجاحه المعدومة والمنزلق الذي يأخذ إليه البارزاني، كردستان ويساهم في قطع الحبل السري العراقي عن الفصيل الكردي من الشعب العراقي والأوكسجين الاقتصادي والسياسي للدولة المركزية العراقية.
وفي سياق منفصل وحول الموقف التركي في إدلب أشار الزعبي إلى أنّ المعطيات تقول أن السياسات الفذة لبوتين والدبلوماسية الرصينة بالغة الذكاء للافروف والرعونة والتخبط والدعم الأمريكي للأكراد هاجس اردوغان الأول، وهو دور حاسم في دفع اردوغان الذي أقصته اوروبا على لسان ميركل من جنتها الاتحاد الاوروبي باتجاه الشرق وقد كان لبوتين شخصيا دورا حاسما في اجهاض الانقلاب على اردوغان وعقد صفقات تجارية كخط الغاز الذي سيزود أوروبا عبر تركيا وإعادة الشركات التركية للعمل بروسيا وإعادة السياحة الروسية لتركيا وآخرها صفقة الإس٤٠٠ وهي مؤشر استراتيجي يضاهي عقد صفقة كسر السلاح التشيكية لمصر بعهد عبد الناصر.
وأردف أنّ كل هذه المعطيات ساهمت بمخرجات أستانا، حيث خطت تركيا في إعادة أعداد الإرهابيين الأجانب من إدلب، والحشود التركية، والتزام تركيا بأن تكون ضامناً لخض التوتر في إدلب، والتزامها يأتي بتنفيذ الاتفاق المرتبط بالمعطيات أعلاه.
ولفت العميد الزعبي إلى أنّ الموقف الأردني الحالي من الأزمة السورية، يرتبط بعدّة أمور منها: المؤتمر الصحفي الذي عقده لافروف بعمّان، أطلق وزير الخارجية الأردني تصريحاً تحدث به عن رغبة أردنية بحدود أردنية سورية خالية من الإرهاب، كما سبق المؤتمر توقيع الأردن على اتفاقية خفض التصعيد مع كل من أمريكا وروسيا وسيشرف على ذلك من غرفة العمليات الأردنية.
منوهّاً أنّه تم تسريب أنباء عن محادثات خليجية سورية في مؤشر لتكيّف أردني خليجي مسبوقاً بتكيّف أمريكي مع الانتصارات الميدانية العراقية السورية التي فرضت شروطاً وواقعاً موضوعياً جديدا.ً
مشيراً إلى أنّ تصريح لافروف في عمّان عن دعم التحالف، أي أمريكا لجبهة النصرة يرسل أكثر من رسالة، إحداها تطمين للعدو الصهيوني بأن أمريكا تحرص على إنهاك الجيش السوري وتحول دون اقتراب حزب الله والحرس الثوري والمقاومة الشعبية للجولان.
وأضاف أنّ الأمر الآخر هو احتمال إعادة تدريب وتأهيل العائدين من سورية أي قوات أحمد العبدو وأسود الشرقية، وفصائل الجيش الحر، وإرسالهم لشمال سورية في سياق إعادة بؤر التوتر وخلق الكيان الكردي.
وهذا ما يمكن خلف التصريح الأردني الرسمي بأن إعادة فتح المعابر مرهون بالتطورات والظروف الأمنية.
وأكمل أنّ سوريا التي لم تغلق المعابر، أبدت استعدادها ورغبتها وقدرتها على فتح المعابر وهي قادرة فعلاً ويبّقى أن ينسجم الموقف الأردني الرسمي مع هذه الرغبة، فضلاً عن أنّ التكيّف السعودي مع الانتصارات السورية العراقية سيوفّر مناخاً أردنيّاً إيجابيّاً إن استمر على نفس الوتيرة، ويبقى السؤال الذي يقترن بفتح المعابر، بالإجابة عليه، ماذا بشأن جبهة النصرة المصنّفة دولياً بالإرهاب وتحظى بالدعم الأمريكي، وشهدت انفصال 3000 مقاتل عنها؟
وقال الزعبي إن انسحاب المجموعات المسلحة إلى الأردن وخطورة ذلك، فتلك مسألة يمكن حلها بتحصين الجبهة الداخلية، والتنسيق الأمني الأردني السوري المباشر، ونشر قطعات من الجيش الأردني على الحدود ومناطق التسلل، مع الإشارة بأنّ الجيش السوري سيضمن إغلاق مناطق تسلل الإرهابيين من الحدود الأردنية السورية، ووقف تدريب المسلحين وإرسالهم لسوريا.
وختم بالقول أنّ العلاقات الأردنية مع العديد من الفصائل بداخل سوريا كفيلة أيضاً بتقديم حلول لهذه المسألة، وبانتظار وضع الحلول النهائية في أستانا التي أعلنت عن اعتبار ادلب منطقة رابعة لخفض التوتر والتي ستمهد لجنيف التي ستضع اللمسات للحلول الأخيرة. /انتهى/.
اجرت الحوار: سمر رضوان
تعليقك