وأفادت وكالة مهر للأنباء أن إقليم كردستان العراق أجرى في 25 أيلول/سبتمبر الجاري، "استفتاء الاستقلال" الذي لاقى رفضًا واسعًا من بغداد وأطراف إقليمية ودولية، فيما أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن معارضتها الشديدة لإجراء الاستفتاء في كردستان، إذ أغلقت مجالها الجوي أمام الإقليم، كما أصدرت وزارة النقل الإيرانية تعميمًا، يحظر الشركات الإيرانية من نقل المنتجات النفطية من وإلى الإقليم.
ويرى المراقبون أن الانفصال المحتمل لإقليم كردستان العراق سوف لا يتآتى منه كثير فائدة للشعب الكردي، ذلك أن الإقليم يتموقع في جغرافيا برية لا تحيط به حدود مائية ذلك الى افتقاره وضعفه الجيوسياسي وعدم الاعتراف به من قبل المجتمع الدولي في الشرق الأوسط الملتهب.
وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوارا مع النائب في البرلمان العراقي وعضو ائتلاف دولة القانون " عباس البياتي ".
وأكد البياتي في هذه المقابلة أن التقسيم اصبح يهدد الامن والاستقرار والسلم في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي لا بد من ان يكون هناك راي صحيح وصريح ازاء هذا الامر وان مخالفة كل من ايران والعراق وسوريا وتركيا واميركا واوروبا دليل على ان هذا الاستفتاء له مخاطر وتبعات وتداعيات على الامن في المنطقة وقد يؤدي الى صراعات والى حروب والى استزاف طاقات المنطقة
وأضاف البرلماني العراقي قائلا "هذا الاستفتاء غير شرعي وغير دستوري وغير قانوني وبغداد أعلنت بشكل صريح وواضح وقاطع انها لا تعترف بنتائج هذا الاستفتاء ولا ترتب اي اثر عليه وتعده باطلا ولا يمكن الاعتماد عليه واذا كان اقليم كردستان يرغب بالحوار فعليهم ان يضعوا الاستفتاء جانبا ويتركوه لاننا في بغداد لا يمكننا ان نتعامل مع هذا الاستفتاء".
وأوضح "والخلاف على الاستفتاء ينبع من عدة منابع ومصادر اولا ان هذا الاستفتاء تم من خلال طرف واحد بلا اتفاق ولا تفاهم مع باقي الشركاء ولا يمكن لجهة واحدة ان تقرر مصير منطقة هي جزء من دولة وجزء من ارض وشعب وكان المفروض ان القيادات الكردية التي أجرت الاستفتاء ان تتفاهم وتتوافق مع بقية الشركاء لا ان تذهب بشكل أحادي وانفرادي".
وأردف "و ثانيا ان هذا الاستفتاء جرى مع وجود معارضة صريحة ومعارضة داخلية وطنية وكل الاطراف العراقية ما عدا الطرف الكردي وكل الاطراف العراقية الوطنية من سنة وشيعة وتركمان ومسيحيين وشبك وايزيديين كلهم معارضون لهذا الاستفتاء".
وقال النائب في البرلمان العراقي وعضو ائتلاف دولة القانون " عباس البياتي " وان النقطة الثالثة انه شمل المناطق المتنازع عليها وهذا فرض ارادة وفرض الواقع على الساكنين في هذه المناطق والمناطق المتنازع عليها هي مناططق مختلطة وفيها الكثير من القوميات والمكونات والاديان والمذاهب ياتي طرف كردي ويصحب هذا المناطق الى دائرة الاستفتاء بعيدا عن ارادة هذه المكونات وعن راي وارادتها وهذا يعتبر فرض ارادة وقسر وبالتالي جبر واكراه على هذه المكونات".
وأضاف "والنقطة الرابعة ان الاستفتاء في العراق وفصل جزء منه وتقسيم العراق سيؤدي الى تقسيم دول المنطقة حيث تتشابه هذه الدول من حيث التركيبة السكانية والهوية القومية وكذلك من حيث الهوية الدينية ومن حيث التراكيب الاجتماعية والاقتصادية فبالتالي اليوم العراق وغدا دول أخرى وهذا التقسيم اصبح يهدد الامن والاستقرار والسلم في منطقة الشرق الأوسط وبالتالي لا بد من ان يكون هناك راي صحيح وصريح ازاء هذا الامر".
وختم البياتي بالقول "وان مخالفة كل من ايران والعراق وسوريا وتركيا واميركا واوروبا دليل على ان هذا الاستفتاء له مخاطر وتبعات وتداعيات على الامن في المنطقة وقد يؤدي الى صراعات والى حروب والى استزاف طاقات المنطقة فاذا الخلاف على الاستفتاء لا ينبع من سبب واحد بل انه هناك جملة من الاسباب موضوعية وواقعية تجعل من هذا الاستفتاء خطرا على الشعب العراقي بل وعلى الشعب الكردي الذي ربما لم يتم اعداده بشكل جيد وهذا اليوم ان هناك اراء كردية مثل حزب الكوران والتغيير والجماعة الاسلامية واطراف في داخل الاتحاد الوطني الكردستاني لهم اراء مخالفة للاستفتاء ويرون ان الظرف والوقت لم يكونا مناسبين"./انتهى/
أجرت الحوار: سميه خمار باقي
تعليقك