وأفادت وكالة مهر للأنباء أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تطرق في مقال نشرته مؤخرا ذا انتلانتيك الأمريكية ، الى آراء جمهورية إيران الإسلامية بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وقال ان منطقتنا لم تعان من انعدام الأمن وعدم الاستقرار، الا عندما تدخلت القوات الأجنبية، والقوى الغربية في شؤون المنطقة ذاكرا إن اكتشاف النفط، وهو الدواء الذي سرعان ما أصبح الغرب مدمنا عليه، أدى إلى تعزيز وجود القوى الاستعمارية في المنطقة.
واعتبر الوزير ظريف ان الغرض من الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة بالوقت الحاضر ليس مجرد مواجهة التهديدات للمصالح الأمريكية، وإنما للتعامل مع التهديدات الإرهابية التي تم توسيعها تحت حماية حلفاء أميركا أنفسهم، والآن المدن الأوروبية والأمريكية عرضة لهذه التهديدات.
وفي جانب آخر من حديثه اكد"ان هيمنة إيران وعدوانها هو وهم يوزعه أولئك الذين ينفقون دولاراتهم على شراء الأسلحة وشركات العلاقات العامة الأمريكية ويتعهدون لامريكا للدفاع عن مصالحها بدلا لمصلحة شعوبهم.
واضاف، ان هذه الاعمال تحدث في الوقت الذي تمنع فيه الحريات الاساسية والبديهية عن شعبها، وفي المقابل، ايران التي تعتبر الاقوى والاكثر قدما من بين جميع جوارها كدولة مستقلة، لم تعتدي على اي بلد خلال القرون الثلاثة الاخيرة، ايران لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها.
ولفت الى ان الشعب الايراني "اكبر رأس مال" لايران من اجل تحقيق الاستقرار والامن للبلاد، خلافا لبعض حلفاء امريكا في المنطقة تقوم بتعيين حكومتها كل اربع سنوات دون الرجوع الى الشعب.
وتابع، ان السعودية تخصص 63 مليار دولار سنويا لميزانيتها العسكرية وتحتل المركز الرابع في العالم بعد امريكا والصين وروسيا، والامارات في المركز الـ14 بعدد سكان يبلغ مليون ونصف المليون نسمة اذ تخصص 22 مليار دولار سنويا لميزانيتها العسكرية، بينما ايران ليست ضمن الدول العشرين الاولى التي تنفق على التسليح حيث تأتي في المركز 33 في العالم.
واشار وزير الخارجية الايراني الى ان هدف ايران ليس ان تكون اكبر قوة مسلحة او تمتلك اكبر تسليح او تنفق مليارات الدولارات على الصفقات العسكرية، بل هدفها ان يكون لديها قدرة دفاعية لتتمكن من الدفاع عن نفسها اذا سولت لبلد ما نفسه الهجوم على ايران.
واوضح ظريف ان قادة السعودية الجدد والامارات اثبتوا ان توجههم هو التوسع للسيطرة والهيمنة في المنطقة، منوها الى ان الفشل والفضيحة منعتهم من العودة عن اخطائهم، ولكن الاصرار على السياسات الخاطئة لن يحسن الاوضاع في المنطقة بالضرورة.
وقال ، من البديهي يجب القضاء على داعش والمجموعات الارهابية وفضح وعودها الكاذبة، كما ان العودة الحقيقة للسلام والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي بحاجة الى الترويج للتفاهم والتعاون الامني الاقليمي الذي لم يتم الموافقة عليه من قبل جيران ايران، ولكن لايوجد اي سبب لعدم التعاون مع بعضنا البعض.
ونوه الى ضرورة ايجاد آلية اقليمية للتوصل الى ذلك الهدف وليس لرفع جدار الخلافات، قائلا، يمكننا البدء بمجمع حوار اقليمي والذي تطالب ايران في البدء فيه دائماً.
كما اشار الى أن نجاح الاتفاق النووي الإيراني - علامة على حسن نية إيران وسلمها ، مضيفا "عبر الهيمنة والبلطجة لا يكون هناك اتفاق أبدا" .
وبين أن الاتفاق النووي هو في الواقع نموذج مناسب لحل المنازعات الدولية من خلال الطرق الدبلوماسية، حيث يمكن استخدامها لحل الاختلافات العالقة بالوسائل السلمية. وتابع: "بدلا من التركيز على أوجه القصور في الاتفاق النووي فمن المناسب للبلدان أن ترى فوائده، لأن هذا الاتفاق له فوائد كثيرة للجميع، بما في ذلك جيراننا"./انتهى/
تعليقك