وكالة مهر للأنباء ــــ رعد هادي جبارة: وللأسبوع الثالث على التوالي، تجمهر المستوطنون اليهود وسط تل أبيب للمطالبة بملاحقة رئيس الوزراء الصهيوني قضائيا وللضغط على السلطات المختصة لمحاسبة واقالة "الفاسدين" في حكومة نتانياهو الذي يخضع هو نفسه لتحقيقات موسعة في شبهات فساد، وهذه ثالث ليلة سبت على التوالي تشهد فيها تل أبيب (تل الربيع) تظاهرات صاخبة ضد الفساد الحكومي، في تحرك جماهيري عريض.
ويطالب المتظاهرون بمكافحة الرشوة والسرقات والفساد واستغلال النفوذ وذلك غداة استجواب الشرطة للنتانياهو، للمرة السابعة، للاشتباه في تورطه في قضيتي فساد إحداهما تتعلق بهدايا من شخصيات ثرية جدا، بينها الملياردير الاسترالي جيمس باكر، ومنتج في هوليوود يدعى (ارنون ميلكان).
وقدّرت وسائل الاعلام القيمة الاجمالية لهذه الهدايا بعشرات الآلاف من الدولارات. فيما يجري تحقيق آخر لتحديد ما اذا كان النتانياهو حاول ابرام اتفاق سري مع مالك الصحيفة المعروفة "يديعوت احرونوت" لتأمين تغطية مؤيدة له ودعاية إعلامية لمصلحته من قبل الصحيفة المذكورة.
إن هذه التطورات الراهنة في الساحة السياسية الصهيونية وملفات القضيتين المعروفتين بملف (2000) وملف (3000) والغواصة المشتراة من ألمانيا؛ اذا قُدِّرَ لها ان تتصاعد الى أبعد من ذلك فقد تؤدي إلى الإطاحة بالحكومة الصهيونية.
ما يدعو للدهشة حقا هو التجاهل المُتَعَمَّد أو التغطية الخجولة من قبل الإعلام العربي والاكتفاء بخبر مقتضب هنا وهناك والمرور بهذه الأحداث مرور الكرام.
لكن عندما تحدث في مدينة إيرانية كمدينة مشهد تظاهرة مَطلَبية ضد الغلاء لبضع عشرات أو مئات من الأشخاص، أو عندما يمارس الهرج والمرج والشغب بعض الغوغائيين والمنفلتين والشيوعيين في ساحة التحرير ببغداد ويكسرون الزجاج والكراسي في مجلس النواب ويعبثون بطاولاته وأسلاكه وشاشاته نجد الفضائيات والصحف ووكالات الأنباء العربية الرسمية وغيرالرسمية تطلب فورا من مراسليها الظهور على الهواء فيتسابقون كي يسلطوا الأضواء على ذلك ويغلفوه بطابع الإصلاح!
ونجد الفضائيات العربية تبث "العواجل" في السبتايتل والصور المباشرة على الهواء وتبالغ في نقل الاحصائيات (المليونية) مُعبِّرَةً عن الفرح والشماتة مُحاولةً الإيحاء إلى الرأي العام بانتفاضة شعبية! وتظاهرات مليونية! وقرب سقوط النظام! حتى لو كان الأمر لايتعدى إحراق اطاري سيارة ومجرد مشاغبات مدفوعة الثمن لمراهقين مُظَلَّلين وما يلبثون أن يتفرقوا كالغنم القاصية هنا وهناك.
وإذا فرضنا أن هناك سيطرة لليهود على وسائل الإعلام غير العربية فما بال (العربية واخواتها)؟
ثم حتى وسائل التواصل الاجتماعي نجدها غافلة عن متابعة مجريات الأحداث وتطورات الأمور وكأنها تكيل بمكيالين أو كما يقال (صيف وشتاء على سطح واحد!). ف[ما لكم كيف تحكمون]
*كاتب وخبير استراتيجي
تعليقك