وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: أعلنت مصادر في البيت الأبيض أن الرئیس الأمريكي دونالد ترامب يسعی لتشكيل نسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو ما يعرف بـ"الناتو العربي" ضد إيران بمشاركة بعض الدول العربية والذي يبدو بأنه غير ناجح في ظل الفشل الذی مني به جمیع التحالفات العسكرية بمشاركة امريكية سعودية في المنطقة.
وشدد الكاتب والصحفي اليمني "طالب الحسني" في حواره مع مراسلة وكالة مهر للأنباء علی أن "واشنطن تكشف مزيد من تخبطها في الشرق الأوسط باعلان البدء بتشكيل ناتو عربي أمريكي ضد ايران ، يشبه هذا الامر التحالف " العربي " ضد اليمن عمليا هذه الدول التي ستنضوي في هذا الناتو ، تفتقر إلى الجاهزية الفعلية ، حتى لو كانت معسكراتها مملوءة بالجنود ، فالخواء أكبر من البنية العسكرية ، باستثناء امر واحد فقط هو أن تسمح هذه الدول لكيان العدو الاسرائيلي أن يتحرك من أراضيها ، لكن السؤال الذي يطرح هل تجرؤ اسرائيل ان تفعل ذلك ؟ بحسابات بسيطة هذا الناتو هو موجود ومعلن فالتحالف بين هذه الدول " العربية " قائم وشاهدناه في أكثر من ملف سياسي وعسكري ومن بين ذلك التحالف الذي تقوده السعودية للعدوان على اليمن منذ ثلاث سنوات ونصف .
وتابع بأنه "تدرك هذه الدول نفسها أنها تقاد من قبل واشنطن بالمقود وتدرك في المقابل عدم جاهزيتها العملية لخوض حرب اقليمية لا تضمن واحد في المية من نتائجها ، وأضف إلى ذلك أنها وحدة غير متكاملة ولا متجانسة وغير كفؤة ، وعلينا أن نتذكر تحالفات سابقة لم تنجح ؛ التحالفات التي خرجت مهزومة عسكريا في سوريا والعراق واليمن وسياسيا في لبنان ، من المضحك ان تعلن عن تحالف جديد ، زد على ذلك فشل ما يسمى التحالف الاسلامي الذي تقوده السعودية وخصوصا مع التغيرات الحالية وابتعاد دول ذات وزن كبير عن أي تكتل تتواجد فيه السعودية ، واتحدث هنا ثلاث دول كبرى كماليزيا وتركيا وباكستان ، هذه الدول حشرتها السعودية في كل تحالفاتها ، والامر مختلف تماما الآن ، ومن هنا فإن مستقبل هذه التحالفات العسكرية هو الفشل ، بميزان القوة والحضور الفاعل في المنطقة وحتى الإقتصاد الذي رأس القوة التي تعتمد عليه السعودية حتى في بناء تحالفاتها ، ثم إن الدولة التي يراد مواجهتها هي ايران ، هذه الأخيرة تبدو الان قوة فوق اقليمية ولديها قدرات عسكرية وحضور وتحالفات استراتيجية ، فضلا عن الارادة الشعبية" .
وصرح بأنه " من الواضح ان الاعلان عن هذا التحالف له علاقة بالاستراتيجية التحريضية الامريكية ضد ايران وتدعيم العقوبات المرتقبة وتضخيم محاولة عزل ايران واضعافها اقتصاديا ومحاولة تدشين اضطرابات من الداخل وهذه هي الاستراتيجية الامريكية الحالية والتي تحتاج ان نجحت سنوات ، ومع ذلك لايبدو انها ستنجح فايران اختبرت هذه العقوبات والتعايش معها وشعبها اختبر ذلك ايضا واختبر عدوان ثمان سنوات ولديه استعداد نفسي ومعنوي لكسر الحصار وكسر محاولة الخنق ، اكبر من ذلك أن ايران نجحت في المنطقة رغم ان طابور شيطنة ايران طويل ويعمل منذ ثلاث عقود اعلاميا وفكريا وسياسيا وعسكريا ، فايران هذه الموجودة الأن هي نتاج مقاومة على كل المستويات".
وأضاف بأن " ترامب ينظر إلى دول الخليج الفارسي كدول لديها ومال وتستطيع ان تغطي جنونه في المنطقة وهذا ما يحصل حاليا ، فسياسته قائمة على ثلاث مسارات دفع هذه الدول لبناء علاقات قوية مع كيان العدو الاسرائيلي ، دفع هذه الدول إلى التصعيد ضد ايران ، فرض اموال طائلة تسلم للولايات المتحدة الامريكية مقابل ما يطلق عليها الحماية ، وبناء على ذلك فقد أوصل السعودية الى وضع اقتصادي يتردى سنويا ومشاكل عويصة مع جيرانها وستصل إلى عزلة تامة اذا استمرت تحت المقود الامريكي . إذا كانت امريكا تعول على القوة الجوية والبحرية لهذه الدول فعليها ان تراجع الفشل أولا الاسرائيلي في العدوان على لبنان في 2006 والاعتداءات المتكررة على قطاع غزة وثانيا في الحرب العدوانية الحالية على اليمن ، هذه الحرب تحولت إلى كابوس وانعكاساتها لا تزال في تصاعد ، فبعد ثلاث سنوات ونصف الرياض وابو ظبي عواصم ليست آمنة ويبدو أن ثمة تركيز على ضرب اقتصاد هذه الدول من خلال التركيز على استهداف ارامكو عصب الاقتصاد السعودي وصولا إلى القدرة على ايقاف استخدام السعودية والامارات لباب المندب ، وهذا بحد ذاته ورقة كبيرة وكبيرة جدا . فاذا التعويل على القوة الجوية والبحرية غير مجد واذا كانت دول الخليج الفارسي هي ساحة اية مواجهة مقبلة مع ايران فعلينا ان نتوقع امرا فضيعا لهذه الدول التي لا يفصلها عن ايران سوى البحر" ./انتهى/
تعليقك