وكالة مهر للأنباء- محمد مظهري: لم يبخل التحالف السعودي بكرمه الزائد عن الحد وغير المتوقع من مفاجأة العالم بعد جريمته النكراء وقتل الاطفال اليمنيين بل تواقح وعمل كالمثل القائل "يقتل القتيل ويمشي بجنازته"، وطالب بأنه سيفتح تحقيق حول الجريمة التي اضافها الى سجله الأسود والتي تسببت بقتل اكثر من 51 طفلا. كما ان مجلس الامن يعتبر شريكا عندما لم يجرأ بفتح تحقيق مستقل وشفاف وما هو بفاعل ازاء ما حصل وهل "الادانة" تكفي وتكون ثمناً لهذه الجريمة التي قام بها العدوان السعودي بدم بارد ولم يجد هؤلاء الاطفال ارحم من القبر حضناً لهم كما لم يجد العدوان سوى القبور ساترا وكاشفاً لجرائمهم فضلاَ عن صمت العالم واكتفائه بالادانة والقاء التهم. ولتسليط الضوء على ابعاد هذه الجرائم اجرت وكالة مهر للانباء حوارا مع الباحث اللبناني والخبير في الشؤون السياسية علي مراد. فيما يلي نص الحوار:
س: لماذا لا توجد ردة فعل جادة ازاء الجرائم التي تمارسها السعودية في اليمن؟
حقيقة منذ بدء العدوان السعودي الاميركي على اليمن نلاحظ أن المجتمع الدولي يعطي السعودية والامارات الضوء الاخضر لارتكاب المجازر والجرائم التي يصنّفها هذا المجتمع الدولي في صفة جرائم الحرب. هذا الضوء الاخضر تحرص واشنطن على وجوده ومنع أي فرصة حتى لفرض تحقيق دولي او بعثة تقصي حقائق حول ارتكابات العدوان بحق المدنيين في اليمن. هناك عامل آخر يتمثّل بابتزاز السعودية للامم المتحدة من خلال التلويح بوقف الدعم المالي عن مؤسسات المنظمة الدولية، فالسعودية تموّل منظمات كالاوتيسكو والفاو ومنظمة الصحة العالمية وباقي المؤسسات، وقد شهدنا قبل عام ونصف تقريباً عندما تم وضع اسم السعودية على القائمة السوداء لقتل الاطفال وكيف أن المنظمة الدولية ازالت اسم السعودية بعد ايام بفعل التهديد السعودي بوقف تمويل مؤسسات الامم المتحدة.
واقع الامر ان الاميركيين يمارسون النفاق عندما يدعون السعودية للتحقيق في عملية استهداف الطائرات السعودية لحافلة الاطفال في صعدة، فهم يطلبون من الجاني ان يحقق في جريمة ارتكبها الجاني نفسه. الضوء الاخضر الاميركي للرياض لارتكاب جرائم الحرب والابادة في اليمن يتجلى في اسقاط كل مشاريع القرارات وحتى البيانات في مجلس الامن التي تجبر السعودية على انهاء هذه الحرب. كما أن كل الاصوات الاميركية اليوم التي تنتقد ادارة ترامب على خلفية الدعم اللامحدود للسعودية في عدوانها هي اصوات منافقة، كونها تصدر من اغلبها من شخصيات كانت تشغل مناصب في ادارة اوباما السابقة وعندما كانت في السلطة كانت ايضاً تحرص على استمرار جرائم السعودية في اليمن بين اذار ٢٠١٥ وحتى نهاية ولاية اوباما في كانون الثاني ٢٠١٧.
س: لماذا تسعى السعودية الى التحشيد العربي ضد ايران وحرف البوصلة من القضية الفلسطينية الى ايرانوفوفوبيا؟
السعودية تحاول توظيف كل المعارك والجبهات التي فتحتها في المنطقة لصالح التحريض على ايران وشحن حاضنتها داخل السعودية وفي العالم العربي ضد ايران وحركات المقاومة للتنصل من المسؤولية عن دعم القضية الفلسطينية. محمد بن سلمان اصبح يعتبر ان القضية الفلسطينية عبء عليه وتعيق مشاريع الشراكة بينه وبين الكيان الصهيوني، لذلك نرى حرص اذرعه الاعلامية والسياسية على شيطنة ايران وحركات المقاومة لكي يبرر اعلان تحالفه مع الصهاينة، وهذا تريده وتشجعه عليه واشنطن بهدف تمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.
س: كيف تعلق على توتر العلاقات السعودية -الكندية؟
الازمة التي افتعلها بن سلمان مع كندا برأيي ترتبط بترامب، فالاخير يحاول اخضاع كندا على خلفية اتفاقات التجارة والرسوم الجمركية ويسعى لإخضاع الكنديين لما يريد، ولا يمكن استبعاد طلبه من بن سلمان فتح النار على كندا، وهذا يمكن تلمسه من خلال الموقف الاميركي المحابي للسعودية في هذه الازمة. اليوم هناك موقف من الاتحاد الاوروبي يطالب الرياض بتقديم ايضاحات حول ناشطات حقوق الانسان اللاتي اعتقلتهم السلطات السعودية، هل سيقدم محمد بن سلمان على فتح النار على الدول الاوروبية كما فعل مع كندا؟ لا اعتقد، لأنه يعتقد ان كندا كانت تمثّل حلاً وسطاً وبإمكانه افتعال الازمة معها كون المصالح الاقتصادية بينه وبين الكنديين ليست بالكبيرة، مقارنة بالمصالح الكبيرة التي تربطه بالاوروبيين والتي لا يمكن له ان يغامر بتخريبها لأنه هو المتضرر في النهاية./انتهى/
تعليقك