يأتي ذلك اثر الكشف عن توعد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للكاتب الصحفي الراحل جمال خاشقجي بـ”رصاصة”.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، إن من الواضح أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأصدقاءه في البيت الأبيض قد حسبوا أن الاحتجاج على قتل الصحفي جمال خاشقجي سيموت مع الوقت، وأن بن سلمان سيكون حرا وسيستمر في استبداده ويفلت من العقاب، لكنهم مخطئون.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، أن آخر المعلومات التي جاءت من وكالات الاستخبارات الأميركية ومحققة الأمم المتحدة وائتلاف من منظمات غير حكومية -وهي مصادر بهذا الاتساع والتنوع- عليها أن تخبر ابن سلمان بأن كل ثروته النفطية وأصدقاءه الأقوياء لن يغسلوا دماء الصحفي القتيل.
وطالبت الصحيفة الأميركية باستمرار الضغط على السعودية وأن يواصل الكونغرس المطالبة بالكشف الكامل عن سجلات وكالة الاستخبارات المركزية المتعلقة باغتيال خاشقجي، مع الكشف عن هويات جميع المسؤولين عنها.
وأشارت إلى أن “الكذب المبتذل” الذي ترويه الحكومة السعودية لحماية ولي العهد -بما في ذلك محاولة تثبيت القتل على 11 من السعوديين المجهولين، بالإضافة للعبارة الساخرة التي أطلقها الرئيس (الأميركي) دونالد ترامب بأن السخاء السعودي أكثر أهمية من العدالة- جميعها لن تفعل شيئا غير تكثيف مطلب المحاسبة الكاملة.
وتابعت قائلة:”سواء كان ولي العهد السعودي قد كان يعني ما نشرته نيويورك تايمز من أنه سيطلق رصاصة على خاشقجي بالمعنى الحرفي أو المجازي، فإن تلك العبارة تكشف عن مستبد لا يعرف الرحمة، لدرجة أن أحد المطلعين من الداخل لم يجرؤ على انتقاده”.
وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي لتقويض الادعاءات ضد الأمير محمد -الذي كان قد أقام علاقة وثيقة مع ترامب وصهره جاريد كوشنر- فإن تقييم وكالة الاستخبارات المركزية والتحقيق المستقل الذي تجريه الأمم المتحدة تحت إشراف الخبيرة “المحترمة” في مجال حقوق الإنسان الفرنسية كالامار (وهي أيضاً مديرة مشروع حرية التعبير بجامعة كولومبيا والذي يضم فريقها محاميا بريطانيا وخبيرا جنائيا برتغاليا) هو تصعيد مرحب به من الضغوط على السعودية، وستقوم اللجنة بالإبلاغ عن النتائج الكاملة في يونيو/حزيران.
وكانت “نيويورك تايمز” قد كشفت، الخميس الماضي، أنه قبل عام من مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أبلغ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أحد مساعديه أنه سيستخدم “رصاصة” ضد خاشقجي إذا لم يعد للوطن ويتوقف عن انتقاده للحكومة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وأجانب حاليين وسابقين مطلعين على تقارير مخابرات القول إن تصريحات ولي العهد لمساعد بارز في 2017 كانت قبل مقتل خاشقجي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في القنصلية السعودية بإسطنبول.
وقالت الصحيفة إن وكالات مخابرات أمريكية رصدت هذه التصريحات وإن خبراء المخابرات فسروها تفسيرا مجازيا يعني أن ولي العهد لم يكن يقصد بالضرورة إطلاق النار على خاشقجي لكنهم يعتقدون أن التصريحات أظهرت نيته في الأمر بقتل الصحفي إذا لم يعد إلى المملكة.
تعليقك