وتصف رايس في مقالها، قرار ترامب بالمتهور، وبأنه لن يجبر إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات بل سيترك المشروع النووي دون رقابة في ظل أمريكا معزولة في المنطقة وحلفاء أقل أمنا.
وتقول الكاتبة إن الاتفاقية النووية عملت على النحو المطلوب، بحسب مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومسؤولي الاستخبارات الأمريكية ومستشاري مجلس الأمن القومي، والتزمت إيران ببنودها، وجمدت نسبة 97% من تخصيب اليورانيوم ومنشآتها التي تنتج البلوتونيوم.
وتؤكد رايس أن "الاتفاقية لم تكن مبنية أبدا على الثقة، لكن على التأكد الصارم من عدم استمرار المشروع النووي، وها هو ترامب يتخلى عن الأخلاقية العليا، ويحرر يد إيران من القيود التي فرضت عليها كلها، لأنها ستكون قادرة على استئناف نشاطاتها النووية، دون أن تتهم بخرق بنود الاتفاق، وبدلا من ذلك فإن أمريكا هي من خرقت الاتفاقية ومن طرف واحد".
وتشير الكاتبة إلى "عدم احترام ترامب الحلفاء الأوروبيين، الذين عملوا ولشهور على محاولة ردعه عن التخلي عن الاتفاقية، وبدلا من التوصل إلى تفاهم مع هذه الدول، فإنه قال لها: (اغربي عن وجهي)، وها هو يهددها بفرض عقوبات مشددة على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران، ومن هنا فإن النتائج الاقتصادية والسياسية للقرار على العلاقات مع الدول الأوروبية ستكون بعيدة المدى".
وترى رايس أن "الثمن على القيادة الأمريكية العالمية سيكون باهظا، فعندما تتخلى أمريكا عن القوانين الدولية دون مبرر فهي تقوم بتقويض المفاهيم الدولية عن مصداقيتها ومسؤوليتها، وهذا بالفعل ما فعلته أمريكا مع اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية شراكة دول الباسيفيك".
وتستدرك الكاتبة بأن "خرق الاتفاقية مع إيران هو الأخطر، وقد تظل إيران في الاتفاقية طالما قدمت لها الدول الموقعة عليها ضمانات اقتصادية واستثمارية، وقد تعاود مشاريعها النووية -إما تدريجيا أو بشكل متسارع- وربما خرجت من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي" حسب تعبيرها.
وتجد الكاتبة أن "المخاطر هي في محاولة دول أخرى، مثل السعودية، الحصول على قدرات نووية للتساوي مع إيران".
وتبين رايس أنه "في ضوء خروج ترامب من الاتفاقية، فان موقع الصين وروسيا سيزداد قوة، وستزيد "إسرائيل" من تسخين الجبهة والمسارعة للحرب مع إيران، وستجر أمريكا معها، وفي ظل أي سيناريو فلن تكون أمريكا آمنة، وفي أسوأ الحالات فقد نواجه خيار الذهاب للحرب أو الرضا بإيران نووية" حسب تعبيرها.
وتقول الكاتبة إن "ترامب كاره لكل إنجاز قام به سلفه، الأمر الذي دفعه لتدمير الاتفاقية التي خدمت مصالح الأمريكيين، وحصلت على دعم حتى من نقادها، وخرج الرئيس من الصفقة الإيرانية بسبب الحقد والغطرسة، لا بسبب وجود بديل أفضل، ويؤكد أن زيادة الضغوط على إيران ستدفعها للموافقة على اتفاقية جديدة، ولا يقول هذا الكلام إلا شخص لا يعرف شيئا عن إيران، وبأنها ستوافق على دفع ثمن شيء وعدت به قبل 3 سنوات"./انتهى/
تعليقك