وأفادت وكالة مهر للأنباء ان رئيس الحوزات العلمية في مدينة قم أصدر بياناً بمناسبة يوم القدس العالمي. ومايلي نص البيان:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا
أیها الإخوة الكرام، أیتها الأخوات أبناء الأمة الإسلامية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؛
تتقدم لكم الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية بأطیب تحية و نسأل الله سبحانه و تعالی أن یتقبل طاعاتكم و عباداتكم و صیامكم في هذا الشهر المبارك كما نتمنی لأمتنا الإسلامية أفضل مستقبل زاهر یعز الله به الإسلام و أهله و یذل به النفاق و أهله.
إخوتنا و أخواتنا الأعزاء؛
مرت أكثر من سبعة عقود علی تأسیس الكيان الصهیوني الغاصب و محاولاته الكبيرة لتحقیق طموحاته التي كانت تتمثل بشعارات و أماني حول سلطة یهودية تمتد من نهر النیل إلی نهر الفرات و كذلك مزاعم بتأسیس قوة عسکرية و جیش یکون أعظم و أقوی جیوش المنطقة لیعثوا فیها فساداً لیحققوا علواً و إستکباراً؛ لم یحصد هذا الکیان اللاشرعي إلا کثیراً من الإجرام و تاریخ أسود و جرائم بیضت وجوه طغاة كهتلر و نرون و أمثالهم.
حیث بعد التأسیس اللاشرعي، بدأت مجازر هذا الکیان الغاصب بحق الشعب الفلسطیني المضطهد الذي إحتلت أرضه و هدّمت بیوته و شرّدت عوائله و نفي أهله من وطنهم. ثم قام هذا الکیان بتوسعة إحتلاله للأراضي الإسلامية من سیناء فالجولان وشبعا وغیرها وصولاً إلی الإجتیاح البربری الذي طال لبنان من جنوبه إلی شماله.
کل هذا الإجرام حدث تحت شعارات توسع الدولة الیهودية المزعومة و بدعم من القوی الکبری في العالم و عندها لم یحرك دبلوماسی واحد ساکناً حینما کان الصهاینة یحرقون البیوت ویهدمونها ویقتلون أهلها والمصیبة الکبری والطامة العظمی هي کانت تتمثل بتواطؤ وتطبیع بعض الأنظمة العربية والإسلامية مع العدو الصهیوني.
یا أبناء الأمة الکرام؛
کانت هناك دول إسلامية تدعم الصهاینة بالمال و البترول و ... و من ضمنها کان النظام الملكي الایراني باعتباره أکبر قوة في الشرق الأوسط حیث کان حینها یمثل دور شرطي الإمبریالية في المنطقة ویتمتع بجهاز استخباراتي رهیب وجیش فتاك و إقتصاد قوي.
يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
نعم عندما حل عام 1979 حدث تغییر جذري في المنطقة غیّر وجهها من منطقة خاضعة للصهیونية إلی منطقة متصدية له. في عام 1979 تغیرت الأوضاع حینما إنتصرت الثورة الإسلامية في ایران بقیادة الإمام الخمیني الراحل وأرجعت ایران الی حضن العالم الإسلامي وخندق دعم المقاومة ضد الإحتلال فتحولت هذه القوة الإستخباراتية والسیاسیة والإقتصادية والعسکرية العظمی من صدیق الصهاینة إلی عدوهم ومن متواطيء ضد الفلسطینیین إلی صدیق حمیم وأکبر داعم لهم.
وکانت هنا نقطة بداية و إنطلاقة جدیدة في تاریخ نضال المسلمین ضد إعتداءات الصهاینة ، فکان الدعم لحزب الله في لبنان ولحرکات المقاومة في فلسطین سببا لتحول دبابات الجیش الصهیوني إاتي کانوا یزعمون أنه لایهزم إلی ناقلات رفات الجنود المعتدین. وباتت الصواریخ تمطر مستعمرات العدو ، فتحولت المستعمرات الصهیونية إلی مدن لم یبق فیها أحد إلا هرب ، وتحولت مستودعات الأغذية الصهیونية إلی ملاجیء ، وهنا صنعت المقاومة أول إنتصار إحتفلت به الأمة الإسلامة وأعاد لها کرامتها و أصبح مصدر عزها وفخرها. والیوم تحولت کل المقاییس وأصبح الجیش الصهیوني أضعف مما سبق ،
فالجیش الذی کان یهزم الجیوش في أسبوع إنهزم في یومین تحت طائلة صواریخ المقاومة التي دکت مستعمراته لیلاًو نهاراً.
الیوم و بعد کل الهزائم التي فرضها محور المقاومة علی العدو الصهیوني نری بداية مؤامرة أمریکية صهیونية جدیدة تحمل عنوان صفقة القرن، أصبح عرّابها بعض الدول محور التطبیع والذل والإستسلام تهدف إلی الإنقلاب علی إنتصارات محور المقاومة لاسیما المقاومة الفلسطینية الباسلة.
وعلی ما تقدم تتقدم الحوزات العلمية في الجمهورية الإسلامية الایرانية بالدعوة لجمیع أبناء الأمة الإسلامية للتعبیر عن رفض هذه الصفقة المشبوهة ودعم الشعب الفلسطیني في مسیرته النضالية وتؤکد علی أن الجمهورية الإسلامية الایرانية والتي هي الیوم رأس حربة العالم الإسلامي في التصدي لمؤامرات الأمبریالية الأمریکية والصهیونية، من منطلق دینها وإعتقادها ودستورها ومبادئها وتوجیهات قائدها سماحة ولی أمر المسلمین الإمام الخامنئي دام ظله تعتبر دعم المقاومة حتی تحریر آخر شبر من أراضی المسلمین وعلی رأسها القدس الشریف واجباً لن تترکه حتی لو ترکه کل العالم. کما تعتبر تصدیها و صمودها أمام مخططات و مؤامرات أمریکا واجباً شرعیا ودینیا خالداً حتی النصر النهائي.
و ما النصر إلا من عند الله
علیرضا أعرافي
رئیس الحوزات العلمية- قم المقدسة
24 رمضان المبارک 1440
تعليقك