وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه في كلمته التي القاها صباح اليوم الخميس خلال المؤتمر الدولي الـ 33 للوحدة الاسلامية بطهران قال الرئيس روحاني، رغم ان اعداءنا سعوا خلال الاعوام الاخيرة لاخراج قضية فلسطين والقدس الشريف من اطار كونها قضية ومشكلة العالم الاسلامي الاولى وحتى محاولة جعلها في طي النسيان الا ان الراي العام الاسلامي والعلماء والمفكرين لم ولن يسمحوا لهم بذلك.
ولفت الرئيس الايراني الى ان اهم مخطط تابعوه ضد العالم الاسلامي هو محاولة ان يجعلوننا ننسى ما ارتكبه الغرب وعلى راسه اميركا من جرائم بحق العالم الاسلامي.
واضاف، ان جميع المحاولات رمت لكي ننسى بان ارض فلسطين المقدسة قد تم احتلالها من قبل فئة احتلالية وان ننسى بان هنالك الملايين من المسلمين الفلسطينيين قد شردوا من ارضهم وديارهم.
وتابع الرئيس روحاني، لقد حققوا بعض النجاح في هذا المجال الا انهم لحسن الحظ لم يحققوا اهدافهم البغيضة ، لقد ارادوا ان تصبح "اسرائيل" دولة عادية وطبيعية بالمنطقة وان يتم القبول بها من قبل جميع مسلمي المنطقة وحتى الفلسطينيين ، وحتى ان النظام الجديد الحاكم في اميركا سعى للمساومة على قضية فلسطين بالمال ووصف ذلك بصفقة القرن وقد سعوا لجعل القدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال الا انهم لم يحققوا نجاحا يذكر في هذا المجال.
واعتبر الرئيس روحاني عدم نجاح اميركا والكيان الصهيوني بانه جاء بسبب يقظة ووعي العالم الاسلامي واضاف، لو تمكنوا من ابعاد جيل شبابنا عن الاهداف الرسالية الحقة ولو تمكنوا من ان يصوروا العدو صديقا والصديق عدوا فانهم سيحققون النجاح في هذه المؤامرة، ولكن لا احد يشك في هذه المنطقة وفي العالم الاسلامي بانه على مدى العقود الماضية لم يروا اثرا طيبا من الاستكبار العالمي واميركا في هذه المنطقة وان اميركا والكيان الصهيوني كانا خلال العقود الثلاثة الاخيرة على الاقل مصدر الحروب والمجازر واراقة الدماء والخلافات والتشتت في منطقتنا.
واعتبر الرئيس الايراني، المجازر في افغانستان والعراق واليمن واثارة الخلافات في الدول الاسلامية من تداعيات مؤامرات اميركا البغيضة في المنطقة واضاف، ان الذين يطرحون اميركا كراعية للحلول فليذكروا لنا حالة واحدة على الاقل خدمت فيها اميركا على مدى الاعوام الماضية شعب دولة او منطقة ما واي انقلاب وحرب وخلاف في منطقة الشرق الاوسط لم يكن مصدره اميركا والكيان الصهيوني، لذا فان المسالة المهمة الاولى في العالم الاسلامي هي ان نعمل على تبديد هذا الشك من اذهان جيل الشباب.
واكد الرئيس روحاني بان اميركا لم ولن تكون صديقة للشعوب والمنطقة والمسلمين واضاف، ان المسؤولين الاميركيين كانوا يقولون من قبل باننا جئنا الى المنطقة لانقاذ شعب الكويت وحماية الممرات المائية ومكافحة الارهاب واتينا بطائراتنا وقواتنا العسكرية الى المنطقة لهذا الغرض لكنهم اليوم يقولون بكل وضوح وصراحة بان هدفنا هو حقول النفط في سوريا، ونحن لم نسمع كلاما اكثر صراحة من هذا من النظام الحاكم في البيت الابيض.
واضاف، اننا كنا نعلم بان هدف اميركا في المنطقة هو النفط ونهب ثروات المسلمين لكننا لم نسمع من قبل عبارة ان بعض الدول بقرة حلوب وانه علينا ان نحلبها لمصلحتنا. ان النظام الحاكم اليوم في واشنطن والبيت الابيض يعلن اهدافه بصورة اكثر وضوحا وصراحة رغم ان هذه الاهداف كانت واضحة بالنسبة لنا من قبل.
واعتبر الرئيس روحاني، اميركا بانها عدوة العالمين العربي والاسلامي واضاف، لقد كان واضحا بالنسبة لنا من قبل ايضا بان البيت الابيض لا يريد انقاذ الشعب الفلسطيني ولا يهمه مستقبل فلسطين ولكن حينما اعلنوا القدس الشريف عاصمة لكيان الاحتلال فقد اصبحت الامور اكثر وضوحا للجميع.
واضاف، انه حينما كانوا يقولون بوضوح باننا سنجعل نيران المنطقة مستمرة بالاشتعال وكانوا يفخرون بتصدير مختلف انواع الاسلحة المتطورة الى المنطقة اصبحت الامور اكثر اتضاحا لنا بانهم يريدون ان تذهب اموال نفط العالم الاسلامي الى خزينتهم وان تاتي الى المنطقة اسلحتهم التدميرية لقتل المسلمين. ان تاتي الطائرات والقنابل والصواريخ والطائرات المسيرة الى المنطقة للمزيد من تدمير اليمن وقمع شعبه المسلم.
وطرح الرئيس الايراني السؤال التالي وهو: ما هو مطلب الشعب اليمني ؟ هل يفكر الشعب اليمني بالاحتلال والعدوان على دولة اخرى ؟ هل يريد الشعب اليمني سوى العيش بكرامة في ارضه وتحقيق استقلاله وحريته ؟ ماذا تريدون من شعوب هذه المنطقة ؟ لماذا تواجدتم في هذه المنطقة اعواما طويلة وما هو السبب في تواجد اساطيلكم في هذه المنطقة ؟ .
واكد الرئيس روحاني بان اول شك ينبغي تبديده من اذهان شباب اليوم هو ان اميركا ليست صديقة للمنطقة والعالم الاسلامي وان نؤمن في المرحلة الثانية بان حل وتسوية قضايا المنطقة يجب ان يتما من قبل شعوب المنطقة ودولها وليس بامكان الاخرين (من خارج المنطقة) حل مشاكلها ؛ اذ انهم خلقوا المشاكل على الدوام وجاءوا بالخلافات والمجازر واراقة الدماء الى منطقتنا.
واكد الرئيس الايراني بان منطقتنا يجب ان تدار من قبل دولها واضاف، انه لو كان من المقرر ان تتحرر فلسطين ويجب ان تتحرر فلا بد ان يتحقق ذلك بيد مسلمي هذه المنطقة البواسل وبيد الشعب الفلسطيني العزيز نفسه. ان اي دولة واي قوة كبرى لم تسع من اجل استقلال وحرية اي دولة اسلامية ومتى ما جاءت الشعوب الى الساحة من اجل اسقاط الطواغيت او من اجل الحصول على استقلالها وتحقيق رخائها عملت القوى الكبرى واميركا لمصلحة المعتدين في مواجهة الشعوب.
ولفت الرئيس روحاني الى ان اميركا قدمت الدعم اكثر من غيرها لنظام الشاه القمعي في ايران حينما نزلت الجماهير بايد خالية الى الشوارع والساحات بقيادة الامام الراحل منادية بالحرية والاستقلال.
واضاف، اننا وفي ظروف اليوم لا نشك بان الشعب العراقي نزل الى الشوارع من اجل المطالبة بالرخاء والاعمار ومعالجة المشاكل وتحذير مسؤوليه الا انهم (الاميركيون) يركبون الموجة لتبديل هذه الحركة الشعبية الى اعمال تمرد وقتل وخلافات.
وتابع الرئيس الايراني، انه حينما نزل الشعب اللبناني الى الشوارع لمطالبة مسؤوليه بحل مشاكله الاقتصادية فان اميركا هي التي تركب الموجة لتبديل هذه الحركة الى حرب اهلية.
واكد انه وفي ظل كل هذه الامور لا ينبغي التشكيك بعداء اميركا لمنطقة الشرق الاوسط الحساسة والخليج الفارسي والعالم الاسلامي وقال، انه لا بد من ازالة التصورات التي تشكك بعداء اميركا من الاذهان.
وقال الرئيس روحاني، اننا لا نريد اثارة حرب عسكرية مع اميركا بل نعتقد بان المواجهة مع العدو لها ظروفها الخاصة في كل مرحلة ، ففي مرحلة ما تكون بالمواقف والتصريحات، وفي مرحلة بالحرب، وفي مرحلة بالمقاومة، الا ان اعتبار العدو صديقا يعد خطأ استراتيجيا.
واعتبر ان الخطا الاستراتيجي يحدث في العالم الاسلامي حينما يعتبر البعض اسرائيل صديقا واضاف، ان ما يدعو للاسف الشديد ان بعض الدول الاسلامية التي ينبغي ان تقف امام اعداء شعبها لمصلحة العالم الاسلامي وشعبها نراها تمد يد الصداقة الى اسرائيل وحتى انها تستفيد امكانيات اسرائيل الاستخبارية ضد الشعوب الاسلامية وتيار المقاومة.
واكد ضرورة حل المعضلات التي اوجدوها داخل العالم الاسلامي واضاف، ليس من المهم ان تكون لشخص او حاكم ما علاقة مع الكيان الصهيوني الا ان المهم هو لامبالاة العالم الاسلامي.
واضاف، ليس من المستغرب ان يكون حاكم ما عميلا او يرتكب خطأ الا ان التزام الصمت والتفرج ازاء هذا الخطأ الاستراتيجي سيكون معضلة كبيرة جدا للعالم الاسلامي./انتهى/
تعليقك