وكالة مهر للأنباء: أبا عبيدة لما فرغ من دمشق كتب إلى أهل إيليا يدعوهم إلى الله وإلى الإسلام أو يبذلون الجزية أو يؤذنون بحرب فأبوا أن يجيبوا إلى ما دعاهم إليه فركب إليهم في جنوده وإستخلف على دمشق سعيد بن زيد ثم حاصر بيت المقدس وضيق عليهم حتى أجابوا إلى الصلح بشرط أن يقدم إليهم الخليفة عمر بن الخطاب
فكتب إليه أبو عبيدة بذلك فاستشار الخليفة عمر بن الخطاب الناس في ذلك فأشار الخليفة عثمان بن عفان بأن لا يركب إليهم ليكون أحقر لهم وأرغم لأنوفهم وأشار الإمام علي بالمسير إليهم ليكون أخف وطأة على المسلمين في حصارهم بينهم فهوي ما قال الإمام علي عليه السلام
من تفسير الطبري
والآن هل يمكن تحرير فلسطين، بالثمانينات إنتفاضة حجارة، بالتسعينات أسلحة خفيفة رشاشات، بالألفية صواريخ قصيرة المدى، اليوم المقاومة الفلسطينية تقصف تل أبيب، اليوم الصهيوني يطلب وقف إطلاق النار، اليوم أصبح لدى المسلمين قنوات إعلامية،التحرير أقرب مما يعتقد المجرمين قتلة الأطفال.
إستيراتيجية القوة الإسرائيلية تقوم على تدمير قوى المنطقة وإشغال المنطقة بالحروب التقليدية والغير تقليدية وإشغال المجتمعات بالأزمات والفتن ولكن أصبحوا اليوم محاصرين، حزب الله شمال فلسطين، حماس وحركات المقاومة غرب فلسطين، تماسك الجيش السوري من أهم عناصر الردع العسكري.
القدس بناها الكنعانيون 3000 سنة قبل الميلاد، قبيلة يبوس أول من سكن فلسطين، يعود نسبهم إلى النبي سام بن نوح عليهما السلام
وهو زمن قبل الدين اليهودي، مسميات غيرها الصهاينة حتى يرتبط هدفهم السياسي بجذور التاريخ ويكتسب شرعية ظاهرية من خلال التزوير التاريخي للحقيقة، أوروساليم أصبحت أورشاليم، بئر السبع أصبحت بيرشبيغ، الهدف ربط اليهودية بالعبرية وهو إختلاف تاريخي كبير وهي مسميات كانت قبل زمان النبي يعقوب عليه السلام. قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
محاولة تصوير أن اليهود كانوا أمة واحدة وأنهم كانوا يحكمون هذا الأمر يخالف الحقيقة التاريخية الله عز وجل عاقب اليهود وجعلهم مشتتين في الأرض بني إسرائيل بعد موت النبي موسى عليه السلام عملوا بالمعاصي وغيروا دين الله وعتوا عن أمر ربهم وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلن يطيعوه فسلط الله عزوجل عليهم جالوت وهو من القبط فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأموالهم واستعبد نساءهم لم يستطع اليهود الإستيلاء على حصن صهيون إلا في عهد النبي داود عليه السلام الذي إتخذ القدس عاصمة له وأطلق على مدينة اليبوسيين إسم مدينة داود وكان أكثر سكان المدينة في عهده من اليبوسيين والكنعانيين والعموريين والفلسطينيين وكان ذلك في سنة 1020 قبل الميلاد.
بعد دخول ملك ايران فلسطين عندها بدأت رحلة العودة لليهود إلى فلسطين تلطف الملك على الأسرى من بني اسرائيل وأذن لهم في الرجوع إلى الأرض المقدسة وأعانهم على تعمير المسجد الأقصى وتجديد الأبنية غير أن قسماً كبيراً منهم آثروا البقاء في بابل وبعضهم بقي في مصر من عاد إلى فلسطين ظل تحت حكم الفرس ولم يكن لهم أي دور في إدارة البلاد واستمر حكم الفرس إلى عام 320 قبل الميلاد حيث غزا الإسكندر البلاد بما فيها فلسطين وإحتلها وتوالت الغزوات إلى أن جاء الرومان بقيادة هيرودس وغزا فلسطين وملك على بني إسرائيل سنة 70 ميلادية دمر تيطس ملك الرومان القدس رداً على ثورة اليهود عليه وبعد ذلك بدأت المسيحية تنتشر في القدس.
المستعرض لتاريخ بني إسرائيل يأخذه العجب من فيض الآلاء التي أفاضها الله عليهم ومن الجحود المتكرر الذي قابلوها به فلم يشهد تاريخ أمة ما شهده تاريخ بني إسرائيل من قسوة وجحود وإعتداء وتنكر للهداة حتى قتلوا وذبحوا ونشروا بالمناشير عددا من أنبيائهم جشع اليهود وحبهم للمال وسعيهم لجمعه بشتى الوسائل والطرق أمر لا يحتاج إلى شواهد كثيرة.
فالعبرية استخدمت قبل النبي موسى عليه السلام وفي نحو القرن العشرين قبل الميلاد كانت كلمة عامة تطلق على طائفة كبيرة من القبائل الرحل في صحراء الشام لم يكن لليهود وجود حينها ولما وجد اليهود وإنتسبوا إلى إسرائيل كانوا أنفسهم يقولون عن العبرية إنها لغة كنعان. حاخامات اليهود وجدوا أن أحسن طريقة يمكن إتباعها لربط تاريخهم بأقدم العصور ولجعل عصر اليهود متصلا بأقدم الأزمنة هو إستعمال مصطلح عبري للدلالة على اليهود بوجه عام وبذلك يصبح تاريخ فلسطين تاريخا واحدا متصلا ومرتبطا منذ أقدم العصور بالشعب اليهودي.
الصهيونية مصطلح سياسي يحمل فكرة يهودية تقوم على حق مزعوم بعودة إلى أرض فلسطين التي يطلقون عليها إسم أرض الميعاد ولكن هذا المشروع السياسي لا يستند إلى معتقد ديني لأن العودة إلى أرض الميعاد وفق نصوص الكتاب المقدس لاتكون على يد حركة سياسية وإنما تتحقق بمسيح مخلص مبعوث من الخالق كلمة صهيون كما في قاموس الكتاب المقدس معناها حصن وهي رابية من الروابي التي تقوم عليها أورشليم ورد ذكرها للمرة الأولى في العهد القديم كموقع لحصن يبوسي فاحتل داود الحصن وسماه مدينة داود
اليبوسيون تاريخيا قبيلة عربية وأبناء عم الكنعانيين ثبت أنهم أقاموا إمارتهم في القدس ومنها حصن صهيون بقيادة أميرهم سالم اليبوسي حوالي سنة 2500قبل الميلاد وبذلك تكون القدس موطن اليبوسيين قبل إبراهيم عليه السلام بما يزيد عن 500 سنة وبحوالي 1000سنة قبل موسى عليه السلام.
في المرحلة الأولى سكن يعقوب عليه السلام وأبنائه في أرض فلسطين وما مر عليهم من سنيّ القحط بعد فعلة أخوة يوسف وإلقائه في الجب وبيعه ووصوله إلى مصر عندها لجأ كل الناس إلى خزائن الملك وعاد واجتمع شملهم بيوسف
في المرحلة الثانية لإنطلاق بني إسرائيل من خلال مصر وهناك تكاثروا وأصبح لهم تواجد كبير وأصبحوا يشكلون خطرا على الأسرة الحاكمة آنذاك وهم الأقباط والفراعنة وبدأ الصراع بينهم وبين الأقباط
في عصر موسى عليه السلام بلغ ظلم الأقباط لبني إسرائيل أوجه فبدؤوا التنكيل بهم والقتل والتشريد والإستعباد وكان بنو إسرائيل يتناقلون في ما بينهم بأن نبيا منهم سيولد وينقذهم من ظلم الفراعنة وولد موسى عليه السلام وكان خروجهم من مصر على يده
ولهذا يذكر بعض المؤرخين أن تاريخ اليهود يبدأ فعليا بعد خروجهم من مصر مع النبي موسى عليه السلام ولكنهم لم يوافقوه على أوامره ونواهيه وما فيه هداهم حيث خاصموه وأخاه هارون وطلبوا العودة إلى أرض مصر والتحول إلى عبادة الأوثان بدلا من عبادة الله
ونتيجة لذلك تاهوا في الصحراء مدة أربعين سنة ونزلت بهم الأمراض والضربات حتى مات الجيل الذي خرج من مصر كله إلا رجلين وأعلنوا التوبة إلى الله بعد ذلك وبينما هم في طريقهم إلى أرض فلسطين مات موسى عليه السلام وتولى أمرهم وصيه يوشع بن نون الذي دخل بهم إلى الأرض المقدسة
يعتبر دخول يشوع يوشع بلاد فلسطين بداية عهد اليهود بهذه الأرض وإرتباطهم بها نظريا فإنهم في زمن إبراهيم عليه السلام لم يكونوا أمة بعد بل كان إبراهيم عليه السلام نفسه يعيش حالة التنقل والتغرب في تلك البلاد وكذلك الحال في إسحاق ويعقوب عليهم السلام.
لم يجمع اليهود كيان واحد بعد موت يشوع بل كان يتولى أمورهم قضاة يفصلون بينهم في المنازعات والمخاصمات وكثيرا ما كان اليهود يرتدون إلى عبادة الأصنام والتجرؤ على حرمات التوراة فكان ذلك سببا في تسلط الآخرين عليهم كما ذكر التوراة وهذا ما يدل على أنهم كانوا لا يزالون يعيشون حياة قبلية من دون تأسيس دولة خاصة بهم وأنهم كانوا يسكنون في فلسطين في ظل الأمم الأخرى وبرعايتها وتحت سلطانها
لم ينعم اليهود ببعض الحرية إلا في ظل الدولة الإسلامية غير أنهم لم يحفظوا هذا الجميل للمسلمين الذين سمحوا لهم بالعيش في بلادهم هربا من إضطهاد الأوروبيين لهم فكان الرد ما هو الآن قائم في إحتلال فلسطين وتشريد أهلها وتقتيلهم وصار لهم كيان محتل ومدعوم من قبل الدول العظمى في العالم
حيث تقاطعت المصالح الإستعمارية في ما بينها على غرز هذا الخنجر في قلب العالم الإسلامي ليبقى ينزف إلى أن يأتي الوعد الإلهي بالنصر معظم العلماء والمحققين يرون أن التوراة الحالية قد سجلتها أحبار اليهود خلال فترة السبي البابلي ما بين القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد أي بعد سبعة قرون من عصر موسى عليه السلام وهذه تمت إعتمادا على الذاكرة وعلى بعض الوثائق التي ظلت على قيد الحياة وبما أن التوراة كتبت في جو مشحون بالشعور بالمرارة والكراهية والحقد فقد جاءت حافلة بالنصوص التي تمجد بني إسرائيل وتحقر سائر الشعوب الأخرى وتدعو إلى إباحتها.
بني إسرائيل من الناحية القومية مرحلة متقدمة عن المرحلة الموسوية واليهودية كديانة هم أمة موسى عليه السلام وكتابهم التوراة وهو أول كتاب نزل من السماء بمعنى أنه ما كان ينزل على إبراهيم عليه السلام وغيره من الأنبياء ما كان يسمى كتابا بل صحفا وهم دعوا يهودا من يهوذا أحد الأسباط الأثني عشر الأسباط هم أخوة النبي يوسف عليه السلام والأسباط تطلق على جميع الشعوب من بني إسرائيل الذين ينتهى نسبهم إلى النبي يعقوب عليه السلام.
يزعم اليهود أن إقامة دولة لهم في فلسطين ما هو سوى تنفيذ لوعود الرب بأنه ستكون لبني إسرائيل ودولتهم هذه التي أوجدوا لها رداء ديني يستر مشروعهم السياسي دولة لا حدود لها مرسومة أو معلومة وهذا الأمر لا يظهر فقط في فكرهم الديني والسياسي وأدبياتهم عامة وإنما يظهر كذلك في طلب إنتسابهم لهيئة الأمم المتحدة فكل دولة لها في ملف إنتسابها خارطة وحدود جغرافية إلا إسرائيل فقد قبلت عضويتها دون أن تحدد حدودها الجغرافية وهذا أمر يؤكد أطماعهم ويبين حقيقة الفكرة التوسعية لديهم.
قد کانت قمة إستنهاض مفجر الثورة الإسلامية في إيران، للأمة من أجل قیامها بواجب الجهاد ولتحریر القدس وفلسطین هو إعلان يوم القدس العالمي في آخر یوم جمعة من شهر رمضان في کل عام لتنبیه الأمة وتحذیرها من خطر إسرائیل ولتحضیر الأمة الإسلامیة کلها للیوم الذي سیتم فیه تحریر القدس وکل فلسطین
ويقول مفجر الثورة الإسلامة: إن یوم القدس یوم عالمي ولیس یوما یخص القدس فقط بل هو یوم مواجهة المستضعفین للمستکبرین إنه اليوم الذي يجب أن ينهضوا وننهض فيه لإنقاذ القدس یجب على المسلمین إحیاء یوم القدس الذي هو مجاور لليلة القدر وجعله أساساً ومبدأً لیقظتهم وانتباههم
وفي خطاب آخر للأمة الاسلامیة
"بتاریخ ٣١/٧/١٩٨١"
وقال: جدیر بالمسلمین في یوم القدس الذي هو من أواخر أیام شهر الله الأعظم أن یتحرروا من أسر وعبودیة الشیاطین الکبار وقوى الإستکبار وأن یرتبطوا بالقدرة اللامتناهیة لله تعالى وأن یقطعوا أیدی مجرمی التاریخ عن دول وبلاد المستضعفین
تعليقك