٢٧‏/٠٩‏/٢٠٢٠، ٧:٥٢ م

كاتب ومحلل سياسي: لبنان وطن مسلوب الهوية واللغة . .

كاتب ومحلل سياسي: لبنان وطن مسلوب الهوية واللغة . .

يرى الكاتب والمحلل السياسي والخبير بالشأن اللبناني الدكتور "حسين علي حسني حمية" ان القوى الغربية أرادوا ان يصبح لبنان قاعدة تحكّمٍ فرنسیةٍ متقدمةٍ فی الشرق مسلوبة الوجه والإنتماء.

أفادت وکالة مهر للأنباء - حسين علي حسني حمية: ان لبنان وطن فُصّل فی صالونات قصر فرسای وإجتماعات الخلسة مع الحرکة الصهیونیة علی مقاییس إستعماریة، أرادوا ان يصبح لبنان قاعدة تحكّمٍ فرنسیةٍ متقدمةٍ فی الشرق مسلوبة الوجه والإنتماء، قاعدة ملاصقة لقاعدة أخری بریطانیة ولکن کل بلد إتّخذ طریقةً مختلفة فی صناعة قاعدته، فالفرنسی إستفاد من الدموغرافیا المحلیة مع بعض التعدیلات علی مستوی الإنتماء والتفکیر واللغة، أما بریطانیا ففضّلت تبدیلاً شاملاً للدموغرافیا فأوجدت الکیان الغاصب.

ولقد صنعوا لبنان كيفما شاءوا، فوجه لبنان الذی أرادوه لا یشبه ملامح سکّانه ولا لغتهم ولا عاداتهم ولا نخوتهم، لذلک وُضعت للبنان حدود طائفیة وحدود ضمن الطائفة نفسها، حتی تم إنتاج شارع لبنانی مؤمن بعدم عروبة لبنان، ولا بإنتمائه لهذا الشرق الخصیب، بل غربیاً فی الشرق کما أرادوه، فکانت الخطة التي وضعوها تسير بخطی ثابتة وتُثمر ما أرادوه.

ولکن بقیت عقبة مهمة وأساسیة تعیق إنجاز التغییر الکامل لهویة لبنان وهی اللغة، اللغة العربیة التی أصبحت کصخرة صلدة تتکسر عندها أحلام المستعمر، فکان لا بد من إسقاط هذه العقبة حيث بدأت خططهم بمحاولة لإستبدال اللغة الفصیحة باللغة المحکیة، والأحرف العربیة بالأحرب اللاتینیة، وقد کتب أحد جنرالات فرنسا العبارة الاولی مستخدماً هذه اللغة الهجینة فی الثامن عشر من أیلول عام 1920 م علی صفحات الکتاب الذهبی لفندق بلمیرا (Felyahyalebnan – kebir) ثم أُتبعت هذه الخطوة بإقتراح رسمی لإستبدال الأحرف العربیة بأحرف لاتینیة من قبل المستشرقین الفرنسیین السید ماسنیون وهو من أعضاء المجمع العلمی العربی والسید بینار رئیس البعثة العلمانیة في الشرق، وقد نصحا أصدقاءهما العرب بکتابة لغتهم بأحرف لاتینیة وقد رد علیهما الأستاذ فارس الخوری رداً مفصلاً نشر في صحف سوریا آنذاک، وجدیر بالذکر أن عالماً هولندیاً سبق وقد قدّم إقتراحاً مماثلاً لوزارة المعارف المصریة آنذاک، ولکن المشروع الذی سقط عام 1928 م ظلّ خابتاً تحت الرماد یبحث عن سبل العودة للواجهة.

ومع التصاعد السریع لوسائل التواصل الإجتماعی عاد المشروع بقوة وأصبحت اللغة المحکیة المکتوبة بالحرف اللاتینی هي أساس التداول الإلکتروني بل أصبحت اللغة المتداولة فی معظم مراسلات المراهقین وکتاباتهم وحتی مدوّناتهم المختلفة وهکذا بدأت اللغة العربیة تتراجع وشاع اللّحن والخطأ حتی بات من یتقن العربیة من الطلاب والمتعلمین والمراهقین أعجوبة بین أقرانه وعلامة تعجّبٍ بین أفراد جیله.

وبعد مئة عام علی أوّل عبارةٍ کتبت بهذه اللغة أصبح المشروع الإستعماری المستهدف للغة العربیة أمراً واقعاً، نقطة جدیدة تسجّل علینا فی صراع الأفکار فهل نستفیق لنحافظ علی الإرث الحضاري اللغوي الخاص بنا أم سنفقده مع باقي تفاصیل هویّتنا فنصبح غرباء فی شرقنا وعروبتنا ...

/انتهى/

رمز الخبر 1907998

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha