وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان الجمهورية الإسلامية الايرانية أكدت أن إعادة هندسة المنطقة هو ضمان المصالح المشتركة لجميع دول المنطقة مع احترام الاختلافات، لأن أساس إعادة الهندسة هذه هو منع الدول القوية من الهيمنة على الدول الأخرى، وبهذه الطريقة يُسمح للدول الصغيرة في المنطقة بالمشاركة في قضاياها والحفاظ على مصالحها.
ودعا رئيس الوزراء الكويتي الشيخ "صباح الخالد الصباح" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى إجراء محادثات بين طهران والدول الخليجية لتخفيف التوترات والصراعات في المنطقة مطالبا باتخاذ تدابير جادة لبناء الثقة بين الدول في الخليج الفارسي والعمل معا لحل التوترات.
وقال: "الكويت تدعو مرة أخرى طهران إلى اتخاذ خطوات جادة لبناء الثقة المتبادلة من أجل بدء حوار يقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض".
وتاتي دعوة رئيس الوزراء الكويتي لاجراء الحوار بين دول الخليج الفارسي واتخاذ الخطوات الجادة لبناء الثقة، بينما عرض الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 ايلول 2019، مبادرة ايران للسلام في منطقة الخليج الفارسي تحت عنوان "تحالف الأمل" أو "مبادرة هرمز للسلام" (Hormoz Peace Endeavor)، بهدف تحقيق التقدم والرخاء، وتأسيس علاقات ودية، وإطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة في هذا المضيق الحيوي.
وتابع: "يعتمد تحالف الأمل على الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة، واحترام سيادة الدول، وعدم المساس بالحدود الدولية، وتسوية الخلافات سلميا، وعدم الاعتداء وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
وترى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ان الأمن المشترك مع الجيران يستند إلى الالتزام بالمبادئ المشتركة المنصوص عليها في وثائق الأمم المتحدة، مثل الامتناع عن استخدام القوة، وحل الأزمات بالطرق السلمية، واحترام سيادة الدول على أراضيها وحدودها ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحق تقرير المصير.
وتعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن أمنها واستقرارها مرهون بأمن المنطقة، لا سيما أمن واستقرار جيرانها العرب. هذه قضية يجب أن تكون أولوية للجميع.
وفي هذا الصدد، دعت طهران في مختلف المناسبات إلى توقيع معاهدة أمنية مشتركة تقوم على اساس الحوار والمبادئ المشتركة وآليات بناء الثقة لتكون مقدمة لخروج المنطقة من "الممر المظلم".
لكن هذا لا يعني نسيان الاختلافات، ولكن يجب عدم خلط الاختلافات مع الصداقات. الغرض من اقتراح الجمهورية الإسلامية الايرانية لإعادة هندسة المنطقة هو ضمان المصالح المشتركة لجميع دول المنطقة مع احترام الاختلافات؛ لأن أساس إعادة الهندسة هذه هو منع الدول القوية من الهيمنة على الدول الأخرى. وبهذه الطريقة يُسمح للدول الصغيرة في المنطقة بالمشاركة في قضاياها والحفاظ على مصالحها.
وفي الأساس، يعود أحد الأسباب الرئيسية للمشاكل والنزاعات في منطقة الخليج الفارسي إلى تنفيذ سياسات انقسامية لبعض القوى العظمى التي تسعى في مثل هذه النزاعات إلى تأمين واستمرار مصالحها وبيع أسلحتها ونهب عائدات النفط. ولا تسمح لدول المنطقة بحل مشاكلها بعيدا عن التوترات.
من وجهة نظر طهران، يمكن لدول المنطقة أن تحقق أمناً دائماً وطويل الأمد من خلال إقامة علاقات قوية مع جيرانها دون الاعتماد على الأجانب، بدلاً من توفير أمنها من خلال لاعبين دوليين او شراء الأسلحة المتطورة.
وانطلاقاً من هذا الرأي، سلكت طهران طريق التعاون مع دول أخرى في المنطقة بدلاً من المواجه، ورغم استمرار البعض في قرع طبول الخلافات، إلا أن هذه الاستراتيجية الفعالة لطهران لعبت دوراً مهماً في تطوير العلاقات مع دولة قطر كمثال وأدى إلى تحسن كبير في علاقات البلدين الجارين خلال السنوات الثلاث الماضية.
كما اتبعت دولة قطر سياسة خارجية نشطة وإيجابية على الساحتين الإقليمية والدولية، تحت عنوان التوازن الإيجابي والدبلوماسية البناءة، استطاعت بموجبها اتباع سياسة إقليمية متوازنة وتفاعلية حتى الآن.
ويعتقد المحللون في إشارة إلى تطور العلاقات بين طهران والدوحة، أنه يمكن استخدام هذه العلاقات كنموذج لتطوير العلاقات بين دول المنطقة.
وفي السياق من المتوقع أن تقوم الحكومة الكويتية، التي دعمت دائماً عملية الحوار البناء بين دول الخليج الفارسي، بمزيد من التحركات العملية نحو التعاون والتفاعل الإقليمي./انتهى/
تعليقك