وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: إن ثقافة التضحية تمهّد لتحقيق الوعد الالهي بالنصر والفوز، وان التضحية والشهادة تضفيان على المجتمعات الانسانية نعمات وفيرة وتمهدان الظروف لإنجاز ما وعد به الباري تعالى عباده الصالحين والمؤمنين.
الحاج الشهيد القائد قاسم سليماني ومهندس الانتصارات ابو مهدي المهندس ورفاقهم قد صنعوا للمؤمنين ولاحرار ولشرفاء العالم ولأصحاب القلوب والعقول السليمة ثقافة قرآنية محمدية، وتركوها لنا والتحقوا في ركب الخالدين مع محمد (ص) واله، هي ثقافة المقاومة الوطنية والاسلامية التي اكسبتنا الثقة بأنفسنا.
وفي هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء حواراً صحفياً مع ابنة الشهيد كامل صبري الزبيدي واخت الشهيد منتظر كامل صبري الزبيدي وزوجة الشهيد محمد الشيباني " اطياف كامل صبري الزبيدي "، واتى نص الحوار على الشكل التالي:
* اولا عرفینا عن نفسکي؟
بدايةً احب ان القي على مسامعكم بعضاً من ابيات الشعر تحيةً منا لشهدائنا الابرار:
يا شهيـداً أنـت حـيٌّ ما مضى دهرٌ وكانـا
ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى ما حيينـا فـي دِمانـا
أنـت بـدرٌ سـاطـعٌ ما غابَ يوماً عن سماناً
قد بذلتَ النفسَ، تشري بالـذي بِعـتَ الجنانـاً
قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )، ( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ صدق اله العظيم، فهنيئاً لكم فزتم ورب الكعبه.
انا ابنة الشهيد كامل صبري الزبيدي، واخت الشهيد منتظر كامل صبري الزبيدي، وزوجة الشهيد محمد الشيباني.
* كيف عشت مع الشهيد؟ وهل کنت تتصورین ان تنتهي عاقبة زوجك بالشهادة؟ وكيف كانت ردة فعلك عند سماعكي باستشهاده؟
نال شرف الشهادة مع قادة النصر على يد اشقا الأشقياء امريكا الشيطان الأكبر، انا ام لطفله تبلغ من العمر 5 سنوات اسمها فدك بنت الشهيد محمد الشيباني.
عشت مع الشهيد اربع سنوات واربع اشهر و24 يوم، واستشهد بعمر 25، الحمدلله كانت من المتمنين لزوجي بالشهادة، وهوا كذلك، لكن الفرق صعب، ولم اكن اتوقع ان او تاتي في مخيلتي ان يكون يوم استشهاده قريب، الله الحمد على هذه الخاتمة الربانية وما اجملها من خاتمة، اشكر ربي على هذه الخاتمة المشرّفة.
* ما هي ابرز مواصفات الشهید الاسریة والاجتماعیة؟ وكيف كانت علاقته مع الشهيدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس؟
ابرز مواصفات الشهيد؛ شجاع، غيور، صاحب نخوة، حنون، عطوف، وكان أباً بالنسبة لي، فلقد رايت حنان الأب مع زوجي كوني يتيمة منذ صغري. وكان اكثر من عائلتي لقد كان كل عالمي وحياتي. كان كريماً مبتسم في كل الأوقات، حاملاً للمسؤلية كل انسان محتاج، كان هدفه الأول والأخير ارضاء الله والعاقبة الحسنة مناه.
الشهيد فقد والده في عمر 14 سنة، وكان صديق مقرب لوالده المجاهد ابو جعفر الشيباني، بعد معانة واله مع المرض اللعين فارق الحياة، وكانت وصية عمي ابو جعفر للشهيدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني بأن يتكفلون كل امور عائلته بعد رحيله، وكانو فعلاً الوكلاء للعائلة، وصانو الأمانة، وبقت عينهم على الشهيد محمد، وكان الشهيد ابو مهدي من المحافظين على حياة الشهيد، وكان بقرب الشهيد ابو مهدي دائماً، وكان ينادي الشهداء بـ"ابي" كونهم كانو اباء له.
* ما هي رسالة الشهید الیوم للحکام وللشعب العراقي؟
اتقو الله في شعبكم واعملو للآخرتكم، يوم لاينفع مالاٌ ولا بنون الاّ من اتى الله بقلب سليم، ان الحياة فانيه ولن تدوم للطغاة، فلو تدوم دامة لقبلكم ﮼
اما بالنسبة الى الشعب؛ عليكم بالصبر والدعاء لامام زماننا بالظهور العاجل والثبات على ولاية امير المؤمنين، واختتموا حياتكم بالشهادة فوالله ما اجمل لحظة انتزاع الروح باسم شهيد وحبيب الله.
أسأل الله ان يرزقنا واياكم شفاعة الحسين الشهيد وشفاعة الشهداء، وان تختتم اعمالنا بالشهادة، اللهم فإن كان لابد من الموت فاجعل منيّتي في سبيلكَ ﮼
* هل للشهید وصیة حتی ناخذ مقتطفات منها؟
الشهيد لم يكتب وصية، لكن قبل الاستشهاد كان يوصيني بوصية كلامية. اوصاني بحجابي وايماني والصبر وان انتبه على فدك.
* كيف تصفين الشَّهِيدُ مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ؟
الشهيد محمد الشيباني كان عاشقاً للشهادة، وعاشق الشهداء، في كل مرة يذهب لزيارتِ اصدقاه الذين سبقوه في العروج الى السماء يبكي كثيراً ويسأل الله ان يرزقهُ الشهادة، وأنا ابكي لبكائه في كل مره نذهب لزيارة المقامات المقدسة يوصيني بالدعاء له، اعلم مايريد، لكن لساني لا ينطقها ابداً، لكن في الزيارة الأخيرة لحرم الامام علي (ع) مثل كل مره قال لاتنسيني من الدعاء، وذهبت للزيارة وتوجّهة للقبلة وصليت بعد انتهائي من كل اعمال الزيارة والصلاة نويت قضاء حاجتهُ وما يتمناه، وقفت صامته مذا كانت نيتي. ذهب في الصباح الباكر لبغداد وبعد 4 ليالي نال شرف الشهاده مع قادة النصر وعرج الى السماءِ فرحاً بما اتاهُ الله.
اصدقاءه أحمد ومحمد اتفقواْ ان تكون حياتهم فقط 24 سنة، احمد استشهد يوم 6/12 ومحمد لحق به بعد 27 يوم استشهد 3/1 هنيئاً لكم الشهادة.
التحق بالخط الجهادي قبل الفتوى للمرجعية العليا السيد السيستاني، ذهب دفاعاً عن حرم السيدة زينب (ع) وبعدها التحق بالحشد الشعبي واكمل المسيرة الجهادية الى أن نال شرف الشهادة في تاريخ 3/1/2020 في مطار بغداد مع قادة النصر.
/انتهى/
تعليقك