وكالة مهر للأنباء- فاطمة صالحي: صرح المحلل السياسي الفلسطيني صالح ابوعزة في حواره مع مراسلة وكالة مهر للأنباء حول دور اللواء الشهيد قاسم سليماني في المنطقة بأنه كان للشهيد قاسم سليماني دورٌ ريادي في إطفاء الحرائق في منطقة غرب آسيا، فبالإضافة إلى دوره العسكري والأمني في محاربة قوى الإرهاب في العراق وسوريا، ودوره في مقاومة جيش الإحتلال الإسرائيلي عبر شبكة علاقاته المتينة بحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية وخاصةً حركتي حماس والجهاد الإسلامي، كان له دور بارز وبصمة واضحة في السياسة وعالم الدبلوماسية، ومحاولة التوفيق بين الفرقاء في ملفات العراق وبغداد.
وأضاف بأنه لا شك أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسعودية والإمارات يسعون جهدهم لبث الفوضى والخراب في المنطقة، والعمل الجدي لإظهار التباينات القومية والطائفية والمذهبية، لكن الشهيد سليماني كان يحمل هم المشروع المناهض لهذه المشاريع الهدّامة، وعلى الرغم من أهمية الشهيد سليماني وموقعه الاستراتيجي في السياسة الإيرانية في المنطقة، إلا أنّ المؤسسات الإيرانية ذات الشأن ستسير على خطى سليماني في مناهضة جميع مشاريع قوى الشر في المنطقة العربية.
وتابع بأنه لاشك أن قاسم سليماني رجل استثنائي في محاربة كافة قوى الإرهاب في المنطقة، ودوره البارز والمحوري لا يمكن إنكاره، وكان أول من مد يد العون لبغداد وإربيل ودمشق حينما كانت داعش على تخوم العاصمتين، هذا الدور كان حقيقياً وفاعلاً في مقابل الدور الزائف للتحالف الدولي لهزيمة داعش بقيادة الولايات المتحدة، فواشنطن والرياض وتل أبيب هي عواصم توجيه داعش نحو تخريب العراق وسوريا، وتمزيقهما، والعمل على إقامة دويلة مسخ تفصل بشكل نهائي بين العراق وسوريا.
وفي شأن المواصفات الأخلاقية للشهيد سليماني أكد أنه يعترف العدو قبل الصديق بالصفات العالية والاستثنائية للشهيد قاسم سليماني، شجاعته في القتال والمواجهة، حنكته في التدريب والتوجيه والإعداد والخطط العسكرية، وتواضعه في تعامله مع القيادة والجنود وعوام الناس، وقربه من جميع أطراف التناقض الإقليمي؛ وقدرته الفائقة على تذليل الصعاب للوصول إلى مناطق وسطى في الحلول، هذه الكاريزما كما خسرتها الجمهورية الإسلامية في إيران، خسرها الحلفاء والأصدقاء في العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين المحتلة.
وصرح بأن شعار الشهيد قاسم سليماني؛ الوحدة من خلال العمل، قد لا نتفق مذهبياً، قد لا نتفق سياسياً، قد لا نتفق فكرياً، لكن علينا أنْ نجتمع لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي، ومكافحة داعش وأخواتها، علينا أنْ نجتمع لاستعادة الأرض المحتلة من العدو الصهيوني والتكفيري على حدٍ سواء، علينا أنْ نتعاون من أجل الاستقرار والبناء. أعتقد أنّ الشهيد كما كان أحد أعمدة المقاومة، كان أحد أعمدة الوحدة. مشروع الشهيد سليماني مقاومة في كل أرض محتلة، وأنّ على هذه المقاومات في المنطقة أن تتحد ضمن مشروع مقاوم فعّال لإحداث فروق جوهرية.
وشدد علی أن الأمريكي والإسرائيلي والسعودي أصحاب مشاريع تدميرية للمنطقة العربية والإسلامية، مشاريع قائمة على بث الفرقة بين مكونات الأمة العربية والإسلامية، وتفريغ مفاهيم الوعي والثورة البنّاءة فيها ليسد مكانها وعمي وهمي وزائف قائم على مفاهيم الهزيمة والخور والضعف والاستكانة، بالإضافة إلى إضعاف عناصر القوة في الأمة ومحاولة إضعافها وإسكاتها وهدمها. ما حمله الشهيد سليماني كان مشروعاً مقاوماً لكل مشاريع الشر في المنطقة، هذا المشروع الذي بناه الشهيد ما زال قائماً، وما زال مستمراً، ويحمله رجال في كل عواصم العروبة، يدافعون عن أفكاره، ويسعون إلى تطبيقها، وترجمتها إلى واقع تحياه الأمة، لكن هي سنة التدافع بين الحق والباطل، الخير والشر، المقاومة والإرهاب، ستبقى مستمرة حتى ينتصر الحق والخير والمقاومة.
/انتهی/
تعليقك