وكالة مهر للأنباء _ فهمي اليوسفي: ثمة مؤشرات بدأت تبرز علي السطح بعد صدور قرار الخارجية الامريكية ضد انصار الله، القرار من وجهة نظري معد سلفا اي تم الاعداد والتحضير له من قبل مطبخ الرباعية منتصف العام المنصرم بعد ان شعر الغرب وتحالف العدوان بالفشل من تنفيذ الخطة "أ" بالعدوان على اليمن.
والانتقال للخطة "ب" يقتضي نسج مبررات وهمية ومؤشراتها تجلت بالتصنيف لانصار الله قبل دخول بايدن البيت الابيض . وحجر الاساس للشروع في الخطة ب يكفل دخول الناتو و العدو الصهيوني في العدوان على اليمن بشكل مباشر وبحيث تصبح إدارة بايدن ملزمة بالتنفيذ فهذا القرار هو جزء من العدوان .
لو نظرنا الي الاطراف الاخرى المساهمة من الباطن في هندسة هذا القرار سنجدهم كثر ومنهم سماسرة امميون وتقاس مؤشراته من خلال إتفاق الرياض بين فصائل المرتزقة اذا تم قراءة ما بين السطور وإنحياز المبعوث الاممي لدول العدوان بعدم إدانة هذا التصنيف عبر النافذة الاممية لهو جزء من اللعبة بل يحمل تدعيات القرار لترامب المنتهية ولايته وما ورد بإحاطته الاخيرة هو تمييع للقضية يكفل تمرير القرار بشكل ناعم .
ما ينبغي ان ندركه:
_ اولا: التصريحات التي ادلى بها ممثل الملف الانساني في بعثة الامم المتحدة هي لم تدين موقف الامريكان بإصدار هذا القرار الذي اتخذه بومبيو ضد انصار الله بل هناك تلاعب حلزوني من المبعوث غريفيث وبقية البعثة الانسانية تتجلى ملامحه من خلال نص العبارات التي ادلى بها مبعوث الشؤون الانسانية بتحوير ما كان ينبغي كشفه مع ان المبعوث الانساني هو فاسد من القاع للنخاع والفاسد هو مجرد من الضمير و الاخلاق الانسانية وبنفس الوقت هو مستفيد قبل وبعد القرار ففي حال توقف عمله سوف يستحوذ علي كافة الاموال المخصصة للقضية الانسانية بإعتبار كافة هذه المساعدات هي بيده مع انه اعترف بما قد يترتب على القرار من إنعكاسات على الجانب الانساني لكنه لم يدين قرار التصنيف وعدم إدانته لتأكيد علي تعاطفه مع قرار التصنيف بشكل غير مباشر ومتطلبات الصفقة ان يهندس تصريحات ليسوقها امام الرائ العام لكي لا ينكشف امره ولو تم تحليل تصريحاته الاخيرة تعد واهية لكن مع هذا وذاك فإن تصريحاته من الممكن ان تتخذها قوى ٢١سبتمبر حجة ضد الادارة الترامبية بإعتبارها تساهم بفضح إمريكا وينبغي إبرازها كدليل لكشف الكذب الامريكي بطابعه الدبلوماسي وخطة ما بعد قرار التصنيف .
_ثانيا: إنتقال وزير الخارجية السعودي الي نظيره الروسي كان الهدف منها تمرير موافقة موسكو علي القرار الامريكي لكن رد وزير خارجية روسيا كأن صادما لوزير خارجية المنشار بفضح لعبة الامريكان وهذا يسقط إتهامات واشنطن لانصار الله بل حمل المسؤولية امريكا بما يترتب على هذا القرار من إنعكاسات في اليمن بإعتباره قرارا ارعن وبالتالي يعتبر وزير خارجية ال سعود قد فشل في تمرير لعبته امام الروس .
ثالثا .. التصريحات من غريفيث وبقية بعثة الامم المتحدة بما فيها الواردة في إحاطته الاخيرة المقدمة لمجلس الامن لم تدين القرار بل تفضح بعض جوانب لعبة التصنيف لتقول بشكل غير مباشر ان جزء من اهداف واشنطن من هذا القرار الضغط على انصار الله لكي يتراجعوا عن مواقفهم ويقولوا اوكي للتطبيع مع كيان صهيون وإهتمام المبعوث الاممي بإتفاق الرياض المتعلق بأجندات العدوان لهو مؤشر على تعاطفه مع المشاريع التطبيعية الغير مباشرة لحكومة المرتزقة أي أن تلميحات محمد عبدالسلام عن غريفيث عندما قال تحول المبعوث الي ساعي بريد لمرتزقة العدوان . اي أن عبدالسلام فهم لعبة غريفيث مع الترامبيون .
رابعا . رغم ثبوتية المشاريع الارهابية ودعم السعودية والامريكان لكافة مشاريع التدعيش للأسف لم تصدر اي ادانة من المبعوث الاممي عن قرار التصنيف او مشاريع التدعيش المدعومة من دول تحالف العدوان وهذه تعد شراكة مبطنة في الجريمة وتواطئ مع الامريكان وقوى العدوان بما فيها الارهابية .
_خامسا: الاطراف التي رحبت بالقرار من الداخل هي قوى غارقة بالفساد والارهاب من الماضي للحاضر ..
القرار لن يوثر شيء اذا تم مواجهته بقوة و يكون بموقف موحد لمحور المقاومة. والاسراع بحسم معركة مدينة مارب والبدء بارسال بالستيات جهادية لأرمكوا وكافة المؤسسات الموامركة لأن ذلك سينعكس علي من اصدر قرار التصنيف .
سادسا: اهداف الامريكان من خلال هذا القرار منها :
_ إقدام الادارة الترامبية علي رفع سقف إنجازاتها الاجرامية التي قامت بها لصالح الصهيونية ليفاخر بها الترامبيون امام المحافل الصهيونية .
_ هندسة المبررات الوهمية للإمريكان بتنفيذ الخطة ب من خلال تدخلهم المباشر بإغلاق البحر الاحمر للمشاركة في العدوان علي اليمن وتصريحات الإسرائيليين توحى بذلك .
_ الضغط على انصار الله لكي يقدموا تنازلات بالتطبيع مع اسرائيل على غرار التنازلات السرية التي قدمتها حكومة المرتزقة اي التي تم تشكيلها في الرياض ونقلها لمحافظة عدن مواخرا .
_ تحقيق مزيد من المكاسب المالية للعصابة الترامبية التي تأتي اليهم من قبل مملكة المنشار بشكل حصري.
_ تطمين السعودية من إستمرارية تقدم المجاهدين في الاراضي اليمنية المغتصبة من الماضي.
_ الحرص على هندسة قضايا تجعل العامة تلفت لما هو مستجد ولا تنظر لما هو اخطر من تحت الطاولة يترتب عليه إحداث إرباك لدى محور المقاومة بشكل عام.
_ رفع درجة الحصار على اليمن يفضى لمجاعة شاملة.
_ إتخاذ هذا القرار الوهمي لواشنطن كوسيلة لإستكمال خطتهم العسكرية بالتحكم بكافة المضائق المائية في المنطقة الشرق اوسطية.
_ إتخاذ هذا المبرر الوهمي وسيلة لإبقاء القوى المناهضة للعدوان مشغولة بقضية التصنيف بينما يتفرغ الامريكان للبدء ببناء قواعد عسكرية في المحافظات الخاضعة للاحتلال بما فيها المهرة وسقطرى وباب المندب وبنأء الانبوب والاستحواذ على الحقول النفطية وهذا يتطلب من وجهة نظر الناتو تعميق الخلافات بين الاجندات المساندة للعدوان حتى لا يحدث لها حالة صحيان كما هو الحال بين الانتقالي وعصابة الفار هادي وكذا بين فصائل الارتزاق في محافظة تعز لكون ذلك هو المدخل للقضاء على القوى التي تشكل خطر على دور الغرب في تامين التمدد الاسرائيلي على مستوى المنطقة مع ان الصهاينة يعتبرون في قرارات ذاتهم أن قوى ٢١سبتمبر في طليعتها انصار الله يشكلون عائق امام المطامع الصهيونية وكذا الحشد الشعبي في العراق وليس امام كيان صهيون سوى إستهداف هذه القوى عن طريق دول التحالف وبإسم مكافحة الارهاب .
_ سعى الترامبيون لهذا التصنيف قبل رحيل ترامب لتحصين قوى التدعيش في اليمن من خلال إسقاط التهم عليهم بحيث لا يتبين للعامة شراكة واشنطن وكوكتيل التحالف مع قوى التدعيش .
تجلى حرص الامريكان على فصائل الارهاب والاستمرار برعايتها ودعمها من خلال تحويل المكنات الاعلامية اي الامبريالية برشق انصار الله باتهامات زور وبهتان لانهم قاموا بتطهير قرى الحيمة بمحافظة تعز من عناصر الارهاب .
_ الضغط على انصار الله لغرض التوقف من دخول وتحرير مدينة مارب والجميع يدرك ماذا يعني مارب بالنسبة. للإمريكان منذ ان دخلت شركة هنت مطلع الثمانينات لانهم يعتبرون إستكمال تحرير مارب من قبل صنعاء هو بوابة تحرير المحافظات الجنوبية الغنية بالثروات خصوصا بعد ان تمكنت قوى ٢١سبتمبر من تحرير محافظة الجوف التي توكد الدراسات انها مليئة بالثروات النفطية . والامريكان بهذه الحالة يحاولون الاستمرار في اغتصاب ثروات اليمن ومن متطلبات ذلك ان يوسعوا مشاريع التدعيش في المحافظات الخاضعة للاحتلال السعيوإماراتي ..
_ التعتيم على التنازلات التي قدمتها حكومة المرتزقة وكافة مراكز القوى الافسادية والداعشية المساندة للعدوان وهي تنازلات على حساب الارض والثروة و الانسان.
على هذا الاساس فليستمر المجاهدون في تحرير مدينة مارب وطرد المحتلين . ولاتراجع مهما بلغت درجة الضغوطات.
رفع درجة التصعيد العسكري والشروع في إستهداف المصالح الامريكية في المنطقة.
توجيه تحذير لأي طرف يقدم تنازلات علي حساب السيادة اليمنية ان لا يلوم إلا ذاته لان السيادة اليمنية خط احمر.
ومثل ما صمد اليمنيون ولازالوا في مواجهة العدوان عليهم على ان لا يضعوا اي اعتبار لقرار خارجية امريكا لان من قال حقي وارضي غلب .
ان يتحد محور المقاومة عسكريا لطرد الامريكان من المنطقة واجتثاث مشاريعهم الداعشية لان التصنيف لا يعد فقط موجه ضد انصار الله بل ضد محور المقاومة بشكل عام.
بقلم: فهمي اليوسفي
/انتهي/
تعليقك