٠٤‏/١١‏/٢٠٢١، ٩:٤٢ ص

محلل سياسي لـ"مهر":

أمريكا ستعمل على خلق فتنة في العراق/ تشكيل الحكومة يتطلب إئتلاف شامل

أمريكا ستعمل على خلق فتنة في العراق/ تشكيل الحكومة يتطلب إئتلاف شامل

اكد الاعلامي و المحلل السياسي، مجتبى علي حيدري، أن "الانتخابات العراقية التي جرت مؤخرا كانت الاكثر جدلا، كما سنشهد خلافات كبيرة بين التيارات السياسية التي من الصعب الاجماع بينها" مشيراً إلى أن امريكا ستعمل على خلق فتنة جديدة للقضاء على من ينتمون لمحور المقاومة بعد فشل محاولة اقصائهم.

وكالة مهر للأنباء - القسم العربي: صراعات وخلافات سياسية لا نهاية لها، وأزمات اقتصادية يعاني منها العشب، حتى اصبح لايفكر بالمستقبل بقدر مايفكر بالغد وكيفية تامين مستلزمات الحياة اليومية لاطفاله، ولكن الى متى سيبقى الحال هكذا؟ وكم من الوقت يستطيع الشعب الصبر ومحاولة التأقلم مع هذا الحال؟

هذا هو حال الشعب العراقي، حتى نفذ صبره و خرج الى الشوراع باعداد هائلة للمطالبة بحقوقه و تحسين ظروفه الاقتصادية و المعيشية، والبعض طالب بانهاء التدخلات الأمريكية في العراق، فقامت الحكومة بالاستجابة لمطالب الشعب بمحاولة منها للتسريع بتحسين الظروف، فسرّعت موعد اجراء الانتخابات العراقية.

وبعد انتهاء الانتخابات وصدور النتائج فازت الكتلة الصدرية بأكثر من 70 مقعدا في البرلمان، فطالب الشعب بالطعن بنتيجة الانتخابات و العد اليدوي للاصوات من جديد، فلم تتغير النتيجة.

والان بعد ان تشكلت الحكومة وبعد تصريحات السيد مقتدى الصدر، هناك تساؤلات كثيرة تجول هنا وهناك حول مستقبل العراق.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، "هبه اليوسف"، حوارا صحفيا مع الاعلامي و المحلل السياسي "مجتبى علي حيدري" الذي تحدث لنا حول هذا الموضوع.

وفيما يلي نص الحوار:

* ماهي الانعكاسات السياسية على العراق بعد انتهاء الانتخابات ؟ وماهي التحالفات المحتملة ؟

الانتخابات العراقية التي جرت مؤخرا كانت الاكثر جدلا، فمازال الشجار حول نتيجتها مستمرا حتى هذه اللحظة.

فثمة من يرى ان الانتخابات هذه مزورة وقد تم التلاعب فيها و هذا يعني اننا سنشهد خلافات كبيرة بين التيارات السياسية التي من الصعب الاجماع بينها و لبعضها امتدادت خارج الحدود و اخرى باتت تعمل لصالح قوى اجنبية للتتربع على مقاليد السلطة فبينما كانت التحالفات سابقا تتشكل على مبدأ القرب من المحاور الاقليمية.

الا ان هذه المرة يبدو ان تحالفين رئيسيين سيتشكلان على اساس من يدعي ان الانتخابات صحيحة و من يراها مزورة طبعا هذا ما يخص الساحة الشيعية.

اما بالنسبة الى الساحة السنية فالامر مختلف قليلا و من الممكن ان نرى مصالحة بينهم و ذلك لان الدول التي تدعم طرفي النزاع واحدة كتركيا و السعودية و الامارات و لم يطلب السنه من هذه الدول عدم التدخل بل العكس صحيح و الملفت ان الحلبوسي و الخنجر يحظيان بعلاقات جيدة مع ايران ايضا اما بالنسبة للاكراد فاتصور ان الامر لم يحسم بعد.

* ماالتغييرات الجديدة التي ستطرأ على العراق في المرحلة القادمة ؟ وماذا عن التدخلات الامريكية في العراق ؟

من المبكر الحديث عن التغييرات التي ستطرأ على المشهد السياسي في العراق لكن كثيرين يتحدثون عن تقدم المحور العربي الامريكي ويعزون ذلك إلى فوز الصدريين.

والواقع ان الصدريين و ان اقتربوا من المحور العربي لكنهم يقفون بوجه الاحتلال و قد خرجوا في اكبر مسيرة بعد احداث تشرين ضد امريكا ضف الى ذلك العشرات من النواب السنة المقربين من امريكا الذين لم يفلحوا بالوصول الى البرلمان و لا احد يتحدث عن خسارة السيد عمار الحكيم و حيدر العبادي اللذين يحسبان ايضا على المحور العربي.

كثيرون ايضا يتحدثون عن "خسارة محور المقاومة" بسبب فشل الفتح لكن لا يتحدث احد عما حققته دولة القانون و غيرها و قد اجتمع اكثر من تسعين نائبا شيعيا ينتمون الى محور المقاومة من الممكن ان يشكلوا الكتلة الاكبر في البرلمان رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدهم و ضد الحشد الشعبي.

و لهذا اتصور ان امريكا ستعمل على خلق فتنة جديدة للقضاء على من ينتمون لمحور المقاومة بعد فشل محاولة اقصائهم و سنرى تدخلات اكبر من ذي قبل من واشنطن على الاراضي العراقية و هي لا تريد الخروج من العراق ففشلها في لبنان و افغانستان و اليمن اساء بسمعتها و لاتريد ان تخرج من العراق صاغرة مستسلمة.

* برأيكم ماذا يعني تقدم السيد مقتدى الصدر في الانتخابات ؟ وماهو تعقيبكم على كلمة الصدر بعد تسلمه الانتخابات والوعود التي قدمها ؟

عندما تكون نسبة المشاركة في الانتخابات ضئيلة فشخصية بحجم السيد مقتدى الصدر تكون هي المستفيدة الاكبر و عزوف الناخبين عن صناديق الاقتراع جاء كما تشتهيه الكتلة الصدرية لتحصد مقاعد برلمانية اكثر مما كان متوقعا.

لكن بكل صراحة الخطاب الذي تبنته هذه الكتلة لم يكن على قدر المسؤولية و كان خطابا اقصائيا ضيقا بعيدا عن الشراكة الوطنية و من منطلق فائز و خاسر و صدري قح و ماشابه ذلك.

و هذا سيصعب لها مهمة تشكيل الحكومة فتشكيل الحكومة يحتاج الى ائتلاف مع الاحزاب الاخرى التي لاترغب للانضمام مع كتلة سائرون الصدرية لأن الكعكة كلها ستكون للصدريين من دون نصيب لهم.

/انتهى/

رمز الخبر 1919479

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha