وكالة مهر للأنباء، مساسُ الاحتلال بمدينة القدس المحتلة واعتداءاته على المسجد الأقصى المبارك والمرابطين فيه، هو بمثابة تفجير لبرميل بارود سيُشعل المنطقة بأكملها وليس فلسطين، لذلك لم يتأخر رد المقاومة وجاءت الرشقة الصاروخية الكبيرة التي أُطلقت من جنوب لبنان لتقلب كافة الموازين، وتعزز مبدأ وحدة الساحات الذي تم تعزيزه منذ معركتي "سيف القدس" و"وحدة الساحات".
فحجمُ الضربة الصاروخية وجرأتها وتوقيتها شكلَ حالة من الصدمة لدى كيان الاحتلال ومؤسسته الأمنية الصهيونية، كما يرى العديد من المختصين في الشأن الصهيوني.
** القدس "برميل بارود"
المختص في الشأن الصهيوني، حسن لافي، اعتبر أن الرشقة الصاروخية التي أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه الجليل المحتل، هي نتيجة الأوضاع المتفجرة في مدينة القدس والمسجد الأقصى، موضحاً أن الكل أدرك أن مدينة القدس هي "برميل بارود" والمساس بها سيؤثر على المنطقة بأكملها وليس على فلسطين وحدها.
وبين لافي في تصريحات لإذاعة القدس تابعتها "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الدائرة اتسعت والخطر بدأ يتسع خارج فلسطين، وأن المساس بالأقصى ليس مساساً بفلسطين فقط بل برمزية الأقصى العربية والإسلامية، وأن أمن "اسرائيل" سيكون مهدداً من كل الجبهات، وهذا السيناريو هو الذي يرعب الاحتلال.
** وحدة الساحات واقعاً
"وحدة الساحات" باتت استراتيجية تطبق على أرض الواقع وبرنامجاً يتم العمل عليه، ولم تعد فكرة
واعتقد أن "وحدة الساحات" باتت استراتيجية تطبق على أرض الواقع وبرنامجاً يتم العمل عليه، ولم تعد فكرة وما يؤكد ذلك اللقاءات والتفاهمات بين قادة المقاومة الفلسطينية وقادة محور المقاومة التي عُقدت مؤخراً.
وقال المختص في الشأن الصهيوني :"كيان الاحتلال لا يزال يعيش حالة الصدمة وهناك العديد من المحللين ينصحوا بالذهاب لضربة معينة دون أن تقود لحرب، وهذا ما يدل على تآكل حالة الردع".
** الكيان مصدوم
ورأى لافي أن صدمة الاحتلال من هذه الصواريخ هي نتيجة الجرأة والقوة في اتخاذ القرار، وأن الاعتداء على الأقصى سيؤدي ليس لحرب محلية بل حرب إقليمية.
وقال :"نحن نتحدث عن وحدة ساحات فلسطينية، ومن يحاول المساس بالمسجد الأقصى المبارك سيكون هناك رداً قوياً".
كما اعتقد لافي أن الحرب المفتوحة مع كيان الاحتلال لن تستطيع توحيد كيان الاحتلال من الداخل، مبيناً أن الغطرسة والهواجس التوراتية هي التي تقود الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو.
وعلى صعيد تمزق الجيش، أكد المختص أنه جاءت هذه الرسالة "الصاروخية" لتبرهن أنه في ظل هذا الوضع الداخلي الصهيوني للكيان فليس بإمكانها الذهاب للمعركة، معتقداً بأن هناك تآكل كبير في قوة الرد الصهيوني.
من جانبه اتفق المختص في الشأن الصهيوني، عصمت منصور، مع سابقه من أن القصف الصاروخي في شمال فلسطين المحتلة جاء في لحظة حساسة جدًا في "إسرائيل".
** غليان على عدة ساحات
وقال منصور في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، :"الأعياد اليهودية والأزمة الداخلية تأتي في ظل تصعيد وغليان على عدة ساحات فلسطينية وهي القدس والضفة وغزة".
واعتقد أن نفي حزب الله مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ يزيد من تعقيد المشهد ويقلص هامش المناورة لدى الاحتلال الصهيوني، مستبعداً الرد الشامل للاحتلال داخل لبنان وضد أهداف لبنانية لـ(حزب الله)؛ لأنه يعني الدخول في مواجهة شاملة.
** تآكل الردع
وأشار المختص في الشأن الصهيوني، إلى أن عدم الرد على هذه الصواريخ يعني تأكل قوة الردع والتمهيد لفتح جبهة جديدة للفصائل الفلسطينية في لبنان، مبيناً أن الاحتلال لن يستطيع تمرير ما حدث لضخامته وخطورته والاهانة التي تسبب بها.
** سيناريوهات متوقعة
كما توقع منصور أن يأتي رد جيش الاحتلال على شكلين وهما: الأول: رد محدود بقصف لا يؤدي لدخول حزب الله في المواجهة، والثاني اغتيالات واستهداف قيادات مهمة في غزة او سوريا او لبنان، مؤكداً أن الحدود الشمالية لن تعود كما كانت عليه بعد هذا الحدث.
وكانت دوت صافرات الإنذار، اليوم الخميس 6-4-2023، في مناطق واسعة من الجليل المحتل في شمال فلسطين المحتلة.
وقال الناطق بلسان الجيش "الإسرائيلي": تفعيل صافرات الإنذار في عدة مناطق من الجليل والطلب من "الإسرائيليين" البقاء قرب الغرف الآمنة".
وذكرت قناة "كان" العبرية: أن الهجوم الصاروخي على منطقة الجليل الغربي في شمال فلسطين المحتلة لم نشهد له مثيلاً منذ حرب لبنان الثانية".
وذكرت نجمة داود الحمراء الصهيونية، أنه تم إصابة 3 مستوطنين بجروح جراء إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل المحتل./انتهى/
المصدر: فلسطين اليوم
تعليقك