وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه وخلال إحياء الليلة التاسعة من مراسم عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال السيد نصر الله إنّ “معركة الوعي تخاض منذ بداية الخليقة وتأثيرها على السلوك وعلى أفعال الانسان وإنّ الغلبة على العقل يأتي من ضعف الفهم والمعرفة، لذا يجب علينا دائمًا أن نقوي هذا الفهم”.
السيد نصر الله لفت إلى أنّه “في زمن الرسول (ص) كان الانسان يمشي يومين ليصل الى النبي (ص) ليسأله سؤال او اثنين، فأي شبهة في موضوع العقائدي او السياسي او أي موضوع على الانسان ان يسأل ويجب على العلماء والنخب ان يوضحوا فالرهان هو على المؤمنين اهل الالتزام واليقين لذلك أيّن تكن النتائج الموقف يجب ان لا يتغير”.
وحول تربية الأولاد قال السيد نصر الله: “الأبناء في المنزل لديهم الكثير من التساؤلات على الاهل واجب اجابتهم والتوضيح والتبين لهم وسيسألون عن هذا يوم القيامة”. ومقاربة مع الوضع المتردي للأسر في أميركا قال السيد نصر الله: “في الولايات المتحدة نقلًا عن عمدة لوس انجلوس قالت ان هناك 50 الف عائلة مشردة في شوارع المدينة”.
وأضاف السيد نصر الله: “الامام الصدر عندما كان يجلس مع اكاديميين كان يتكلم بطريقة اكاديمية ام عندما كان يجلس مع عامة الناس كان يتكلم بطريقة بسيطة لذا علينا ان نعتمد طريقة “السهل الممتنع” في عملية الاقناع”.
وشدّد السيد نصر الله على أنّه “من جملة الأمور في موضوع الوعي يجب عدم المساعدة في ترويج الاشاعات والاخبار الكاذبة والشبهات ولو في سياق السؤال كما أنّ هناك حرمة في بيع وشراء واقتناء كتب الضلال لمن ليس لديه تحصين”.
كما أكد السيد نصر الله وجوب عدم الاكتفاء في الدفاع في معركة الوعي، بل “يجب ان ننتقل الى الهجوم مثال في حال كان هناك سؤال عن قيمة المرأة في الإسلام نسأل عن دور المرأة في الغرب وكيف هو يقدمها”.
وعن أهمية إحياء الشعائر الحسينية قال السيد نصر الله: “من مظاهر الشعائر الحسينية إظهار الحزن، المجالس الحسينية، زيارة الامام الحسين، الذهاب مشيًا الى زيارة الامام الحسين، اطعام الناس اللطميات وهدف هذه الشعائر هو إبقاء قضية الامام الحسين حية جيل بعد جيل”. وقال: “في الآونة الأخيرة يسجل للشعائر الحسينة تطورًا كبيرًا وتحديدًا منذ عالم 1979 أي منذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران”، مشيرًا إلى أنّ: “الخط البياني للشعائر الحسيني منذ عام 1922 حتى عام 1979 كان بطيئًا، ومع انتصار الثورة الإسلامية هذا الخط اختلف واصبح صعوديًا، فمن بركات الثورة الإسلامية أعطت المجالس والشعائر الحسينية تطورًا بارزًا”.
السيد نصر الله لفت إلى ارتفاع عدد الحاضرين في المجالس خاصة في السنوات الأخيرة وقال: “يسجل بشكل واضح في السنوات الثلاثة الأخيرة اعداد الحاضرين للمجالس العاشورائية حيث يكبر ويزداد بطريقة ليس الف والفان بل 100 الف، وقد بلغ العدد في الليلة قبل الماضية للحاضرين للمجالس تجاوز 540 الف”. والمتوقع في الليالي القادمة ان يزداد عدد الحاضرين للمجالس العاشورائية وهذا طبيعي. وبالإضافة الى البعد المعنوي للحاضرين أيضًا هناك رسالة جهادية سياسية لكل الذين يراهنوا على ضعفنا.
وقال السيد نصر الله: من المظاهر التي كبرت في السنوات القليلة الماضية هي ظاهرة الاطعام والمضائف. والذي نشهده الآن “العدد الكبير في المضائف” هو جديد في لبنان وبالرغم من الوضع الاقتصادي الصعب.
السيد نصر الله توجّه بالشكر لأصحاب هذه المضائف الذين بذلوا المال ووقفوا وتعبوا فيها لإنجاحها، لافتًا إلى أنّ ما نشهده في لبنان من مضائف هذه الأيام لم يشهده لبنان في تاريخه وقد بلغ عددهم ما يقارب 850 مضيفًا. فمظهر هذه المضائف يغضب العدو ويغضب إبليس. ويجب ان تكون النية في الاطعام القربى الى الله، هذا الاطعام هو محبب وذكر الكثير من الاحاديث في استحباب هذا العمل.
وأشار السيد نصر الله إلى عدم الاسراف والتبذير في الإطعام، كما يجب ان يتناسب الإطعام الذي يوزع مع المناسبة. كذلك يجب الالتفات الى الشروط الصحية والطهارة في عمل وتوزيع الطعام. وقال: “من جملة الأمور التي تراعى مكان المضيف والصوتيات التي توضع وتبقى من الصباح حتى المساء، ونؤكد على انه يجب على الناس ان تبقى تصنع الطعام داخل المنازل وتوزعه على العوائل وهذا جيد”.
في موضوع يوم العاشر قال السيد نصر الله هناك مبان فقهية مختلفة في تحديد الهلال لذلك نجد هذا الاختلاف، ونحن اتفقنا نحن واخواننا في حركة أمل والمجلس الإسلامي والعلماء ان تكون مراسم يوم العاشر هو يوم السبت، والمطلوب يوم العاشر ايضًا من أهلنا ان يقدموا مشهدا حضاريًا متطورًا ليراه كل العالم.
المصدر: موقع المنار
/انتهى/
تعليقك