وأفادت وكالة مهر للأنباء أن الحرب على غزة ومجزرة الناس الأبرياء والمدنيين في فلسطين دخلت شهرها الثاني والتي أسفرت أيضا عن استشهاد العشرات من الصحافيين وتدمير مكاتب وسائل الإعلام الدولية التي كانت تغطي التطورات الجارية في الأراضي المحتلة.
الكيان الصهيوني وتاريخه في قتل الصحافيين وإسكات صوت الإعلام
على الرغم من أننا نشهد في الأسابيع الأخيرة ذروة المواجهة بين الكيان الصهيوني وبين الإعلام لوقف تغطية أحداث غزة إلى أقصى بقاع الأرض، ولكن هذه المواجهة أصبحت تقليد ينتهجه الكيان المحتل لإخماد صوت الإعلام ومن أجل التغطية على جرائمه الشنعاء.
فقد مرت علينا العديد من الحالات التي تظهر محاولة الكيان الصهيوني لإسكات صوت الإعلام ومنع انتشار الأخبار عن جرائمه ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، أبرزها كانت في 15 مايو 2021، تزامنا مع يوم النكبة والتي قام عندها بقصف برج الجلاء المكون من 13 طابقا كان يضم صحافيين دوليين ومكاتب بعض القنوات العالمية منها قنوات الجزيرة وأسووشيتدبرس ووكالة الصحافة الفرنسية.
يشار إلى أن برج الجلاء وإضافة إلى مكاتب وسائل الإعلام، كان يضم عيادات طبية ومكاتب قانونية ومنازل سكنية أيضا. لذا فإن الإجراء الوحشي للكيان الصهيوني على غزة بما في ذلك قصف برج الجلاء، كان، بحسب خبراء ومراقبين دوليين، هدفه إسكات أصوات وسائل الإعلام وخوفه من تفشي الحقائق التي كانت تحدث آنذاك في غزة، وهي الحقيقة المريرة التي تتكرر بشكل أشد وأبشع في الأسابيع الأخيرة على القطاع.
إلى ذلك، قام الكيان الصهيوني في هجماته الأخيرة على غزة باستهداف "برج حجي" الذي كان يضم العديد من الصحافيين مما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد منهم.
وكان الكيان الصهويني قد قام في عام 2022 باستهداف الصحافية الأميركية – الفلسطينية في قناة الجزيرة، شيرين أبوعاقلة برصاص مباشر على رأسها مما أدى إلى استشهادها. وفي العام نفسه أيضا، فتح الكيان المحتل النار على "غفران هارون، وفي عام 2018 على "أحمد أبو حسين" في مخيم جباليا بقطاع غزة مما أدى إلى استشهادهما أيضا.
لم يستهدف قصف الكيان المحتل أرواح الصحافيين الفلسطينيين فحسب، بل طال في عام 2014 "سيمونة كاملي" الصحافي الإيطالي أيضا حيث استشهد في قصف استهدف القطاع بهذا العام.
إلى ذلك أظهر التقرير الأخير للجنة حماية الصحافيين أن الكيان الصهيوني منع بعض الصحافيين اليهود المستقليين من مواصلة عملهم وقد اختفى أحد الصحافيين الإسرائيليين أيضا.
وأفادت وزارة الإعلام الفلسطينية أن 45 صحافي استشهدوا بيد الكيان الصهيوني منذ الانتفاضة الثانية لفلسطين بعام 2000 إلى مايو العام الماضي.
وتأتي هذه الجرائم التي تحدث في غياب رقابة وإدانات دولية بينما اكد منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين: إن الصحافيين أشخاص مدنيين يقومون بعمل مهم للغاية في أوقات الأزمة ولا ينبغي استهدافهم من قبل أطراف الحرب. يجب سن قوانين لضمان حياتهم من قبل جميع الأطراف والحيلولة دون موتهم في ساحات الحروب.
ويواصل الكيان الصهويني في الحرب الجارية على غزة تكرار سنته البشعة في قتل الصحافيين كان آخرهم الصحافي الفلسطيني، محمد أبو حصيرة الذي استشهد بقصف للكيان المحتل استهدف منطقتهم السكنية في 7 نوفمبر الحالي.
ومع استشهاد ابو الحصيرة، ارتفع عدد الشهداء الصحافيين منذ بدء معركة طوفان الأقصى إلى 49 شهيدا. وقبل ذلك بيوم، استشهد الصحافي الفلسطيني، محمد الجاجة وعدد من أفراد أسرته في حي النصر في غزة.
حسن إصليح الصحافي الذي أثار حفيظة الصهاينة
على الرغم من أن الصهاينة يقومون باستهداف مباني وسائل الإعلام والصحافيين بشكل عام، ولكنهم يولون اهتماما خاصا بالصحافيين الميدانيين مثل حسن إصليح الذي يقوم بتغطية الأحداث في غزة على وسائل التواصل الاجتماعي دون كلل.
لحسن إصليح نشاط دائم ومثمر على وسائل التواصل الاجتماعي إضافة إلى حضوره الميداني في الأحداث الجارية فهو يقوم بتغطية الأحداث ونشرها على حسابه في تويتر وأنستغرام. وقد شهد عدد متابعيه على "أنستغرام" تزايدا ملحوظا بعد الحرب على غزة.
ومؤخرا قام الكيان الصهيوني بنشر صورة لحسن إصليح مع يحيى السنوار، أحد كبار قادة حركة حماس تمهيدا ربما لتصفيته ومحاولة منه لإخماد صوته مثلما فعل سابقا مع غيره من الصحافيين ووسائل الإعلام.
كشف إصليح هذا المشروع الصهيوني ضده وكتب على قناته في تطبيق "تلغرام" أنه يتعرض لحملة تحريض كبيرة على وسائل الإعلام العبرية بعد تغطيته الحرب المتواصلة على غزة.
وقال: إزاء هذا التحريض الإعلامي الممنهج تجاهي لأحمل الجهات المعنية المسؤولية وأحذر من استهداف الأطقم الصحفية ووكالات الأنباء في قطاع غزة.
ولكن المفارقة المريرة في القصة هي تسريح حسن إصليح من عمله في "سي إن إن" والذي قيل إنه سببه قبلة السنوار، ولكن الخبراء يرون ان ذلك جاء بسبب تغطيته الواسعة لأحداث غزة.
إن تسريح هذا المصور والصحافي الفلسطيني من عمله في "سي إن إن" يعود إلى الأذهان التسريح العشوائي لـ16 صحافيا ومراسلا من قناة "بي بي سي" خلال الأسابيع الأخيرة بسبب دعمهم للشعب الفلسطيني المظلوم.
/انتهى/
تعليقك