وكالة مهر للأنباء – زينب رجائي: قال علي نجل الشهيد في مقابلة مع الوكالة إن الصليب الأحمر اقترح على والده ذات مرة تقديم المساعدة له إذا ما أراد الذهاب في إجازة واللقاء مع أسرته ولكن الشهيد قال: لن أعود حتى تنتهي مهمتي.
وبينما كان علي في عنفوان شبابه يتهيأ إلى الذهاب للمسجد ويرتدي زيا ملتزما دينيا، قال له أبوه ذات مرة: يا علي إعلم ان الالتزام بالدين ليس بالباس ولا بظاهرك الملتزم وإنما النجاة في أشياء أخرى.
ويواصل نجل الشهيد بسرد ذكرياته عن الوالد حيث يقول: كنت ذات مرة في المسجد أقوم بعض الأعمال الخاصة بمواكب العزاء حيث رآني والدي الشهيد وسألني هل صليت أم لا؟ أجبت لا، سأذهب للصلاة الآن.. ولكن الوالد قرأ لي حديثا مضمونه: عليك بالصلاة فإن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها.
تدريب 2000 جندي لإرسالهم إلى الحرب المفروضة
ولد الشهيد حسن إيرلو بعام 1959 وكان أكبر إخوته وله أخوان هما: حسين وأصغر واللذين استشهدا في الحرب العراقية المفروضة على إيران.
بدأ حسن تعليمه الإبتدائي في منطقة دروازه غار وسط العاصمة طهران ثم انتقل مع أسرته إلى شهر ري ثم إلى قرجك ورامين. كان حسن يعمل بعد المدرسة ليعيل أسرته الضعيفة في تكاليف المعيشة ولما أتم دراسته الثانوية كانت الثورة الإسلامية في إيران قد بدت تتجلى.
عمل الشهيد حسن في بداية الثورة الإسلامية في حراسة منظمة الإذاعة والتلفزيون ثم التحق بحرس الثورة الإسلامية. قاده حبه إلى الأسلحة إلى تعلم طريقة العمل بالسلاح في الجيش. ثم قام بتعليم ما يتعلمه إلى القوات في معسكر الإمام الحيسن لإيفادهم إلى الحرب التي كانت قد بدأت لتوها مع العراق. أصبح الشهيد حسن مدرب الأسلحة في هذا المعسكر وكان يدرب 2000 شخص على الأقل وإرسالهم إلى أنحاء مختلفة إلى البلاد.
هذه الرصاصة ستنقذني في قبري
يصاب الشهيد حسن بجروح بالغة في عملية تحرير "خرمشهر" حيث يصاب بأربع رصاصات، تبقى إحداها خلف قلبه حتى لحظة شهادته. يقول نجله علي: عندما أخذوا والدي إلى طبيب يمني تحت جهاز الأشعة، قال الطبيب يجب أن نخرج الرصاصة من جيبه، ولكن المرافقين يقولون للطبيب أن هذه الرصاصة خلف قلبه ولا يمكن استخراجها لحساسية المكان. قد كان يمكن إخراجها من مكانها ولكن الشهيد حسن كان يقول إنها رصاصة لآخرتي، فإنها ستنقذني في القبر.
مختار الضيعة في بعلبك اللبنانية
انتقل الشهيد حسن في عام 1986 مع أسرته إلى مدينة بعلبك في لبنان، كان وقتها مسؤول تدريب القوات في لبنان بمعسكر جنتا بمنطقة بقاع.
يقول نجل الشهيد عن لسان والده: كنا نسعى لشهر إلى تدريب 200 إلى 300 من قوات حزب الله ثم يقول الاحتلال بقتل ما يقارب 100 منهم خلال القصف. لقد قدمت مشروعا بإنشاء المعسكر وسط الجبال لتفادي قتل القوات.
كان لحضور الشهيد حسن آثارا وخدمات جمة على القوات اللبنانية حيث وجد مكانته في قلوب أهالي المدينة بحيث كان يقوم بحل مشاكل الأهالي إضافة إلى مهمته في تدريب القوات، فمثلا كان يرافق بعض الشباب في مراسيم خطوبتهم. استمر عطاء الشهيد على هذا النحو إلى أن قام الأهالي في بعبلك بإعطائه لقب "مختار الضيعة".
ويضيف نجل الشهيد أن صور والده لا تزال في شوارع بعلبك وفي مرقد الشهيد عباس الموسوي، الأمين السابق لحزب الله، على الرغم من مرور عامين على استشهاد الشهيد حسن.
السفير الكبير
تعود أسرة الشهيد ايرلو إلى إيران بعد 7 سنوات من العيش في لبنان. ومع بدء الهجوم السعودي على اليمن تقع على عاتقه مسؤولية جديدة، حيث يشغل منصب مسؤول الشأن اليمني في الخارجية الإيرانية ويتم تعلينه مستشارا خاصا للوزير في الشأن اليمني إلى أن يتم اختياره سفيرا في إحدى دول المنطقة.
يقول نجل الشهيد بهذا الخصوص: بسبب الأوضاع الخاصة التي مرت بها اليمن. والحصار البري والبحري والجوي على اليمن. كان من الصعب الوصول إلى المنطقة. وبالتالي بدأ مهمته في عام 2019. كان اختلافه مع باقي السفراء بأنه كان سفيرا كبيرا بمعنى سفيرا طارئا يتمتع بصلاحيات خاصة.
قوة المقاتلين الحفاة في اليمن
يواصل النجل بسرد ذكريات والده عن قوة المقاتلين في اليمن قائلا: كان والدي يقول إن اليمنيين مقاومون بشدة ويعملون بلا كلل. إنهم يقاتلون حفاة أو مرتدين أحذية بسيطة. كان والدي يقول إنهم يتمتعون بقوة ذهنية وجسدية مذهلة. يكفيك أن توجههم توجيها بسيطا حول قضية ما فإنهم سرعان ما يفهمونها باكملها.
انتهى/
تعليقك