٠١‏/٠١‏/٢٠٢٤، ٦:٣٩ م

ملف "شهيد القدس"/13؛

كاتِب لبناني لِمِهر: الشهيد سليماني عَمِلَ على إبقاء القضية الفلسطينية حيّة في ضمائر أحرار العالم

كاتِب لبناني لِمِهر: الشهيد سليماني عَمِلَ على إبقاء القضية الفلسطينية حيّة في ضمائر أحرار العالم

أكد رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، الاستاذ اللبناني معن بشور، أن الشهيد سليماني، "من القادة الذين لعبوا دوراً في إبقاء قضية فلسطين حيّة في ضمير أمتنا واحرار العالم على مدى أكثر من عقدين من الزمن بسبب تفانيه في خدمة فلسطين والانخراط في مقاومتها حيثما كانت فلسطين تنادي".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: استطاع الشهيد الحاج قاسم سليماني، بحركته المكوكية الإقليمية والدولية أن يضم أحرار العالم تحت راية المقاومة ومقارعة الاستكبار، بعيداً عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والحزبية والسياسية، فقد ترك اثاره الإبداعية في روح كل مقاوم وعلى رصاص كل مقاتل.

ويحي أحرار العالم في هذه الأيام ذكرى استشهاد هذا القائد الكبير الذي أساء وجه الاستكبار العالمي وأفشل مخططاتهم المرسومة للمنطقة.

وحول هذا الموضوع، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، المُفكِّر والكاتب السياسي الاستاذ معن بشور، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

ربط الشهيد القائد اغلب تحركاته وحركاته بالقدس وبفلسطين وبضرورة مواجهة اعداء الانسانية، اي دور برأيكم لعبه لتبقى القضية الفلسطينية حية في اذهان الجميع رغم كل التحديات والمصاعب؟

نحن من مدرسة فكرية وسياسية طالما اعتبرت ان موقفها من أي حركة أو جماعة أو قائد يرتبط بموقفه من قضية فلسطين، وهنا نرى ان الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني هو من يستحق من شرفاء أمتنا العربية والإسلامية ومن أحرار العالم كل تقديراً كبيراً، ليس فقط لأنه من القادة الذين ربطوا حياتهم بالقدس وفلسطين وبكل مقاومة انطلقت في سبيلها، بل أيضاً لأنه من القادة الذين لعبوا دوراً في إبقاء هذه القضية حيّة في ضمير أمتنا واحرار العالم على مدى أكثر من عقدين من الزمن بسبب تفانيه في خدمة فلسطين والانخراط في مقاومتها حيثما كانت فلسطين تنادي.
واليوم، وفي ذكرى استشهاده الرابعة لا نستطيع ان نستذكر مرحلة من مراحل المقاومة العربية والإسلامية المعاصرة على طريق القدس وفلسطين، إلا ونذكر دور الشهيد القائد قاسم سليماني الذي لم يكن دوراً قتالياً فقط، بل كان عقلاً سياسياً وفكرياً قادراً على تجاوز الكثير من التعقيدات التي تحيط بواقعنا العربي والإسلامي وساعياً بكل جدية الى وحدة المقاومة تحت شعار رفعناه منذ أكثر من أربعين عاماً وهو شعار "جبهة واحدة من طهران حتى الناقورة "، والتي تتحول اليوم الى جبهة تضم أيضاً صنعاء المعطاءة وشعوب امتنا الملتحمة بالمقاومة على طريق فلسطين.

مسؤول لبناني لِمِهر: الشهيد سليماني عَمِلَ على إبقاء القضية الفلسطينية حيّة في ضمائر أحرار العالم

سمي الشهيد قاسم سليماني، ب"شهيد القدس"، الى ايي حد برأيكم هذا اللقب هو انعكاس للايمان والقناعة والعقيدة التي كان يمتلكها من نتاج الثورة الإسلامية المباركة؟

اعتقد ان تسمية الحاج قاسم بشهيد القدس مرتبطة بموقعه كقائد لفيلق القدس في الحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية وهو الفيلق الذي انطلق مع بدايات الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الامام الراحل الخميني ( رحمه الله) وكان ترجمة لشعار الثورة الإسلامية منذ انطلاقتها " اليوم ايران وغداً فلسطين" وهو الشعار الذي جعلنا في لبنان، مع مجموعة من المناضلين متعددي الانتماءات ان نشكل لجان التضامن مع الشعب الإيراني في ثورته ضد حكم الشاه المرتبط بالسياسة الأميركية، ونظمنا اللقاءات والمسيرات دعماً لثورة الشعب الإيراني عشية انتصارها عام 1979 وضد الحصار الأمريكي عليها بعد تلك الثورة، وكنّا دعاة تفاهم عربي – إيراني – تركي يحفظ لهذا الأقليم كرامته واستقلاله وموارده وهويته الحضارية، ويسخّر إمكانات الامة لتحرير القدس وفلسطين .
لقد ارتبط اسم الشهيد الحاج قاسم سليماني بالقدس منذ توليه المسؤولية في فيلق القدس وبقي كذلك حتى استشهاده على يد الامبريالية الأميركية وعملائها بسبب دوره البارز في المقاومة من اجل القدس وكل فلسطين.

كيف تنظرون الى العملية الإجرامية التي استهدفت الشهيد قاسم سليماني ورفيقه الحاج ابو مهدي المهندس ورفقاء جهادهم، وعلامَ تدل هذه العملية الارهابية؟

إن استهداف الحاج الشهيد قاسم سليماني ورفيقه الحاج أبو مهدي المهندس ما كان ليكون بهذه الشراسة وبهذا الأسلوب غير المألوف عبر استخدام الطيران الحربي لاغتيال الأشخاص، الا اكبر دليل على أهمية الدور الذي كان يلعبه القائد سليماني مع قادة محور المقاومة في المنطقة والذي ما كان ممكناً ان نرى بدونه حال التفكك والهزيمة تصيب هذا الكيان هذه الأيام في غزة والضفة وجنوب لبنان وعلى يد المقاومين في اليمن والعراق وسورية، لاسيّما بعد العملية البطولية المستمرة في "طوفان الأقصى".
وحين كان رواد المقاومة في فلسطين وعلى مستوى الأمة العربية يؤكدون ان لا طريق لدحر الاحتلال ومعه المشروع الأميركي الصهيوني إلا بالمقاومة المستندة الى وحدة الأمة، وبالوحدة القائمة على قاعدة المقاومة، كان البعض يصف هؤلاء الرواد ببائعي الاحلام والاوهام، حتى بتنا نرى اليوم قوة المقاومة وقدرتها على تحرير الأرض في لبنان، ومواجهة قوة الأعداء الصهاينة وحلفائه، وصمود سورية، وبطولات اليمن، والثأر العراقي من الاحتلال، وحركة تضامن الامة العربية والإسلامية على نحو جعل الكثيرين يعتقدون ان عالماً جديداً يولد من رحم بطولات غزة وفلسطين وجنوب لبنان.
صحيح انه لم يكن لي شرف التعرف الشخصي على القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، لكنني كنت دائماً متابعاً لدوره في دعم المقاومة في اكثر من ساحة من ساحات الإقليم العربي الاسلامي مما جعلني احمل له تقديراً خاصاً لاسيّما حين كنت اسمع عنه اراء وأفكار تسعى لوحدة الامة وتجاوز كل الصراعات العبثية التي طالما هدرت طاقاتنا وأضعفت قوانا وخدمت اعداءنا.

/انتهى/

رمز الخبر 1939943

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha