٢٩‏/٠٢‏/٢٠٢٤، ٩:٠٨ م

وزير لبناني لِمِهر:

الاحتمالات مفتوحة ولن يقوى العدو على تحمل نتائج توسيع الحرب

الاحتمالات مفتوحة ولن يقوى العدو على تحمل نتائج توسيع الحرب

قال النائب والوزير اللبناني السابق الحاج، محمد فنيش: "نحن في مواجهة مع العدو الصهيوني، مساندة لشعب فلسطين ولمقاومته في قطاع غزة، ودفعا للمخاطر التي يمثلها العدو"، مشيراً إلى أن "المقاومة تملك من وسائل الرد ما لا يقدر العدو على تجاهله، وما أظهرته المقاومة هو القليل نسبياً".

وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: نجحت قيادة المقاومة في لبنان منذ اليوم التالي لعملية "طوفان الاقصى" برسم نهج واضح للتعامل مع التطورات والتحولات الامنية والعسكرية ان كان على الجبهة الجنوبية على الحدود مع فلسطين المحتلة او مع دول محور المقاومة؛ فبحسب كل اعتداء يتجاوز حدود النطاق العسكري يتم الرد وتُحدّد الاهداف.

وشهدنا في المرحلة الاخيرة، تطور على مستوى الردود من حيث الكم والأسلحة والأماكن المستهدفة، نظراً للازدياد بوتيرة اعتداءات العدو في غزة وخارجها.

وحول التطورات الحاصلة، وما يسمى بالخطوط الحمراء عند العدو، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع النائب والوزير اللبناني السابق الحاج، محمد فنيش، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

هل سقوط الضحيتين الطفله والسيده، سيكون فاتحه لردٍ قاسٍ من قبل المقاومه، في تطبيق للمعادله الأخيره التي طرحها سماحة السيد حسن نصرالله؟

نحن في مواجهة مع العدو الصهيوني، مساندة لشعب فلسطين ولمقاومته في قطاع غزة، ودفعا للمخاطر التي يمثلها العدو بنواياه وتجهيزاته واستعداداته على الحدود مع لبنان، ويهدد من خلالها ومن خلال تصريحات قادته بلدنا ومقاومته، وكذلك طبيعته العدوانية ومشروعه التوسعي المبني على معتقداته الاستعلائية الباطلة، وعلى مطامعه في ارضنا ومياهنا وثرواتنا.

لقد رسمت قيادة المقاومة في لبنان منذ اليوم التالي لعملية " طوفان الاقصى " نهجا للتعامل مع التطورات الامنية والعسكرية الجارية انطلاقا من ادراكها للحقائق السالفة سواء المتأتية من الحرب الهمجية التي يشنها العدو على أهل غزة أو من التهديدات التي يطلقها ضد المقاومة في لبنان.

المقاومة تعمل وفقت لهذا النهج، فبحسب كل اعتداء يتجاوز حدود النطاق العسكري يتم الرد وتُحدّد الاهداف.
وكما حصل منذ الثامن من تشرين الأول للعام 2023 المقاومة في لبنان هي التي تختار التوقيت وشكل الرد والوسائل والحدود التي تدعم فيها المقاومة في غزة وتحمي من خلالها امن الوطن والاهالي وتصون مصالحهم.

بالتأكيد لن تمر تجاوزات العدوان للخطوط المرسومة والمحصورة في الميدان العسكري للمواجهة القائمة بدون رد مناسب.

طُرح أنّ ضربة الغازيه الأخيره، كانت تعبير عن انفعال العدو ، كردّْ فعل على المسيّره المحّمله بالمتفجرات، والتي وصلت الى خمسين كيلومترا في العمق، خلف بحيرة طبريا. ما تعليقكم على هذه الطروحات؟

واضح من تصرفات وعنتريات تصريحات مسؤولي العدو السياسسين او العسكريين، انهم يعانون الارباك والضيق بفعل تأثير ضربات المجاهدين في لبنان وما تلحقه من خسائر واصابات بآلياته ومواقعه وتجهيزاته العسكرية والتقنية، والاهم بحياة جنوده وضباطه، فيلجأ الجيش الصهيوني الى اعتداءات تتجاوز احياناً حدود وميدان المواجهة العسكرية الى بعض الاهداف ذات الطبيعة المدنية، والقصد من ذلك التهويل على بيئة المقاومة والنيل من صمود المجتمع الحاضن للمقاومة والتأثير على قرار قيادة المقاومة وعزيمتها، لكن النتائج تعاكس رغبات مسؤولي العدو ويفاجئه شدّة صبر مجتمع المقاومة وشجاعة وكفاءة مجاهديها وتنوع وحجم قدراتهم والردود التي تناسب مع حجم التجاوزات وطبيعتها فكلما اعاد العدو تكرار تخطيه لما رسمته المقاومة من حدود وضوابط اشتباك يأتيه الرد الموجع الذي يحبط مراميه والامثلة واضحة منها:

أ_ اسقاط المقاومة مؤخراً لطائرة مسيرة يعتبرها العدو من مفخرة صناعاته العسكرية النوعية بواسطة صاروخ "أرض - جو" وهذا يدل على تطور نوعي في الرد على استهداف منشآت مدنية، وتجاوز المدى الجغرافي للاشتباك القائم.

ب - استهداف المقاومة لقواعد تبعد ستة عشر كيلو متراً عن الحدود مع لبنان وكذلك مراكز قيادة لفرق عسكرية في الجليل او الجولان.

كل رسائل التهويل، و كل هذا الكم من الموفدين الأجانب، والمقاومة صلبة وثابتة على موقفها الداعم لفلسطين والمترافق مع يقين راسخ بالنصر ، معالي الوزير! ما سر هذا الوقف وهذه الطمأنينة؟

السر يكمن في ثقافة المقاومة ومنهجها التربوي وفكرها ومعتقدها القائم على العبودية المطلقة لله، وتوحيده، والاخلاص في عبادته والالتزام برسالة النبي محمد (ص) وما اتى به الانبياء والرسل من قيم الحق والخير والصلاح للانسان. والحياة هي من صنع الله ورهن مشيئته. فالله هو الخالق والصانع والقادر والمدير والناصر والمعين وهو العزيز الحكيم.
واستحقاق الرضا والنصر المبين يوجب مع العبودية والطاعة المطلقة لله صدق العبادة، وسلوك طريق الحق والفضائل والتحرر من اسر الدنيا وملذاتها والانغماس في شهواتها ومنزلقات الرذائل، ومصاديق ذلك ما يلتزمه المؤمن من منهج عبادي روحاني وما يرديه ويتحمله من مسؤوليات تجاه مجتمعه ووطنه وامته والانسانية جمعاء، فالدفاع عن الارض وامن الوطن وصون المقدسات ونصرة القضايا العادلة والانتصار للمظلومين والاعداد والاستعداد الدائمين وامتلاك ما يعزز قدرة المقاومة ودورها وفعالية حضورها وثبات وكفاءة وبأس مجاهديها.
هذه اضاءة على ما يفسر يقين قيادة المقاومة ورجالها ومجتمعها، والحافز إلى عدم الاصغاء واللامبالاة بما يصدر عن العدو من تهديدات وما يحمله الموفدون من رسائل لا تخدم في مضمونها الا مصلحة العدو واستمرار إجرامه بحق اهلنا في غزة والضفة وان زعم هؤلاء انهم يسعون الى عدم التصعيد والتهدئة في لبنان.

من يسلك طريق الحق ويقتدي بنهج الامام الحسين "ع" ويتبع خط الولي القائد ويعد ما استطاع من قوة لا يأبه لتمويل وهو على يقين من السنن الالهية وما حوته من قواعد تغيير واصلاح ومواجهة؛ "إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ" سورة محمد الآية 7. "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ "سورة الانفال الآية 60. "قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحْدَى ٱلْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٍۢ مِّنْ عِندِهِۦٓ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ" سورة التوبة الآية 52. " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " سورة الرعد الآية 11.

الوعي والايمان وعدالة القضية التي تدافع عنها المقاومة يفسر سبب اطمئنانها ويقينها بقيادة المقاومة.


كثير من العمليات في الجنوب، لا تتبناها المقاومه في بياناتها اليوميه، مثل عملية صفد الثانيه، مسيّرة طبريا، مسيّرة عكّا. برأيكم متى يتم اعتماد قاعدة الغموض بالنسبة للمقاومه؟

المقاومة في الاعلام الحربي نهجها وأداؤها كما في الميدان والسياسة. ويتميز اداؤها الاعلامي بالصدقية التي تخدم اهدافها وتراكم الثقة بأدائها.
وما يصدر عنها من مواقف تخدم اهداف المواجهة وتحقق مصلحة مشروعها والغاية من ضرباتها فهي مسؤولة عما تعلنه وتتبناه وليست مسؤولة عما لا يصدر عنها ولم تقله او تتبناه.

فاذا صدر عنها بيان بتبني عملية ما يثق المتابعون بصدقية بيانها بكل مضامينه، وسبب ذلك يعود الى تراكم تجربة طويلة تعرف فيها الناس والمهتمون على طريقة ومنهج عمل المقاومة في قول الحق والصدق في الاعلام وغيره، وحتى الرأي العام الصهيوني يثق بما يصدر عن قيادة المقاومة وتعلنه أكثر من ثقته بما يعلنه مسؤولوه.

فاذا لم يصدر عن المقاومة اعلان تبني عملية ما أو نفي تبنيها فذلك عائد لتقدير القيادة وتشخيصها للمصلحة المرجوة ولا يقدم فائدة للعدو.

توسع الحرب باتجاه العمق اللبناني من قبل العدو مقرونا باستهداف المدنيين، مقابل أداء حكيم ومسؤول من قبل المقاومه وطرح سماحة السيد حسن نصرالله لمعادلة كريات شمونه حتى إيلات، هل هناك فرصه جديّه لتوسع الحرب، أم أنّ الإيقاع لا زال مضبوطا؟

لا تزال الأمور مضبوطة الى حد ما، وان توسعت أحيانا مديات القصف وحصلت بعض الاستهدافات المدنية تواجهها المقاومة بالرد وفقا لما اعلنه سماحة السيد حسن نصر الله.
إن توسع العدو بالقصف والاستهداف، المقاومة ستوسع ردها واستهدافها.

الاحتمالات مفتوحة والمقاومة على جهوزية تامة ومتابعة دقيقة ويقظة، وتملك من وسائل الرد ما لا يقدر العدو على تجاهله. وما اظهرته من قدراتها هو القليل نسبيا. لن يقوى العدو ولا داعموه الاميركيون على تحمل نتائج توسيع الحرب والانزلاق نحو مواجهة مفتوحة.

/انتهى/

رمز الخبر 1941917

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha