وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنّه بدأ الرئيس الإيراني آية الله إبراهيم رئيسي، الذي سافر إلى الجزائر اليوم السبت من أجل المشاركة في الدورة السابعة لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز وعقد لقاءات ثنائية رسمية، خطابه في القمة منذ دقائق.
وأعرب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال كلمته عن شكره لدولة قطر على رئاستها للدورة الماضية، وبارك للرئيس الجزائري بمناسبة رئاسة بلاده واستضافتها المميزة لهذه الدورة، وبدأ حديثه بالإشارة إلى الحرب في فلسطين، حيث قال: "تُعدّ فلسطين اليوم قضية مهمة للعالم الإسلامي والبشرية جمعاء. إنّ نظام الهيمنة الغربي الذي تأسس على أساس استعمار الشعوب أصبح اليوم أضعف من أيّ وقت مضى وفقد معناه."
وتابع قائلاً: "إنّ تأسيس الكيان الصهيوني كان مشروعًا استعماريًا للحفاظ على هيمنة ونفوذ الغرب في منطقتنا، لكن بفضل مقاومة الفلسطينيين، تهاوت الأعمدة الزجاجية لهذا المشروع"، مبينا: "إنّ الحرب الحالية في فلسطين هي صراع بين محور الشر ومحور الشرف. وليعلم الذين يلتزمون الصمت اليوم أمام جرائم الصهاينة أنّهم سيُلاقون حتماً صفعة قوية غدًا، لأن فلسطين يعد اليوم معيارًا للإنسانية والأخلاق والضمير على مستوى البشرية."
وأضاف رئيسي: "اليوم، يفشل مجلس الأمن الدولي في تحقيق وقف إطلاق النار بسبب دعم الولايات المتحدة غير المحدود لآلة الحرب الصهيونية"، وتابع: "لقد بذلت أمريكا قصارى جهدها لدعم الإرهاب المنظم للكيان الصهيوني، وإن كانت الولايات المتحدة وأوروبا تسعيان حقًا إلى السلام والأمن الدوليين، فعليهما التخلي عن الكذب والنفاق ووقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني."
وأضاف رئيسي في هذا الإجتماع: "على الولايات المتحدة الاستماع لصوت مواطنيها الرافضين للإبادة الجماعية في غزة وتكف عن دعم الكيان الصهيوني"، مضيفا: "الاغتيال المتواصل للفلسطينيين والحصار المستمر لقطاع غزة يجريان في ظل الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني وان هذا الكيان لا يلتزم بأي مواثيق دولية".
وأشار إلى أنّ "الصيحات التي تطالب بتحقيق العدالة للشعب المظلوم في غزة ترتفع من جميع أنحاء العالم، من أمريكا اللاتينية إلى إفريقيا وأوروبا". وقال: "إنّ كارثة قتل العشرات من الناس الأبرياء والجائعين الذين تجمعوا للحصول على الطعام من قبل جيش الكيان الصهيوني الإرهابي، لا تُحمل وتتطلب ردّاً رادعاً على المستوى الدولي. لقد مضى الآن ما يقارب الـ 5 أشهر، ولا يزال أحرار العالم في مختلف البلدان يخرجون إلى الشوارع احتجاجًا على جرائم الكيان الصهيوني ودعم الولايات المتحدة له، ولم يفقدوا الأمل."
وأضاف رئيس الجمهورية قائلاً: "إنّ صرخة أحرار العالم المستمرة والتي لا تعرف الكلل، تنادي وتقول أوقفوا قتل الأطفال. ارفعوا الحصار عن شعب غزة. لا تمنعوا الماء والغذاء والدواء عن شعب غزة المظلوم. أوقفوا الأعمال المناهضة لحقوق الإنسان المتمثلة في قصف المستشفيات. امتنعوا عن مهاجمة مراكز الإغاثة الدولية ومكاتب الأمم المتحدة والصليب الأحمر. لا تقتلوا الصحفيين. اعلموا أنّ صوت الشعب الفلسطيني المظلوم والقوي لا يمكن إسكاته."
وتابع قائلاً: "أودّ، نيابة عن الشعب الإيراني البطل، أن أعرب عن خالص تقديري وامتناني لإخواني الأعزاء في جميع أنحاء جبهة المقاومة، خاصةً حماس والجهاد الإسلامي، وكذلك حزب الله اللبناني الشامخ وأبطال اليمن، وكل إنسان حر اتخذ مواقف شريفة بشجاعة ضد الحرب الصهونية الدموية وقتل الشعب الفلسطيني بوحشية"، وأكد على أنّ "الكيان الصهيوني لم ينجح في تحقيق أيّ من أهدافه، وقد أثبت الشعب الفلسطيني أنّ الدم ينتصر على السيف."
وأكد رئيسي، في إشارة إلى مقترحات الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن الحرب في غزة، على ضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة وإرسال المساعدات الإنسانية، ومحاكمة مرتكبي الجرائم من إسرائيل والولايات المتحدة وداعميهما في محكمة دولية مختصة، وفرض حظر عالمي على الكيان الصهيوني، وقطع العلاقات بشكل كامل مع هذا الكيان، سواء كانت هذه العلاقات علنية أو سرية، وهو أقل ما يمكن توقعه من الدول والشعوب.
وأوضح رئيسي أنّ استراتيجية إيران الإقليمية تقوم على زيادة إنتاج وتصدير الغاز الطبيعي، وضمان وصول دول المنطقة إلى هذا المصدر النظيف من الطاقة بشكل أكبر، وأشار إلى أنّ إيران تسعى إلى لعب دور متناسب مع قدراتها في سوق الغاز العالمي، وذلك من خلال توسيع التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف في هذا المجال.
وتابع قائلاً: "نحن مستعدون لأن نصبح مركزًا للطاقة، وأن نكون مسارًا آمنًا لتوزيع ونقل الغاز بين المنتجين وأسواق الاستهلاك"، ودعا المستثمرين الدوليين والدول الأعضاء في "منتدى الدول المصدرة للغاز" (GECF) للمشاركة في مشاريع قطاع الطاقة والغاز في إيران، وقال: "لقد خلقت القدرات التي تم إنشاؤها في صناعة الغاز الإيرانية بيئة مناسبة للتعاون بين دول GECF في مختلف المجالات التي تتعلق بالغاز الطبيعي."
وأكمل: "في المجالات العلمية والاستفادة من التكنولوجيا القائمة على المعرفة، أود أيضًا أن أشير إلى أن الشركات الإيرانية القائمة على المعرفة يمكنها خلق شراكات وأمثلة ناجحة على شكل نماذج جديدة في التفاعل مع الدول الأعضاء في المنتدى، وعلى هذا الأساس، تدعو الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدول الأعضاء في المنتدى إلى بدء تعاون منظم للاستثمار المشترك في مجال صناعة الغاز، وتبادل المعلومات والخبرات في مجال استخراج الغاز ومعالجته ونقله وتجارته والتقنيات ذات الصلة."
واقترح رئيسي قائلاً: "للاستفادة من قدرات بعضنا البعض، من الجيد أن تقوم أمانة المنتدى بإنشاء آلية لتبادل المعرفة التقنیة والخبرات في مجال صناعة الغاز بين الدول الأعضاء".
/انتهى/
تعليقك