وكالة مهر للأنباء- القسم الدولي، اليوم الثلاثاء، 26 مارس 2024، من قلب العاصمة الايرانية طهران، يبدأ التجمع القرآني الكبير الداعم للشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة والمندد بجرائم الاحتلال الصهيوني في غزة رسمياً بتلاوة القرآن الكريم، وذلك تيمنا بذكرى ميلاد الامام الحسن المجتبى عليه السلام.
يبدأ الناس بالتوافد إلى ملعب ازادي حاملين الاعلام الايرانية والفلسطينية وبعض الاعلام الملونة بهذه المناسبة، تبدأ الأناشيد أيضًا ويظهر الناس سعادتهم مع كل نقرة، بل وينسقون إيقاع الأيدي مع إيقاعات الأناشيد. وتتراقص الأعلام الملونة حول الملعب ويتردد صدى الصيحات والهتافات لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم.
أم تحمل ابنها الصغير بيد والعلم الفلسطيني باليد الأخرى تخليدًا لذكرى الأطفال الفلسطينيين المضطهدين، وتنضم إلى الجماهير وهي تبحث عن مكان للجلوس. رجل عجوز يخرج كيسًا صغيرًا من الشوكولاتة ويوزعها على الناس حول كرسيه. زوجان شابان يسليان طفلهما الرضيع من خلال اللعب، كل شيء يبدو دافئًا وجميلًا هنا.
شهداء طوفان الأقصى ضيوف في التجمع القرآني المهيب
هنا في الملعب وعلى المقاعد تم وضع صناديق خاصة للضيافة، حتى لا يضطر الصائمون إلى الخروج خارج الملعب لتناول الإفطار بعد انتهاء الاحتفال، وطبعا إذا كان لديهم طفل صغير، يتناولون وجبة خفيفة، كما تم ترتيب الكراسي حول العشب وتم رسم سياج من الزهور الملونة حول الأرض.
وفي المنتصف، في وسط العشب الأخضر للملعب، تم تزيين منصة الأداء أيضًا بالورود، ومن الأعلى، يمكن رؤية الأشخاص الذين يأتون ويذهبون إلى هناك صغارًا وغير واضحين تمامًا. وفي ذلك الجانب من الملعب، حيث يسميه لاعبو كرة القدم واجهة المدرج، توجد راية كبيرة عليها القرآن الكريم، مع العلم الإيراني من جهة والعلم الفلسطيني من جهة أخرى. لكن المشهد الأكثر إثارة للإعجاب هو ما حدث على المدرجان أمام المنصة؛ حيث تم تخصيص أربعة صفوف من المقاعد لصور الشهداء.
لا يمكن رؤيتها من هنا، لكن القنوات الإخبارية تقول أن الصور لشهداء طوفان الأقصى. هل شهداء غزة ضيوف أم مضيفون؟ أياً كانوا، فإن وجودهم أعطى شعوراً غريباً لهذا التجمع العظيم.
الحاضرون يسألون الله عز وجل تحرير غزة بحق كريم أهل البيت
الساعة 17:20 ونهاية التجمع قد اقتربت. في هذا الوقت يطلب المقدم من الناس أن يرفعوا المصحف وأعلام غزة بأيديهم وأن يصمتوا للحظات. ويدخل الملعب في صمت تام. الموسيقى العربية هذا سلام تعزف في الهواء. تخليدا لذكرى النساء والأطفال والأبرياء في غزة، يطير الحمام الأبيض من الجانب الأيسر من الأرض. ومن وجوه وعيون الرجال والنساء الدامعة، يمكنك قراءة أفكارهم؛ وكأن كل جرائم إسرائيل ووجوه الفلسطينيين المتألمة مرت فجأة أمام أعينهم، ومنهم من لم يتحمل الصمت ليكسره بالصراخ.
والآن يقفون لإبداء دعمهم لغزة والقضاء على الكيان الصهيوني بقبضاتهم المشدودة. احد الاطفال الحاضرين، محمد رضا، يوضح سبب قدومه قائلاً: "جئت إلى هنا لأصلي من أجل أطفال غزة"، تقول أم لأسرة مكونة من أربعة أفراد عند سماعها كلمة غزة: "نحن نتابع أخبار غزة، ورؤية هذه الجرائم تملأنا بالألم والجراح، ولكن ليس أمامنا إلا الدعاء؛ اتمنى اننا نستطيع…"
يقول مصطفى، شاب يبلغ من العمر 30 عامًا جاء مع ولديه: "ليلة يلدا، والنوروز، وعطلة شعبان، والآن إفطار رمضان، واحتفال بمولد الإمام الحسن، في هذه الأشهر القليلة، كل سعادتنا كانت تحت الصفر في ظل الحزن على غزة. قلوبنا مع أطفال غزة وشعبها الأبرياء، ولكن ليس هناك ما يمكننا القيام به، ولكن اسمحوا لي أن أقول إن الكثير من الناس لا يتوانون عن التضحية من أجل حرية فلسطين... ميلاد هو الإمام الحسن؛ قلوبنا سعيدة ولكنها في ذات الوقت تتألم، ونسأل كريم أهل البيت أن يساعد في علاج هذا الألم العالمي الذي نعيشه".
تعليقك