وكالة مهر للأنباء_ الدكتور عدنان منصور: ما جرى في مجدل شمس ليس الا عمل عسكري اسرائيلي مباشر تهدف إسرائيل من ورائه تحقيق عدة اهداف:
- ايجاد شرخ بين المقاومة و ابناء الطائفة الدرزية الكريمة في لبنان وفلسطين وسورية، وتأليبهم عليها، وذلك من خلال اثارة العدو عبر عملائه وأجهزته للنعرات الطائفية والسياسية.
- إبعاد العدو الأنظار عن المجازر المتواصلة التي يرتكبها في غزة، وتسليط الضوء على ما حصل في الملعب الرياضي في مجدل شمس.
- إنتهاز العدو الفرصة للقيام بحملة إعلامية مغرضة تحمل مسؤولية ما جرى للمقاومة.
- هل يعقل ان تقوم المقاومة بقصف قرية عربية لها مواقفها الثابتة والمشرفة من الاحتلال منذ أيام سلطان باشا الأطرش وحتى الٱن، لا سيما وانها تتعلق بطائفة ما كان انتماؤها يوما إلا لعروبتها ووطنها وامتها، فيما تاريخها الوطني العروبي حافل بثوراتها ضد الاحتلال الاجنبي، ورفضا للاحتلال الاسرائيلي؟!
- حذار مما يبيته العدو وما يعمل عليه لتفتيت النسيج الوطني والقومي بين ابناء المنطقة المشرقية. فهذا اسلوب قذر تعود عليه لضرب الطوائف ببعضها البعض.
_ في 8 حزيران1967 كانت باخرة التجسس الاميركية ليبرتي مقابل مدينة العريش، حيث شهدت وسجلت تصفية الجنود الاسرائيليين لعشرات الاسرى المصريين. ما كان على القيادة العسكرية الاسرائيلية الا ان تقصف الباخرة بحرا وجوا، بغية طمس المعلومات والحقائق عن المجازر التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي بحق الاسرى المصريين. أدى القصف الى مقتل 34 بحارا اميركية وعشرات الجرحى من طاقمها. ادعت اسرائيل انها قصفت الباخرة عن طريق الخطأ، رغم انها كانت ترفع العلم الاميركي، وكانت واضحة للعيان.
طلبت اسرائيل بسرعة من الرئيس الاميركي جونسون لفلفة الموضوع، وكان لها ما ارادت. إذ امر جونسون بعد ساعات قليلة من الحادث باغراق الباخرة على الفور، واغراق الاسرار معها.
لم يتم التساؤل بشانها في ما بعد داخل الكونغرس، ولم تقم الادارة الاميركية بتشكيل اية لجنة للتحقيق في ما جرى.
تقوم إسرائيل اليوم بعدوان موصوف، لكن هذه المرة على بلدة مجدل شمس، لتحمل الٱخرين المسؤولية وتكون مجدل شمس مفتاحا لعدوان كبير على لبنان ترافقه حملة إعلامية مغرضة ومركزة.
على الجميع أن يتدارك ما يخطط له العدو، ويتنبه الى سياساته. الكل مسؤول، وعليه التحلي بالوعي والحكمة لافشال مؤامرات اسرائيل التي أضحت مكشوفة لمن لديه ذرة من البصيرة.
بقلم: وزير الخارجية اللبناني السابق الدكتور عدنان منصور
/انتهى/
تعليقك