وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن وهذه الاستراتيجية التي تمثل توافقا عميقا بين فصائل المقاومة في العراق وعموم المنطقة، أسهمت في الحد من الاستهداف الأمريكي المباشر للعراق، الذي لطالما واجه تحديات سياسية وأمنية نتيجة التدخلات الخارجية.
ومع تنامي قدرات الأجهزة الأمنية العراقية على المستوى العسكري والاستخباري، وتراجع تهديد تنظيم داعش الإرهابي، أصبحت الولايات المتحدة تعتمد على أدوات ضغط بديلة.
خطة وحدة الساحات، التي تعكس التنسيق بين فصائل المقاومة في العراق ودول أخرى في المنطقة، نجحت في تغيير قواعد اللعبة من خلال فرضها تحديات إضافية على الولايات المتحدة، خاصة أنها لا تستطيع فتح جبهة جديدة في العراق مع انشغالها بتطورات الأوضاع في مناطق أخرى".
وحول الموضوع يقول عضو تحالف نبني علي الزبيدي إن "تنظيم داعش الإرهابي لا يمكنه القيام بتهديد جدي وخطير للعراق بظل الظروف الحالية خاصة مع اكتساب الأجهزة الأمنية المزيد من القوة العسكرية والاستخبارية خلال السنوات القليلة الماضية"، مبيناً أن "التنظيم ليس أكثر من ورقة ضغط تستخدمها الولايات المتحدة تليها ورقة الدولار وورقة تحريك الشارع للضغط على الحكومات وتحقيق مصالحها الخاصة".
وأضاف، أن " تنظيم داعش الإرهابي أصبح ورقة خاسرة، حيث أن واشنطن منشغلة بغزة ولبنان واليمن وهذه الجهات كافية عليها ولا تستطيع فتح جبهة جديدة"، لافتاً إلى أن "الارهاب بات فزاعة غير مجدية تستخدمها الولايات المتحدة ضد العراق وشعوب المنطقة".
وأشار إلى أن "أمريكا غير جادة في قضية الانسحاب من العراق، وترامب رجل أعمال لا كلمة ولا عهد له ولا يحترم الدول الأخرى وبالتحديد الدول الضعيفة، وخير دليل على ذلك أن إيران لم تقدم أية تنازلات للولايات المتحدة طيلة المفاوضات النووية السابقة واستطاعت انتزاع ما تريده بفضل قوة المفاوض الإيراني وتمسكه الحاد بمبادئ بلاده".
وبشأن الموضوع يقول المحلل السياسي ابراهيم السراج إن " وحدة الساحات لعبت دورا حاسما في تعزيز قوة المقاومة في العراق"، مشيرا إلى أن " المقاومة أصبحت ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن القومي والاستقرار السياسي في البلاد".
وأوضح أن " مشاريع الولايات المتحدة في المنطقة تستهدف فصائل المقاومة بشكل مباشر ما يجعل عملية توحيد الفصائل وتكاملها ضمن إطار وحدة الساحات أمرا استراتيجيا"، مؤكدا انها " وسيلة فعالة للرد على أي عدوان خارجي".
وأشار إلى أن " القلق الأميركي والصهيوني والبريطاني يتزايد بسبب التفاهمات الكبيرة بين محور المقاومة، الذي يرى أن المعركة ضد الهيمنة الصهيونية والأميركية غير قابلة للتجزئة، سواء في لبنان، اليمن، العراق، سوريا، أو فلسطين".
ولفت إلى أن " وحدة الساحات تمثل استراتيجية كبرى في مواجهة المخططات العدائية، وتعزز صمود شعوب المنطقة".
تعد وحدة الساحات عاملا رئيسيا في تحييد الاستهداف الأمريكي للعراق، حيث فرضت واقعًا جديدا حدّ من قدرة واشنطن على توظيف أدواتها التقليدية في المنطقة.
ومع تزايد التنسيق بين فصائل المقاومة، تبقى وحدة الساحات أداة استراتيجية لتعزيز الاستقرار وإفشال المخططات الأمريكية.
/انتهى/
تعليقك