٢٤‏/٠١‏/٢٠٢٥، ٢:٣٩ م

بزشكيان: ايران وروسيا لن تستسلما لمطالب الطماحين /إيران لا تسعى للحرب

بزشكيان: ايران وروسيا لن تستسلما لمطالب الطماحين /إيران لا تسعى للحرب

صرح الرئيس الايراني مسعود بزشكيان ان الاتفاقية الاستراتيجية طويلة الأمد مع روسيا تظهر أن روسيا وإيران لن تستسلما للمطالب التي يريدها الطماحون، بل أنهما قادرتان على توسيع السياسات وارساء السلام والأمن وتطوير التنمية والاقتصاد في المنطقة.

وكالة مهر للأنباء: خلال زيارة الرئيس بزشكيان الى روسيا مؤخرا، وفي حوار له مع القناة الاول بالتلفزيون الروسي ، أوضح الرئيس الايراني مسعود بزشكيان أهمية توقيع اتفاقية استراتيجية شاملة بين البلدين وخطط إيران وروسيا لتعميق وتوسيع التعاون الثنائي.

وأشار الرئيس الايراني الى ان هذا الاتفاق يحتوي على 47 بندا، حيث تتناول بنود 12 إلى 13 منه الى المناقشات الأمنية والسياسية،والتعاون في استقرار امن البلدين وامن المنطقة والجيران و التدخلات الخارجية في المنطقة، كما تناولت البنود من 19 إلى 40 مناقشات اقتصادية وتطوير التعاون في مجالات السكك الحديدية والطرق التجارية والطاقة والكهرباء، والأعمال التي يمكن أن نقوم بها معا في هذا الصدد، بالاضافة الى التعاون في مجالات اخرى بما فيها الثقافية والعلمية والاقتصادية.

وعن الادعاءات بأن الولايات المتحدة أو الكيان الاسرائيلي قد يقوم بعمل عسكري ضد إيران، وعن احتمالية تشكيل دفاع وتعاون مشترك بين إيران وروسيا في هذا الخصوص، اوضح بزشكيان انه ووفقا لبنود الاتفاق الثنائي الموقع مؤخرا،"انه إذا هاجمت دولة أخرى إيران أو روسيا، فإننا ملتزمون بعدم التعاون مع الدولة المهاجمة بأي شكل من الأشكال وعدم السماح بحدوث ذلك."

واستطرد في هذا الاطار،" ان تفاصيل ذلك ستحددها العمليات والاتفاقيات القادمة، وبشكل عام، هناك بنود في اتجاه الاتفاقيات ينبغي أن نبرمها معا، لكن ذلك أدى إلى إمكانية أن يكون لدى البلدين خطة تنفيذ معا لاحقا، وتم تشكيل اتفاقيات في مختلف المجالات ومنها الامنية وتتطلب المزيد من العمل لتصبح عمليات تشغيلية."

فهل سيكون لديكم أي محادثات في المجال الأمني في المستقبل؟

قطعاً. وفي كل المجالات التي ذكرناها، تم التوصل إلى اتفاقيات تحتاج إلى مزيد من العمل لتحويلها إلى إجراءات تنفيذية.

في حالة قيام الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، إلى جانب ممارسة الإرهاب الاقتصادي ضد إيران، باغتيال شخصيات بارزة مثل الجنرال سليماني أو اغتيال ضيفك الأجنبي أثناء زيارته لبلدك في زيارة رسمية، فإن المجتمع الدولي ليس فقط لا تدين هذه الأفعال، بل على العكس من ذلك، تتهم إيران بدعم الإرهاب، وهي دولة تتعاون بشكل مستمر مع المجتمع الدولي وأعلنت مرارا وتكرارا وبشكل واضح أنها لا تسعى أبدا إلى امتلاك أسلحة نووية. لماذا أظهرت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مثل هذا ضبط النفس ولم ترد بصراحة على هذه الاتهامات؟

من الواضح أن الاتجاه الذي يتبعونه، سواء كان الكيان الصهيوني في غزة أو الأميركيين والكيان الصهيوني نفسه في بلادنا والعراق، هو اغتيال قادتنا وعلمائنا بحجة أنهم يقومون بأعمال إرهابية أو حضورهم في المنطقة وهذا خلق حالة من انعدام الأمن! والآن انظروا إلى العملية التي ينفذها الكيان الصهيوني في غزة ولبنان وسوريا خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية حيث لم يلتزم بأية قواعد أو قوانين دولية. فهو ينفذ عمليات الاغتيال والتفجير بسهولة، وأميركا وأوروبا تدافعان عنه بقوة.

لم يسمح أي إطار أو قانون دولي لأي دولة بقصف وقتل الأبرياء حتى في الحرب، ولكن الصهاينة يفعلون ذلك بسهولة، وأولئك الذين يدعون احترام حقوق الإنسان ويدعون اتباع الأطر الدولية وهم يؤيدون الديمقراطية وحقوق الإنسان ولكنهم أظهروا أنهم ضد مطالبهم. وصل الأمر إلى أن تدينهم محكمة لاهاي وتحاكم قادتهم، ولكن أميركا والأوروبيين لم يكتفوا بالدفاع عن الكيان الصهيوني، بل واصلوا دعم الإرهاب. بل يجهزونه ويسلحونه ويدعمونه للاستمرار في هذه الجرائم، ثم عندما يجلسون على رأس الأمم المتحدة والمنظمات الأخرى يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام!

لو كانوا صادقين في أقوالهم يجب عليهم أن يجيئوا بوثيقة واحدة لتثبت أن الإيرانيين هم الذين بدأوا الحرب في مكان ما! يجب أن يثبتوا أن الإيرانيين متورطون في عمليات اغتيال في بلدان أخرى! بل على العكس ان منفذي الاغتيالات إما هم أنفسهم أو داعش الارهابي الذي هم أوجدوه، لكنهم يسيطرون على وسائل الإعلام ويستخدمون المال والترهيب والعقوبات لإجبار بعض المنظمات الدولية على الموافقة على ما يقولونه وتنفيذه.

والآن يحاولون أن يعلنوا للعالم أن إيران تسعى إلى امتلاك قنبلة نووية، في حين أن رأى قائد الثورة الاسلامية وسياساتنا ومعتقداتنا وقناعاتنا مبنية على حقيقة مفادها أننا لسنا، ولم نكن، ولن تسعى للحصول على الأسلحة النووية. يقولون بقوة أنكم تسعون لإنتاج أسلحة نووية ويريدون خلق حالة من الخوف من إيران.

عندما كنا في الحملة الانتخابية، كان شعاري وكلماتي أننا سنعمل على خلق لغة مشتركة ووحدة وتماسك في البلاد، وأن نكون أصدقاء ورفاقاً لجيراننا. وفي اليوم الأول من تنصيبي، تم اغتيال ضيفنا في طهران. وبأي قانون دولي كان لهم الحق في القيام بذلك؟ وكان هذا في الوقت الذي كانت فيه أمريكا وأوروبا تدافع عنهم!

في غزة، لم يكن لدى الأبرياء ماء أو خبز أو طعام، ولم يكن يُسمح لهم بدخول أي مساعدات، وكانتا أميركا وأوروبا متفرجتين فحسب. هذا لا يبدو منطقيا بالنسبة لي. كيف يمكنهم أن يزرعوا في أذهان العالم وجماهيره أن إيران تسبب الاضطرابات وأن الكيان الصهيوني يسبب الأمن؟ وقد قتل ما يقرب من 14 ألف طفل وتلميذ في المدارس الابتدائية في القصف! هل هذه حقوق الإنسان والرجولة والحرب؟ إذا كنت رجلاً فقاتل من يحمل السلاح، ماذا تفعل بالنساء والأطفال والمرضى في المستشفى؟ لماذا منعت وصول الماء والغذاء للمعتقلين والمحاصرين؟

ما وقعناه مع روسيا اليوم يرتكز على أننا لسنا الوحيدين على هذا النحو، فروسيا أيضاً تظهرون لها وجهاً مختلفاً، لأنهم يسيطرون على وسائل الإعلام ويديرون القوة النقدية والمصرفية والدولية ويمكنهم ممارسة الضغط إلى حد ما. . وتغيير العقليات.

إذا كنا معًا، ووقفت كل البلدان التي تقبل الحرية والاستقلال جنبا الى جنبهم، فإن نظامهم الشمولي وأحاديتهم سوف يختفيان.

أمريكا تحاول لزعزعة استقرار حدود ايران

وردا على سؤال يتعلق بالتطورات الأخيرة في المنطقة والجهود الأمريكية لزعزعة استقرار حدود إيران،اوضح بزشكيان ان ما يحدث في المنطقة هو إعادة هندسة من قبل القوى التي تريد اختراق الشرق الأوسط، فذلك لأن هناك احتياطيات ونفط وغاز ومناجم مختلفة في هذه المنطقة، لافتا الى انه ومن أجل السيطرة على احتياطيات الشرق الأوسط ونهبها، فمن الطبيعي أن يقوموا بهندسة المجتمعات الموجودة هنا لمحاربة بعضهم البعض، حتى يتمكنوا من القيام بعملهم وتحقيق اهدافهم.

لذا، تكمن مسؤوليتنا في اتقان المهارة لمحاولة حماية حقوق بعضنا البعض واحترام بعضنا البعض وعدم السماح للآخرين باستغلال هذه الاختلافات. وهذا اتجاه يعود إلى نوعية حكام الدول ونظرتهم وطريقة تعاملهم مع القوى الإقليمية والقوى المؤثرة.

واوضح بزشكيان: نحن قادرون على إدارة البلاد والمنطقة بأنفسنا، ولا نبحث عن الحرب وسفك الدماء والاضطرابات، ولكنهم يريدون الترويج وخلق القضية في أذهان شعوب العالم بأننا نريد صنع قنبلة ذرية ونتسبب في زعزعة الأمن في المنطقة.

وتابع بزشكيان : انه على الرغم من الضغوطات واثارة الخلافات الداخلية والعقوبات المفروضة على ايران، الا انها حققت تقدما كبيرا،وعلى سبيل المثال، هناك إنجازات كبيرة في قطاع الدفاع وإنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار.

اللقاء مع الرئيس الروسي بوتين

وعن لقائه بالرئيس الروسي وتقييمه لهذا اللقاء، صرح بزشكيان انه من المهم جدا في هذا العصر الحالي، إقامة علاقات شخصية بين القادة، بحيث يتم الاقتراب تدريجيا من بعضهم البعض، مضيفا ان هناك نقاط وافكار مشتركة بينه وبين الرئيس بوتين فيما يتعلق بموقفه من الأحادية وبأنه ينبغي أن تكون التعددية موجودة في العالم،وبانه يشعر بالرفقة والتقارب في المعتقدات التي تبحث عن الحرية والاستقلال والتي تزداد قوة يوما بعد يوم.

/انتهى/

رمز الخبر 1953432

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha