١٤‏/٠٢‏/٢٠٢٥، ٨:٣٨ ص

السلام عليك يا صاحب العصر والزمان؛ نبذة مختصرة عن حياة الإمام المهدي المنتظر (عج)

السلام عليك يا صاحب العصر والزمان؛ نبذة مختصرة عن حياة الإمام المهدي المنتظر (عج)

يوافق 15 شعبان ذكرى ولادة الأمام الحجة بن الحسن العسكري (عج)، وهناك شواهد تاريخية تدل على هذا الحدث العظيم منها شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السّلام.

وكالة مهر للأنباء، انه ولد المصلح العالمي المنتظر الإمام الثاني عشر الحجّة بن الحسن المهدي الموعود صلوات اللَّه عليه وعلى آبائه في فجر يوم الجمعة النصف من شعبان سنة مئتين وخمس وخمسين هجرية قمريّة (255 هـ. ق) الموافق لعام 868 ميلادي في مدينة سامراء أبوه هو الإمام الحادي عشر الحسن العسكري (عليه السلام).

أمّه السيّدة الكريمة (نرجس) وتسمّى بـ(سوسن) أيضاً، وهي ابنة (يوشعا)قيصر الروم، ومن الأم من نسل (شمعون) أحد حواريّي المسيح (عليه السلام). وكانت نرجس ذات منزلة رفيعة بحيث انّ حكيمة - وهي أخت الإمام الهادي (عليه السلام) والتي تعتبر من أهمّ سيّدات أهل البيت (عليهم السلام) -تخاطبها بقولها: (يا سيّدتي).

الامام المهدي المنتظر (عج)حيّ غائب عن الأنظار، يخرج في آخر الزمان بإرادة الله عزّ وجل، نسأله تعالى أن يُعجّل بظهوره(ع) ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.

للإمام المهدي(عج) غيبتان: الصغرى والكبرى. ففي الصغرى، غاب(عج) عن أنظار عامّة الناس من زمن شهادة أبيه الإمام الحسن العسكري(ع) في شهر ربيع الأوّل 260ﻫ، إلى زمن وفاة آخر نائب خاصّ له في شهر شعبان 329ﻫ، وبهذا تكون مدّة غيبته(عج) الصغرى 68 عاماً.

وكان ارتباطه(ع) بشيعته في تلك المدّة بواسطة نوّابه الخاصّين، الذين ورد منه(عج) نصّ وتصريح في أنّهم نوّابه الخاصّون وهم:

1ـ أبو عمرو، عثمان بن سعيد العَمري(رضوان الله عليه).

2ـ أبو جعفر، محمّد بن عثمان العَمري(رضوان الله عليه).

3ـ أبو القاسم، حسين بن روح النوبختي(رضوان الله عليه).

4ـ أبو الحسن، علي بن محمّد السمري(رضوان الله عليه).

وفي هذه المدّة كان النوّاب الأربعة يرونه، وربما رآه غيرهم، ويصلون إلى خدمته، وتخرج على أيديهم توقيعات منه(عج) إلى شيعته في أُمور شتّى.

وفي الغيبة الکبرى، غاب(عج) عن أنظار عامّة الناس من زمن وفاة آخر نائب خاصّ له في شهر شعبان 328ﻫ، وإلى أن يشاء الله تعالى ظهوره وفرجه.

وفي هذه الفترة أمر شيعته بالرجوع إلى العلماء الفقهاء لأخذ أحكامهم الفقهية، كما جاء في أحد التوقيعات التي وصلتنا منه(عج): «أَمَّا الحَوَادِثُ الْوَاقِعَةُ، فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رُوَاةِ حَدِيثِنَا؛ فَإِنَّهُمْ حُجَّتِي عَلَيْكُمْ، وَأَنَا حُجَّةُ اللهِ عَلَيْهِم».

وجاء في توقيعٍ آخر: «مَنْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ، حَافِظاً لِدِينِهِ، مُخَالِفاً عَلَى هَوَاهُ، مُطِيعاً لِأَمْرِ مَوْلَاهُ، فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوه».

إنّ أسباب غيبته(ع) واضحة لمَن أمعن في ما ورد حولها من الروايات.فالإمام المهدي(عج) هو آخر الأئمّة الإثني عشر(عليهم السلام) الذين أناط رسول الله(ص) عزّة الإسلام بهم.

ومن المعلوم أنّ الحكومات التي تُسمّي نفسها إسلامية لم تُقدّرهم حقّ قدرهم، بل كانت لهم بالمرصاد، تُلقيهم في السجون، وتُريق دماءهم الطاهرة بالسيف أو السم.

فلو كان ظاهراً لأقدموا على قتله إطفاءً لنوره(عج)، فلأجل ذلك اقتضت المصلحة الإلهية أن يكون مستوراً عن أعين الناس، يراهم ويرونه ولكن لا يعرفونه، إلى أن تقتضي مشيئة الله عزّ وجل ظهوره، بعد حصول استعداد خاصّ في العالم لقبوله، والإنضواء تحت لواء طاعته، حتّى يُحقّق الله تعالى به ما وعد به الأُمم جمعاء، من توريث الأرض للمستضعفين.

من الأسئلة المطروحة حول الإمام المهدي(عج) طول عمره في فترة غيبته، فإنّه ولد عام 255ﻫ، فيكون عمره إلى العصور الحاضرة أكثر من ألف ومائة وخمسين عاماً، فإنّه إذا كانت حياته وغيبته(عج) وسائر شؤونه برعاية الله عزّ وجل، فأيّ مشكلة في أن يمدّ الله تعالى في عمره ما شاء، ويدفع عنه عوادي المرض، ويرزقه عيش الهناء؟.

وبعبارة أُخرى: إنّ الحياة الطويلة إمّا ممكنة في حدّ ذاتها أو ممتنعة، والثاني لم يقل به أحد، فتعيّن الأوّل، فلا مانع من أن يقوم سبحانه بمدّ عمر وليّه؛ لتحقيق غرض من أغراض التشريع.

أضف إلى ذلك ما ثبت في علم الحياة من إمكان طول عمر الإنسان إذا كان مراعياً لقواعد حفظ الصحّة، وإنّ موت الإنسان في فترة متدنّية ليس لقصور الاقتضاء، بل لعوارض تمنع استمرار الحياة، ولو أمكن تحصين الإنسان بالأدوية والمعالجات الخاصّة لطال عمره.

فإذا كان عيش الإنسان في بطون الحيتان في أعماق المحيطات ممكناً إلى يوم البعث، فكيف لا يعيش إنسان على اليابسة في أجواء الطبيعة تحت رعاية الله وعنايته إلى ما شاء سبحانه؟!!.

/انتهى/

رمز الخبر 1954339

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha