وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: ضغوطات متنوعة تمارسها الادارة الاميركية لجعل لبنان تحت الوصاية والانتداب الاميركي وبالتالي ليكون خاضعا للعدو الاسرائيلي، وجهود كثيرة وكبيرة تجرى من قبل الاميركيين في محاولة توهين صورة حزب الله امام الرأي العام، لكن اتى التشييع المليوني المهيب لسيد شهداء الامة ليؤكد ان:"هذا الحزب ما زال قويا ومقتدرا ويمتلك من الامكانات والطاقات الكثير واستطاع ان يرمم نفسه.
الأمر الذي أكده الأمين العام لحزب الله، سماحة الشيخ نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة.
حول هذه النقاط الحساسة، أجرت مراسلتنا الأستاذة وردة سعد، حوارا صحفيا مع النائب في كتلة الوفاء للمقاومة الدكتور السيد ابراهيم الموسوي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:
كيف تقرأون خطاب الامين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم خاصة فيما يتعلق بهذه المشاركة المهيبة للناس من كل الطوائف وكانت تتضمن رسائل للقريب والبعيد؟
خطاب الامين العام الشيخ نعيم قاسم في التشييع المهيب والمليوني لسيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله وصفيه السيد هاشم صفي الدين كان خطابا جامعا، وكانت له اطلالة وطنية عامة على كل القضايا المهمة ذات الصلة والشأن بالموضوع اللبناني، طبعا هذا الخطاب يعبر عن قوة واقتدار الحزب، كان الكلام الاسرائيلي وبعض من يدور في فلكه يتحدث عن نهاية حزب الله وان العدو الاسرائيلي استطاع ان يسحقه بعد ان الحق به هزائم كبيرة ولكن جاءت هذه الجنازة الكبيرة وهذا التشييع العظيم ليؤكد ان قدرات حزب الله على مستوى التنظيم وعلى مستوى القيادة والسيطرة، وعلى مستوى تعبئة الجماهير وحشدها وتنظيمها لترسل العديد من الرسائل الهامة كما ذكرت للبعيد والقريب وللصديق والعدو بأن هذا الحزب الذي استطاع ان يحشد اكثر من عشرين الف كادر على الارض من اجل تنظيم هذه الجنازة التي تعجز عنها دول، هذا الحزب ما زال قويا ومقتدرا ويمتلك من الامكانات والطاقات واستطاع ان يرمم نفسه، واستطاع ان يستعيد السيطرة بوقت قياسي جدا ما يدل على ان المقاومة وحزب الله ما زال بخير وانه حاضر في الميدان، وانه اذا مني ببعض الخسائر لكنه لم يهزم بل حقق انتصارات من خلال رسوخه لدى وجدان الناس، وعلى مستوى هذا الوفاء والولاء والاباء الذي قدمه جمهور المقاومة.
هذا التشييع المليوني ماذا بعده وماذا يحمل في طياته ؟
هو دليل على رسوخ قناعة الناس بالمقاومة وتأكيدهم وتأييدهم لخيارها، وان هذه المقاومة مستمرة بكل الاشكال الممكنة من اجل ان تدافع عن لبنان وتحمي شعبه ومن اجل حفظ السيادة.
الحديث الطاغي في لبنان لا يزال يتمحور حول المقاومة وما تعرضت له من مؤمرات وعدوان غادر في الاشهر الماضية.. بداية هل تشعرون بمخاطر فعلية من الدور الاميركي في لبنان لاستكمال العدوان؟ وهل تخشون من تغير مزاج السلطات وانسياقها في المشروع الاميركي الصهيوني الذي يستهدف المقاومة ودورها؟
نعم الكل يستشعر بمخاطر الدور الاميركي في لبنان ، ونحن نعلم ان الولايات المتحده الامريكية عندما تتعاطى مع اسرائيل تتعاطى معها كأنها جزء منها، وهذا امر استراتيجي لديها، لذلك فإن المخاطر الحقيقية والفعلية لا تأتي من الاسرائيليين وحدهم، ولو اقتصر الامر على الاسرائيليين لكان بالامكان التعاطي معهم بطريقة افضل، لكن هذا الدعم الاميركي والغربي المفتوح للعدو الاسرائيلي هو الذي يتهدد لبنان وشعبه وسيادته، ويشكل خطرا حقيقيا عليه.
بالنسبة للسلطات اللبنانية لا اعتقد ان هناك خطورة في ان ينساقوا في المشروع الاميركي لاستهداف المقاومة، اعتقد ان هناك محاولة من الاميركيين لوضع لبنان تحت الانتداب والوصاية الاميركية وطبعا لديهم نفوذ وتأثير، وطبعا السلطة في لبنان تخضع لهذا التأثير ولكن لا اعتقد انها ستكون في اطار تنفيذ كل ما يقوله الامريكيون لان ذلك سيجلب الخراب للبلد، وبالتالي اعتقد ان هناك حد ادنى من الحكمة والتبصر ما يمنع ان تنساق السلطات الى هذا الدور او الى هذا الهدف الذي يريده الامريكيون.
سربت المصادر الاميركية مشروع قرار يدرسه الكونغرس الاميركي حول الشروط الجديدة على السلطات اللبنانية والمتعلقة بتطبيق القرارات الدولية ضد المقاومة فقط تحت تهديد وقف المساعدات للجيش اللبناني! فهل بات الاميركي يستكمل ما بدأه جيش الاحتلال وعجز عنه؟ وماذا يعني هذا الفجور الاميركي في ضوء استراتيجية البيت الابيض تجاه المنطقة وقوى المقاومة فيها؟
الامريكي دائما يتبنى ما يريده جيش الاحتلال الاسرائيلي ويحاول ان يساعده بأي طريقة كانت، وهذا شاهدناه في عام 2006 عندما ارادت اسرائيل ان توقف الحرب لكن الاميركيون قد ضغطوا عليها في سبيل ان تستمر، هذا جزء من خطة امريكية متكاملة للمنطقة، ويأتي لبنان ليشكل حلقة من حلقات هذه الاجندة الامريكية، وأعتقد ان هذا الموضوع لن يكتب له النجاح، لان المقاومة بحكمتها ولان السلطة في لبنان لا يجب ان تقبل بالاملاءات الامريكية وبالوصاية الاميركية التي لا تخدم الا مصلحة العدو الاسرائيلي.
اعادة اعمار الجنوب هو من اولويات حزب الله كما جاء على لسان مسؤوليه بشكل متكرر وهو ايضا التزام الحكومة اللبنانية والعهد الرئاسي، مع ذلك فهناك شكوك حول السماح للبنان بانجاز هذا الملف سواء من الدول الممولة او الولايات المتحدة، فهل انتم متخوفون من تأجيل الدولة لهذا الملف او تسييسه، وما هي بدائل المقاومة في هذه الحال؟
هناك ضغوطات كثيرة ومحاولة للمقايضة بين ان يقدم حزب الله سلاحه وبعد ذلك يجري الحديث عن الاعمار في الجنوب ولكن اقول لك ان حزب الله سيقوم بكل ما بوسعه وبأي طريقة كانت من اجل ان يعيد اعمار ما تهدم، طبعا هذه مسؤولية الدولة اللبنانية لان الارض اللبنانية وقعت تحت العدوان الاسرائيلي وهذا دور الجيش ودور الدولة في ان تحمي وتدافع عن لبنان لكن المقاومة واهل الجنوب واهل البقاع وكل جمهور المقاومة قد سدد فاتورة ضخمة جدا من اجل الدفاع عن لبنان وعن سيادته، اعتقد ان الدولة لديها اولوية بالتعاطي مع هذا الموضوع رغم كل المحاولات الاميركية ورغم كل محاولات التسييس، ولكن اقول لك ان حزب الله ليس لديه اي بديل عن عدم الاعمار، هو سيفعل كل ما بوسعه وهو يقطع لجمهوره ولناسه عهدا ووعدا بأن يبذل اقصى الجهود في سبيل اعادة اعمار كل ما تهدم من جانب العدو خلال هذا العدوان.
/ انتهى/
تعليقك