١٧‏/٠٣‏/٢٠٢٥، ١٢:٥٦ م

استراتيجية الكيان الصهيوني الجديدة في أفريقيا لاحتواء اليمن

استراتيجية الكيان الصهيوني الجديدة في أفريقيا لاحتواء اليمن

في ظل عجزه عن مواجهة هجمات اليمنيين، اتخذ الكيان الصهيوني استراتيجية جديدة للاحتواء، حيث تلعب بعض الدول الأفريقية الدور الرئيسي في هذه الاستراتيجية.

أفادت وكالة مهر للأنباء، نقلاً عن صحيفة "الأخبار" اللبنانية، تزامن ذلك مع قرار صنعاء استئناف الهجمات على سفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر نتيجة لتصعيد الحصار على غزة، حيث تم نشر العديد من التقارير والدراسات من قبل الكيان الصهيوني والدول الغربية التي تركزت على تقييم المراحل السابقة وتوقع المراحل المستقبلية لهذه المعركة.

في هذا السياق، يعتقد الكتاب والمحللون أن دخول صنعاء إلى الحرب لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة كان له تأثير كبير على مجريات الأحداث، وقد شكل ضغطًا واسعًا على الكيان الصهيوني، مما وضع الولايات المتحدة وبريطانيا في مأزق، حيث لم يتمكنوا من وقف هذه الهجمات أو حتى إضعاف قوتها.

ويشير "داني استرينيش"، المحلل في أكاديمية الأمن الداخلي للكيان الصهيوني، إلى أن تحركات إسرائيل والائتلاف الدولي ضد القوات المسلحة اليمنية في العام الماضي فشلت في تحقيق توازن ردع فعال ضد هذه الحركة.

كان الإسرائيليون في البداية يعتمدون على التحالف الأمريكي- البريطاني لمواجهة اليمن، لكنهم حاليًا وضعوا استراتيجيتهم بشكل مستقل عن هذين البلدين، وبدأوا في تعزيز نظام أمني خاص يركز على متابعة التطورات في اليمن وجمع المعلومات الفنية والبشرية والفضائية من جميع المصادر، وخاصة من أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية.

وفي هذا السياق، زاد الكيان الصهيوني من وجوده في الحكومات الأفريقية المجاورة لليمن. ويبدو أن هذا الإجراء يأتي في إطار استراتيجية تل أبيب لعام 2025، حيث أصبحت إثيوبيا المركز الرئيسي لهذه الخطة. وفي هذا الإطار، التقى "غيدعون ساعر"، وزير خارجية الكيان الصهيوني، بنظيره الإثيوبي "غيدعون تيموثي"، حيث ناقشا بشكل ثنائي ما وصف بأنه تهديدات من قبل أنصار الله. وفي نهاية هذا الاجتماع، أعلن الطرفان أن "أنصار الله في اليمن يشكلون تهديدًا لإسرائيل وأفريقيا والنظام العالمي!"

وتضيف صحيفة "الأخبار" أن المحللين المعارضين لسياسات صنعاء يأملون أن تتبنى واشنطن خلال فترة حكم دونالد ترامب نهجًا مختلفًا عن ذلك الذي اتبعه جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة السابق، وأن تحدث تغييرات جذرية في جهودها للقضاء على حركة أنصار الله أو تقويض قوتها الإقليمية.

وفقًا لهذا التقرير، يشير الخبراء والكتّاب الغربيون والإسرائيليون والخليجيون إلى عدة نقاط مهمة عند تحليل الوضع الحالي في المنطقة:

- دخول صنعاء إلى جبهة دعم غزة قد منح اليمن موقعًا أساسيًا في محور المقاومة، مما أدى إلى زيادة وجود أنصار الله في العراق وقرن إفريقيا، وتحول اليمن إلى قوة إقليمية تلهم الدول العربية والإسلامية وحركات التحرر.

- ترى أنصار الله نفسها في صدارة محور المقاومة، وبالتالي تشعر بأنها ملزمة بدعم المقاومة في قطاع غزة، مما قد يؤدي إلى دخولها في حرب مباشرة مع الكيان الصهيوني.

- تشير سرعة قرار عبد الملك الحوثي، زعيم أنصار الله، في استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية إلى أنه بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أصبح الحوثي نقطة الثقل في محور المقاومة.

- تتطلب الظروف الحالية من إسرائيل والولايات المتحدة إعادة النظر في استراتيجياتهما تجاه اليمن. وتعتقد مراكز الدراسات أنه يجب عليهما التركيز على حرب طويلة الأمد، وتوسيع الهجمات ضد اليمن لتشمل ضربات مدمرة ضد البنية التحتية لهذا البلد واستهداف القادة الرئيسيين لأنصار الله، في محاولة لزعزعة التضامن الداخلي بينهم. كما أن الهجمات على البنية التحتية العسكرية تُعتبر مؤشرًا آخر على هذه الاستراتيجية.

- يعتقد مؤيدو الولايات المتحدة والكيان الصهيوني أنه يجب على واشنطن الاستمرار في الضغط على الرياض، عسى أن تتمكن من إدخالها في ائتلاف دولي ضد اليمن، أو على الأقل الاستفادة من مساعدات هذه الدولة خلف الكواليس.

- إدراج اسم أنصار الله في قائمة الجماعات الإرهابية وفرض عقوبات على هذا البلد وشخصياته الحزبية والتجارية والرسمية لم يُحدث أي تغيير يذكر في موقف أنصار الله الداعم لغزة.

- إن تعزيز قوة أنصار الله بعد الجولة الأولى من الحرب التي استمرت لأكثر من عام، وإظهار قدراتها العسكرية غير المتوقعة، يشير إلى أن هذه الحركة قد تكون لديها مفاجآت غير مسبوقة في المراحل المقبلة.

- على الرغم من الادعاءات المتعلقة بارتباط أنصار الله بإيران، إلا أن معظم الكتّاب والباحثين والمسؤولين الغربيين والخليجيين يرون أن هذه الحركة مستقلة تمامًا عن إيران، وتتخذ قراراتها بناءً على الخصائص الوطنية وفي إطار شامل إسلاميًا وقوميًا، استنادًا إلى أسس داخلية بحتة. ومع ذلك، فإن هذه القرارات تتماشى مع التنسيق السياسي والعسكري مع إيران، مما يعكس الفهم المشترك بين البلدين تجاه الهيمنة الغربية واحتلال الكيان الصهيوني وضرورة مواجهتهما.

/انتهى/

رمز الخبر 1955628

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha