أفادت وكالة مهر للأنباء، فقد ألقى الممثل الأمريكي الشهير روبرت دي نيرو، الذي تم تكريمه بجائزة السعفة الذهبية الفخرية خلال حفل الافتتاح، كلمة قال فيها: "في بلدي، نحن نقاتل بكل قوتنا للحفاظ على الديمقراطية التي كنا نعتبرها يومًا ما أمرًا مسلمًا به. وهذه المعركة تؤثر علينا جميعًا هنا، لأن الفن بطبيعته ديمقراطي. الفن شامل، ويقرب الناس من بعضهم البعض، تمامًا كما يحدث الليلة. الفن يسعى إلى الحقيقة، ويحتضن التنوع، ولهذا السبب يُعتبر الفن تهديدًا، ونحن أيضًا نُعتبر تهديدًا للطغاة والفاشيين."
وأشار دي نيرو إلى اقتراح ترامب بفرض رسوم بنسبة 100% على واردات الأفلام من "الأراضي الأجنبية"، مضيفًا: "لا يمكن وضع سعر على الإبداع، ولكن يبدو أنه يمكن فرض رسوم عليه."
وتابع الممثل: "من الواضح أن هذا الأمر غير مقبول. جميع هذه الهجمات غير مقبولة، وهذه ليست مشكلة أمريكا فقط، بل هي قضية عالمية. وكما في الفيلم، لا يمكننا الجلوس ومشاهدة الأحداث. يجب أن نتحرك الآن، ليس بالعنف، بل بشغف وإرادة عظيمة. لقد حان الوقت لكل من يقدّر الحرية أن يحتج، وأن يصوت في الانتخابات."
تلقى دي نيرو السعفة الذهبية الفخرية من يد ليوناردو دي كابريو، الذي قال على المسرح: "إنه ليس مجرد ممثل عظيم آخر، بل دي نيرو هو قدوتنا، الشخص الذي نتطلع إليه جميعًا كممثلين."
كان دي نيرو ودي كابريو قد حضر سابقًا مهرجان كان 2023 بفيلم "قتلة شهر كامل" من إخراج مارتن سكورسيزي. وقد ترأس دي نيرو لجنة التحكيم في مهرجان كان عام 2011، وله تاريخ طويل في هذا المهرجان، بما في ذلك دوره في فيلم "سائق التاكسي" الذي فاز بالسعفة الذهبية عام 1976.
بدأ حفل افتتاح مهرجان كان بعرض فيلم "يومًا ما اترك" من إخراج أميلي بونن. وفي هذه المناسبة، قدمت المغنية الفرنسية ميلين فارمر قطعة جديدة تكريمًا للمخرج الراحل ديفيد لينش.
كما حضرت جوليت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم لهذا العام، على المسرح، حيث قالت: "الحرب، البؤس، التغيرات المناخية، كراهية النساء... يتمتع الفنانون بفرصة أن يكونوا شهودًا وراويين لآلام الآخرين. كلما كان الألم أعمق، كانت مسؤولية الفنان أكثر حيوية. يبقى الفن، وهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا ومشاعرنا، ونحن، المشاهدين، نحتضنه. لعل مهرجان كان، حيث يمكن أن يحدث أي شيء، يساهم في هذا الأمر."
بعد أن امتنعت بينوش في المؤتمر الصحفي الافتتاحي عن الإجابة على سؤال حول عدم توقيعها على رسالة احتجاج بشأن مقتل فاطمة حسونة، قامت بتكريمها في حفل الافتتاح من خلال خطاب مؤثر وقراءة قصيدة لها، داعية إلى إحياء "النعومة، والتواضع، والثقة" في مواجهة عواصف المعاناة البشرية.
واجهت بينوش انتقادات خلال المؤتمر الصحفي الافتتاحي بسبب امتناعها عن الإجابة على سؤال حول سبب عدم توقيعها على رسالة مفتوحة وُصفت بأنها تعبر عن "الصمت" و"الجمود" في صناعة السينما بعد استشهاد فاطمة حسونة.
استشهدت فاطمة حسونة خلال غارة جوية للجيش الإسرائيلي على منزلها في قطاع غزة في 16 أبريل، مع عشرة من أفراد عائلتها، وكانت تبلغ من العمر 25 عامًا فقط. وكانت حسونة واحدة من الشخصيات المحورية في الوثائقي "روحك في يدك وامشِ" الذي أخرجته سپیده فارسی حول أزمة غزة، والذي من المقرر عرضه يوم الخميس المقبل في كان.
عندما سأل أحد الصحفيين بينوش عن سبب عدم توقيعها على رسالة الاحتجاج، أجابت بشكل غامض: "ربما ستفهمون لاحقًا."
لكن بعد ساعات قليلة، في الحفل الرسمي الافتتاحي، صعدت بينوش إلى المسرح وبدأت كلمتها المؤثرة بالإشارة المباشرة إلى فاطمة حسونة، قائلة: "في السادس عشر من أبريل الماضي، في فجر غزة، استشهدت فاطمة حسونة، المصورة الصحفية البالغة من العمر 25 عامًا، مع عشرة من أفراد عائلتها، نتيجة إصابة منزلهم بصاروخ. في الليلة التي سبقت وفاتها، علمت أن الفيلم الذي تشارك فيه قد تم اختياره للعرض في مهرجان كان. كان يجب أن تكون فاطمة هنا الليلة، بجانبنا."
ثم قرأت بينوش قصيدة من تأليف حسونة، كانت قد كتبتها قبل وفاتها وتتناول موضوع موتها، أمام الحضور.
/انتهى/
تعليقك