١٠‏/٠٦‏/٢٠٢٥، ٨:٥١ م

الشيخ القطان: الإمام الخميني جمع بين الأصول والحداثة وأربك الغرب بثورته

الشيخ القطان: الإمام الخميني جمع بين الأصول والحداثة وأربك الغرب بثورته

أكد رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ الدكتور أحمد القطان أن الثورة الإسلامية التي أطلقها الإمام الخميني شكّلت نموذجًا ملهمًا لحركات التحرر، ووقفت في وجه الاستكبار العالمي والأنظمة الرجعية التي تعمل على تدجين الشعوب.

وكالة مهر للانباء_ وردة سعد: كان للقضية الفلسطينية ولا يزال، المساحة الواسعة في مبادئ الثورة الإسلامية المباركة، وحتى في الدستور الإيراني، فقد شكلت قضية تحرير المقدسات في فلسطين المحتلة، ورفع المظلومية عن أبنائها، الهاجس الأول للإمام روح الله الموسوي الخميني (قده).

حول مبادئ الثورة الإسلامية وتأثيرها حتى على الحركات الإسلامية، أجرت مراسلتنا، الاستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع رئيس جمعية "قولنا والعمل"، سماحة الشيخ الدكتور أحمد القطان، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

العديد من الحركات الإسلامية كانت في القرن الماضي، وبعضها لا يزال إلى اليوم، يعتقد أن النظام الإسلامي هو العودة إلى ما كان عليه السلف، بينما سعى الإمام الخميني إلى تحديث المبادئ الإسلامية بما يتلاءم مع معطيات الحضارة البشرية اليوم، فمزج بين الحداثة والحفاظ على الأصول في إقامة الجمهورية الإسلامية. فهل تعتقد ذلك؟ وكيف تعامل الإمام الخميني مع هاتين المسألتين؟

نحن نعتقد بأن العودة إلى السلف الصالح لا بد منها، ولا ضير في أن يسعى الإنسان، وأن يسعى العالِم والقائد، من أجل المزج بين الحداثة والحفاظ على الأصول في إقامة حكم الله عز وجل على هذه الأرض.

لذلك، نحن نعتبر أن الإمام الراحل الخميني عمل جاهدًا من أجل أن يحتكم إلى كتاب الله عز وجل، وأن يقيم حكم الله على هذه الأرض من خلال إقامة وتأسيس الدولة الإسلامية في إيران، ولذلك أُطلق عليها "الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

لم يخرج الغرب من بلادنا بعد مرحلة الاستعمار إلا بعد أن ترك خلفه طبقة من المثقفين ورجال الدولة المستلبين فكريًا، والمشبعين بفكرة تفوق الغرب وضرورة اتباع منهجه في الثقافة ونظام الحكم. فكيف نظر الإمام الخميني إلى هذه المسألة؟ وهل استطاع مواجهتها فعلاً على المستوى الثقافي والتنظيري؟

لا شك أن الغربيين، بعد أن استعمروا بلداننا، حاولوا – للأسف – أن يتركوا أشخاصًا ينشرون فكر "الاستغراب" بسبب تأثرهم بهذا الفكر، البعيد كل البعد عن منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

لذلك، نحن علينا دائمًا أن نحارب الفكر الذي يخرجنا من عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا الإيمانية والإسلامية والدينية. وينبغي أن نعود دائمًا إلى الأصول، وأن نلتزم بمنهج النبي الأعظم. ونحن نرى أن الإمام الخميني كان ينظر إلى الثقافة الغربية نظرة صحيحة، بمعنى أن لا يتأثر المسلمون، ولا يتأثر العرب، بالحضارة الغربية بالمعنى السلبي، أو ينبهروا بهذه الحضارة ويتخلوا عن أصولهم وأعرافهم، وعن عاداتهم وتقاليدهم التي تتوافق مع الدين الإسلامي ومع الأصول الإسلامية.

كل الثورات في العالم، وعبر التاريخ، فرضت تأثيرها على الجوار، وأحيانًا على العالم كله، وعلى مراحل تاريخية بكاملها. ومثال ذلك أفكار حركات التحرر الوطني وطرد الاستعمار، أو الأفكار الماركسية. فهل استطاعت الثورة الإسلامية التي نظر لها وأطلقها الإمام الخميني أن تُحدث ذات الأثر؟ ولماذا أقلقت الغرب والأنظمة الرجعية أكثر من غيرها؟

طبعًا، كل الثورات في العالم، وعبر التاريخ، فرضت تأثيرها على الجوار، وأحيانًا على العالم كله، وعلى مراحل تاريخية بكاملها. ومثال ذلك: أخبار التحرك الوطني ورفض الاستعمار.

فنحن نعتبر أن الثورة الإسلامية التي نظر لها وأطلقها الإمام الراحل الخميني، سعت بكل جهد من أجل أن تواكب هذه الحركات، لا أن تحاربها، طالما أن هذه الحركات تسعى إلى التحرر، وتسعى إلى البعد عن الاستبداد والظلم.

ونحن على يقين أن الغرب والأنظمة الرجعية هي التي لا تريد لهذا الفكر النيّر – فكر الإمام الراحل الخميني، ونهضته، وثورته على الباطل والظلم – أن يكون لها موطئ قدم في دولنا العربية والإسلامية. لذلك، كثير من الثورات العربية والإسلامية أخذت الثورة الإسلامية في إيران نموذجًا، واقتدت بثورة الإمام الراحل في تحقيق الحرية، وتحررها من نير الأنظمة الرجعية الديكتاتورية، والسعي من أجل الحرية والديمقراطية، وأن تكون محررة من هذا الاستبداد والظلم.

لذلك، نحن نقول: إن كل بلد يسعى للتحرر، يجب عليه أن يثور في وجه الظالم، وأن يواجه الباطل، وأن يسعى – لتحقيق الانتصار – ولو بذل في سبيل ذلك الكثير من الدماء، والكثير من التضحيات التي تقدم على مذبح الحرية، والعيش بكرامة، وبعيدًا عن نير الاستعمار والاحتلال، خاصة الاستكبار العالمي، الذي يريد أن يدجّن الشعوب العربية والإسلامية، بل شعوب العالم، وأن يجعلها في خدمة مشروعه الاستعماري. لذا، علينا أن نواجه كل استكبار عالمي، وأن نسعى للتحرر العام.

/انتهى/

رمز الخبر 1959084

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha