٠١‏/٠٩‏/٢٠٢٥، ١١:٤٥ ص

استشهاد الامام الحسن العسكري وبداية امامة الامام المهدي(عج) نقطتان مصيريتان

استشهاد الامام الحسن العسكري وبداية امامة الامام المهدي(عج) نقطتان مصيريتان

يرتبط يوم استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في تاريخ الشيعة بمصيرين هامين، ويفتح بابًا للأمل والترقب لظهور الإمام المهدي (عليه السلام).

وكالة مهر للأنباء: يُذكّر الثامن من ربيع الأول باليوم الذي واجه فيه العالم الشيعي واقعين عظيمين ومصيريين، هما حزن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وبداية إمامة الإمام ولي العصر (عليه السلام). من جهة، مثّل هذا اليوم أحزن اللحظات في تاريخ الشيعة، ومن جهة أخرى، أبقى أملًا كبيرًا بالمستقبل حيًا في قلوب المؤمنين. ولا تقتصر أهمية هذه المناسبة على بُعدها التاريخي، بل تُعبّر عن استمرار سلسلة رعاية دين الله وحمايته حتى ظهور المنقذ الموعود.

عاش الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في واحدة من أصعب الفترات السياسية والاجتماعية في التاريخ الإسلامي، وقد جعلته ظروف الظلم العباسي والتضييق الشديد نموذجًا فريدًا في الصبر والورع والهداية في الأوقات العصيبة. ولا بد من الإقرار بأن شخصيته في تربية المتعلمين، والحفاظ على الأصول الدينية، وتهيئة المجتمع لعصر الغيبة، دليل على أن الولاية ليست منصبًا شكليًا، بل هي مسؤولية إلهية في هداية الأمة. ثقافة المهدوية حركة ديناميكية ومسؤولة.

إن ذكرى استشهاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وبداية إمامة ولي أمرنا (عليه السلام)، من أهم الأيام وأكثرها مصيرية في التاريخ الإسلامي، لما لها من أهمية خاصة في استمرار الإمامة والولاية، لأن هذا اليوم يذكرنا باستمرار خط الهداية الإلهية بعد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويذكرنا جميعًا بالمسؤولية الجسيمة المتمثلة في الحفاظ على ثقافة الترقب والاستعداد للمجيء.

لقد عاش الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في ظروف صعبة للغاية، وفي عهد الحكم العباسي الظالم، وخلال تلك الفترة، حاول أعداء الإسلام عزله بقيود ومراقبة شديدة. إلا أن الإمام همام، بصبره ومثابرته المُثلى، قاد شبكة من الصحابة الأوفياء، وهيأ المجتمع الشيعي لقبول فترة الغيبة بتدابير حكيمة.

بداية إمامة إمام عصر الحكمة (عليه السلام) تُعدّ نقطة تحول في تاريخ الإسلام . كانت بداية هذه الإمامة العظيمة نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة في الهداية الإلهية للبشرية. لذلك، أصبح من واجب جميع المسلمين، وخاصة الشيعة، توفير الظروف الاجتماعية والثقافية اللازمة للظهور من خلال الالتزام بالقيم الدينية، وتقوية الإيمان، ونشر العدالة.

إن ثقافة المهدية لا تعني الانتظار السلبي فحسب، بل تعني أيضًا حركة ديناميكية ومسؤولة، ويجب على النُدُل الحقيقيين أن يتصرفوا في حياتهم الفردية والاجتماعية بطريقة تتجه بها المجتمعات نحو العدالة والروحانية والتضامن، وهذا ما توقعه منا الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

إن إقامة البرامج الثقافية واللقاءات في المراقد واللقاءات الثاقبة في هذه الأيام هي أفضل فرصة لتعزيز المعتقدات الدينية وزيادة المعرفة بمكانة الإمامة، ويمكن لهذه المراسم أن تؤدي إلى مزيد من التضامن بين الناس وتعزيز الروح المعنوية للمجتمع. يجب علينا، بالاعتماد على إرشادات الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، نشر نمط الحياة الإسلامية في المجتمع، وبتعزيز ثقافة الانتظار، نهيئ أنفسنا ومجتمعنا لليوم الذي سيشهد فيه العالم إقامة العدالة العالمية على يد الإمام المهدي (عليه السلام).

رمز الخبر 1962249

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha