وافادت وكالة مهر للانباء ان قائد الثورة الاسلامية القى في هذا اللقاء كلمة اشار فيها الى الترابط والتشابه الموجود بين الحركة الفكرية والثقافية والمعنوية العميقة للامام الصادق (ع) مع حركة الشعب الايراني من اجل ارساء بنية اجتماعية متينة قائمة على الهداية الدينية مضيفا : ان التعبئة هو المظهر النقي لهذه الحركة , وان تعميم وترسيخ الثقافة التعبوية سيضمن التحرك من اجل تطور البلاد.
وتطرق سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في هذا اللقاء الى الحادثة التارخية المريرة في ظهور الانحراف عن مسار الحكومة الدينية بعد وفاة الرسول الاعظم (ص) بعدة اعوام وتحويلها الى دولة ملكية وتجاهل القيم الدينية والاسلامية السامية في المجتمع مضيفا : في مثل تلك الظروف تصدى الائمة الاطهار عليهم السلام وباساليب متنوعة لهذا الانحراف العجيب , ففتي فترة الامام الحسن عليه السلام والامام الحسين عليه السلام كانت هذه المواجهة على شكل مواجهة سياسية مكشوفة ولكن في فترة الائمة الآخرين وبسبب الظروف الخاصة آنذاك فقد اعتمدوا جهادا شاقا ومعقدا وشاملا ومكثفا من اجل ترسيخ المبادئ الدينية والفكر الاسلامي في المجتمع وكذلك بهدف القضاء على اسلوب الحكم الملكي وبناء الحكومة الدينية السليمة وكان ذروة هذا الجهاد ابان حياة الامام الصادق عليه السلام.
واشار سماحته الى الوضع الحالي للعالم الاسلامي وتخلفه المادي والمعنوي بالرغم من كثافة سكانه وامتلاكه الثروات الطبيعة والطاقات البشرية الهائلة وكذلك معاناة البشرية من عدم سيادة الاخلاق والقيم المعنوية والانسانية في المجتمعات الغربية الى جانب التقدم الهائل في المجالات المادية والعلمية مضيفا : ان الثورة الاسلامية الايرانية تسعى بعد عدة قرون ولاول مرة اقامة نظام قائم على التعاليم الاسلامية من اجل تحقيق التقدم والرقي المادي للناس وتقديمه كذلك على الصعيد العالمي , وان بعض المهام العظيمة التي انجزت منذ سبعة وعشرين عاما الماضية ولحد الآن هي اشبه بالاسطورة.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية , ان المحرك الرئيسي لهذه الحركة هي التعبئة والثقافة التعبوية موضحا ان التعبئة هي مجموعة من الافراد الذين يبذلون جل طاقاتهم وامكانياتهم في سبيل تحقيق الاهداف العظيمة للشعب وبلوغ قمم التطور , ولديهم حضور مسؤول وفعال ودؤوب فى شتى الاصعدة.
واكد سماحة آية الله العظمى الخامنئي ان التعبئة هي ثقافة متميزة وسامية في المجتمع وانه كلما تم تعميم ثقافة التعبئة فان مستقبل البلاد سيكون مكفولا , مشيرا الى ان الروح التعبوية اينما وجدت فانها ستحث على الفعالية والنشاط والتحرك والحياة.
واكد سماحته ان اعداء الشعب الايراني مستائين دوما من التعبئة وقال : ان الثقافة التعبوية بامكانها ان تتغلب على جميع مشكلات البلاد وتضمن حركة البلاد , وفي الوقت الحاضر ولحسن الحظ فان الحكومة ورئيس الجمهورية والمجلس وجميع المسؤولين يفتخرون بانهم تعبويون.
واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي ان التوكل على الله والاعتماد على العون الالهي والايمان والامل وامتلاك الحافز والتحلي باليقظة هي الاطار الرئيسي للثقافة التعبوية , مؤكدا ان الشعب الايراني استطاع بثورته وبالاتكال على هذه الثقافة من تجاوز جميع الاساءات والاخفاقات التي خلفها النظام البائد , وان يستشكف مواهبه وقدراته , ويحقق تقدما في بعض المجالات العلمية المختلفة ويكون ضمن الدول العشرة الاولى في العالم.
وخاطب سماحة آية الله الخامنئي اشباب قائلا : انكم قادرون , انتم الجيل اذا عمل جيدا فسيضمن مستقبل البلاد لاكثر من مائة عام , التحلي باليقظة والشعور بالمسؤولية وامتلاك الحافز والايمام والامل والاعتماد على الهداية والعون الالهي هي الاطار الرئيسي للثقافة التعبوية.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان العون الالهي يشمل الجميع شريطة ان يكونوا مستعدين لتقبل هذا العون.
وفي مستهل اللقاء قدم قائد قوات التعبئة العميد حجازي تقرير عن برامج اسبوع التعبئة وخاصة اقامة اجتماع عظمة التضامن بمشاركة 9 ملايين تعبوي في مختلف انحاء البلاد , مشيرا الى وضع خطط لتقوية تعبئة البناء لكي تلعب دورا جادا خلال الصيف المقبل لقضاء اوقات فراغ الشباب.
كما اقيمت في بداية اللقاء مراسم العزاء بمناسبة ذكرى استهاد الامام جعفر الصادق (ع)./انتهى/
|
| |
تعليقك