١٥‏/٠٩‏/٢٠٠٧، ٤:٤٧ م

تحليل سياسي

حركة فتح وقيامها بدور الطابور الخامس

حركة فتح وقيامها بدور الطابور الخامس

ا لا يوجد حقيقة رجل واحد في كل فلسطين يستطيع ان يتدخل في الصراع الدموي القائم بين حماس وفتح ويقوم بفض هذه الخلافات ؟.

ا لا يكفي الشعب الفلسطيني كل هذا البطش والاضطهاد الذي يتعرض له يوميا من قبل الاحتلال الصهيوني ؟
فالحقيقة ان الشعوب المسلمة التي كانت تتطلع يوما ما لترى ان الشعب الفلسطيني استطاع ان يبني دولة مستقلة عاصمتها القدس اصبحت اليوم محبطة لا ترى بصيص امل في مستقبل الشعب الفلسطيني.
فالتعامل اللامسؤول الذي ابداه قادة حركه فتح بعد فوز حركة حماس في الانتخابات البرلمانية في فبراير 2005 يوحي بان الكيان الصهيوني استطاع من خلال اتفاق اوسلو عام 1993 ان يجند فريقا من الطابور الخامس في حركة فتح.
وبالفعل قام هذا الطابور بدوره جيدا بخلط الاوراق وعرقلة مسيرة الديموقراطية التي انتهجتها حركة حماس واضاعة الفرصة امام الشعب الفلسطيني الذي كاد ان يستعيد حقوقه بعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية.
ورغم ان حركة حماس دخلت العملية السياسية وتركت النضال نزولا عند رغبة بعض الدول العربية في المنطقة وفازت في الانتخابات التشريعية ولكن مع الاسف فان حركة فتح المهزومة في الانتخابات بدأت بوضع العراقيل امام حكومة حماس وشجعت الجيش الصهيوني على ضرب الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ورغم الاستفزازات التي قامت بها حركة فتح فان حكومة حماس المنتخبة التزمت الصمت وحاولت تجنب هذة الاستفزازات لقطع  الطريق على الكيان الصهيوني الذي بادر باثارة المزيد من الخلافات بين الحركتين.
ولكن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي لا يؤمن اساسا بالعملية السياسية ولا يريد شريكا له في الحكم حتى وان كان ذلك الشريك منتخبا من قبل الشعب الفلسطيني بشكل ديموقراطي , قام باقالة الحكومة المنتخبة وتنصيب سلام فياض رئيسا للوزراء خلافا للدستور الفلسطيني.
من جهته رحب الكيان الصهيوني بمبادرة عباس في تنصيب فياض لانه يرى ان هذين الرجلين هما اللذان يستطيعان تأجيل موضوع اقامة دولة فلسطينية الى اجل غير مسمى رغم ان اتفاقية اوسلو تنص بشكل واضح على تشكيل دولة فلسطينية حتى نهاية عام 2005.
وادى احتدام الصراع بين فتح وحماس الى سقوط اكثر من 200 شاب فلسطيني دون ان تتدخل اي جهة فلسطينية لنزع فتيل الازمة وتسوية الخلافات بين الحركتين.
ولكن رغم القال والقيل ، فان السؤال المطروح من هو المسؤول في الازمة الفلسطينية الراهنة التي مازالت تعيق اداء عمل حكومة حماس وتحاصر سكان غزة؟
فالجواب واضح ان حركة فتح هي المسؤولة حيث انها اثارت ازمة بعد فشلها في كسب اصوات  الشعب الفلسطيني خلال الانتخابات التشريعية ومن ثمة قلبت الطاولة لانها لا تؤمن بالتعددية والديموقراطية.
ومن هذا المنطلق فان قيادة فتح المتمثلة بامينها محمود عباس هي المسؤولة عما جرى في الاراضي المحتلة ويجب ان تحاكم امام محكمة شعبية بسبب الخيانة العظمى.
ولا شك ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والعصابة المتواطئة معه شل كل الحركات النضالية من خلال تطبيق اجندة الكيان الصهيوني وكبح نشاط الفصائل الفلسطينية وتجريدها من اسلحتها وبالتالي يجب ان يحاسب على ما اقترفه بحق الشعب الفلسطيني.
كما ان محمود عباس وقادة فتح الذين وقعوا على اتفاقيه اوسلو هم المسؤولون عن التاخيرالناجم عن تشكيل الدولة الفلسطينية المستقلة والتي نصت عليه اتفاقية اوسلو واقرتها اميركا والاتحاد الاوروبي.
فاذن يتعين على حماس ان تشكل محكمة علنية داخل الاراضي الفلسطينية وتحاكم رئيس السلطة الفلسطينية واعضاء هذه السلطة بسبب انتهاك الدستور وتنفيذ الاجندة الصهيونية والتلكؤ في تشكيل دولة مستقلة والتوقيع على اتفاقيه سرية مع رئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت دون استشارة المجلس التشريعي.
وهذه المحكمة يجب ان تنظر الى القضية من منظور وطني لا من منظور حزبي وتقوم بفضح قيادة فتح التي لعبت دور الطابور الخامس للكيان الصهيوني ومنعت الحكومة الفلسطينية المنتخبة من تطبيق خططها الاقتصادية والسياسية والرفاهية في الاراضي الفلسطينية.
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء

 

رمز الخبر 552595

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha