٠٤‏/٠٥‏/٢٠٠٨، ٥:٥١ م

تحليل سياسي

الانظمة العربية والصراع على التسميات

الانظمة العربية والصراع على التسميات

مرة اخرى طفح الصراع القديم الجديد على السطح بين الانظمة العربية المطلة على الخليج الفارسي مع ايران وهو يأتي ضمن اجندة معينة تسعى الادارة الاميركية ومعها بريطانيا الام الحنون للدول العربية استغلالها لاهداف معينة.

فالخليج الفارسي وهي التسمية التاريخية لهذا الممر  المائي هي حقيقة لا يمكن انكارها حيث ان ايران كانت الدولة الوحيدة المطلة على هذا الممر قبل استقرار العشائر البدوية في الضفة الاخرى من الخليج الفارسي التي سرعان ما تم اكتشاف النفط فيها فقام الاستعمار البريطاني باستيطانهم في المنطقة.
وكانت هذه العشائر البدو الرحل غير مستقرة اذ انها كانت تجوب الصحاري بحثا عن المراتع والكلأ وتصطدم احيانا فيما بينها لاسباب تافهة وبسيطة حيث تمتد هذه المصادمات الى عدة عقود ماضية.
وعلى عكس ذلك فان ايران كانت امبراطورية ممتدة من شرق الهند الى مصر وحتى فلسطين ومنذ ثلاثة آلاف عاما كانت السفن الايرانية تحافظ على امن الخليج الفارسي وتقوم بتسهيل التجارة عبر هذا الممر ولم يكن اي وجود لشعوب اخرى  في الخليج الفارسي.
وكل الرحالة الذين دخلوا الخليج الفارسي طوال التاريخ كانوا يعرفون هذا الممر باسمه الحقيقي اي الخليج الفارسي  ولم يتم تحريف هذا الاسم والذي هو مسجل حاليا في كل مؤلفات الرحالة.
ولكن عندما جاء المد القومي العربي المزيف قام الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر بتزييف اسم الخليج الفارسي وتسميته بالخليج العربي مما اثار استغراب العالم واحتجاج علماء التاريخ والجغرافيا في انحاء العالم لان هذه التسمية لا تتطابق والواقع التاريخي.
فتسمية الخليج الفارسي ليست وليدة اليوم بل تعود الى آلاف السنين ولكن بدأ المايسترو الاميركي على العزف على سيمفونية جديدة لدفع الانظمة العربية  الحديثة الولادة على استفزاز الشعب الايراني ومحاولة جرح مشاعره من خلال تزييف الحقائق التاريخية المتعلقة بالخليج الفارسي.
فالشعب الايراني حينما يقوم برد فعل غاضب تجاه محاولات الانظمة العربية لشراء الاعلام الغربي ومنها دفع رشاوي لموقع "غوغل" لتزييف الخليج الفارسي واستبداله بالتسمية المزورة اي الخليج العربي يدرك تماما مدى حجم المؤامرات التي تحاك ضد وجوده وهويته التاريخية.
صحيح ان ايران دولة اسلامية وكل قوانينها مبنية على اسس اسلامية ولكن هذا لا يدل على ان الشعب الايراني يقف مكتوف الايادي امام المحاولات الرامية الى طمس هويته التاريخية.
فالهوية التاريخية لا تتعارض والقيم الاسلامية ومن غير المنطقي ان يطلب من الشعب الايراني ان يلتزم الصمت حيال ما تقوم به بعض الانظمة لتغيير الخارطة الجيوسياسية وتزييف الحقائق التاريخية.
فهذه الانظمة تدفع ملايين الدولارات من عائدات النفط للشركات التجارية والاعلامية الغربية لتغيير الواقع وطمس الحقائق وذلك بسبب العقدة الكامنة في وجود هذه الانظمة تجاه حضارة الشعب الايراني.
اذن يتوجب على الانظمة العربية هذه النبتة الخبيثة التي زرعها الاستعمار في الضفة الاخرى من الخليج الفارسي ان تكف عن استفزاز الشعب الايراني وتتعايش مع هذا الشعب بعيدا عن التسميات المزيفة./انتهى/
   حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء


 

رمز الخبر 677217

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha