ويمتلك الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقه ورئيس الوزراء السابق علي بن فليس وزعيم حركة الاصلاح الوطني عبد الله جاب الله حظا اوفر من باقي المرشحين للفوز في هذه الانتخابات.
وكانت لجنة الاشراف على الانتخابات الرئاسية الجزائرية قد ايدت اهلية ستة مرشحين فقط من بين 40 شخصا تقدموا بطلبات الترشيح مما اثار احتجاجات مختلف الاحزاب الجزائرية.
وتعتبر هذه الانتخابات في الحقيقة اهم انتخابات تشهدها الجزائر بعد عام 1990 والتي اسفرت آنذاك عن انتصار جبهة الانقاذ الاسلامية.
ففي عام 1990 تمكن الاسلاميون في الجزائر بقيادة "عباس مدني" و"علي بلحاج" من تحقيق انتصار ساحق في انتخابات المجالس المحلية لكن الحكومة اعلنت ان تلك الانتخابات غير قانونية مما ادى الى نشوب اشتباكات بين الجيش وجبهة الانقاذ الاسلامية والتي حصدت لحد الآن اكثر من مائة الف قتيل.
ويتمتع عبد العزيز بوتفليقه بحظ اوفر لاعادة انتخابه بسبب ادائه المتوازن خلال فترة توليه الرئاسة في السنوات الخمس الماضية وسيطرته النسبية على النزاعات الداخلية.
ويعد عبد العزيز بوتفليقه "67 عاما" من المناضلين القدماء في جبهة التحرير الوطني الجزائري ولعب دورا فعالا خلال تسلمه مناصب سياسية حساسة وهناك احتمال بانتخابه لولاية ثانية لمدة خمس سنوات بسبب حنكته السياسية في احتواء الازمات الداخلية.
واثناء الحملة الانتخابية نجح بوتفليقه في كسب تاييد جبهة الانقاذ الاسلامية المنحلة جناح "علي بلحاج" و"رابح كبير" وحزب التجمع الديمقراطي الوطني بزعامة "احمد اويحيى" رئيس الوزراء السابق وحركة المجتمع السلمي بزعامة "ابو جره سلطاني" وكذلك حركة الحركة التصحيحية لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري بزعامة "عبد العزيز بلخادم" وزيبر الخارجية الجزائري الحالي.
في هذه الانتخابات تلعب اربع طبقات دورا فعالا في تحديد مصير المرشحين, الطبقة الاولى النخب والتكنوقراط الذين يتولون معظم المناصب الحكومية ويلعبون دورا مؤثرا رئيسيا في جميع الانتخابات.
الطبقة الثانية جنرالات الجيش اصحاب النفوذ الواسع والذين يلعبون دور "مطرقة التوازن" في المجتمع الجزائري وهذه الطبقة لعبت دورا في قمع الاسلاميين الجزائريين في اوائل عقد التسعينيات.
الطبقة الثالثة هم الاسلاميون فعلى الرغم من عدم امتلاكهم للمناصب الحكومية الا ان لديهم نفوذ قوي في اوساط المجتمع ويلعبون دورا مؤثرا نسبيا في جميع الانتخابات.
الطبقة الرابعة هم قبائل شرق الجزائر المعروفة بالامازيغ والبربر وتعتبر اصواتهم مؤثرة في الانتخابات.
ويعتبر المنافسين الآخرين لبوتفليقه اي "علي بن فليس" (54 عاما) رئيس الوزراء السابق وسعد عبد الله جاب الله (48 عاما) زعيم حركة الاصلاح الوطني الذي يميل الى الاسلاميين كل منهما يمثل طبقة خاصة في الجزائر.
فعلي بن فليس الامين العام لجبهة التحرير الجزائرية يتمتع بدعم بحزب "الوفاء والعدالة" الواسع النفوذ والمحظور قانونيا بزعامة "احمد طالب الابراهيمي" , وان تقارب الاصوات التي سيحصل عليها بن فليس وبوتفليقه من الممكن ان تؤدي بالانتخابات الى اجراء الجولة الثانية.
والمرشح الثالث القوي "سعد عبد الله جاب الله" ايضا يتمتع بدعم جبهة الانقاذ الاسلامية بزعامة عباس مدني وبعض اعضاء حزب "الوفاء والعدالة".
وعلى كل حال فالبرغم من كثافة المنافسة الانتخابية الا انه يبدو ان الفائز بالانتخابات سيتولى مهمة عسيرة جدا في المستقبل.
فاجراء المصالحة الوطنية وانهاء النزاعات الداخلية وتحديث الاقتصاد الوطني والاحتواء النسبي لسلطة جنرالات الجيش وحل الخلافات القبلية ومنحهم مزيدا من الصلاحيات وكذلك تحسين السمعة الدولية للجزائر ستكون قسما من المهام العسيرة للرئيس الجزائري المقبل.
وبغض النظر عن الفائز في الانتخابات الجزائرية المقبلة فان الامر الهام ان الجزائر باعتبارها بلدا اسلاميا وعربيا ولعبت دورا متميزا في السابق في منظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية ومنظمة اوبك وحركة عدم الانحياز ستستعيد مرة اخرى مكانتها على الصعيد الدولي./انتهى/
تحليل سياسي لوكاله مهر للانباء حول انتخابات الجزائر بقلم حسن هاني زاده
الانتخابات الجزائرية والتحديات
تبدأ يوم الخميس القادم الانتخابات الرئاسية في الجزائر والتي يخوض غمارها ستة مرشحين وسط منافسة شديدة.
رمز الخبر 68511
تعليقك