٢٦‏/٠٩‏/٢٠٠٨، ١١:٢٨ ص

العلامة فضل الله يؤكد على اهمية تحويل يوم القدس إلى حركة فاعلة للمقاومة

العلامة فضل الله يؤكد على اهمية تحويل يوم القدس إلى حركة فاعلة للمقاومة

اكد العلامة السيد محمد حسين فضل الله في تصريح خاص لوكالة مهر للانباء على اهمية مسؤولية الاستمرار في تحويل يوم القدس إلى حركة فاعلة للمقاومة على مستوى العالم كله.

وقال السيد محمد حسين فضل الله في معرض رده حول طريقة التعامل الأمثل مع يوم القدس العالمي ليكون مناسبة لإطلاق طاقات الشعوب العربية والإسلامية من أجل تحرير فلسطين وإنقاذ الشعب الفلسطيني من جرائم الصهيونية : لعل المشكلة في يوم القدس العالمي إن الإعلام العربي والإسلامي والدولي في شكل عام اعتبره حالةً إيرانية خاصة، تماماً كما هي المناسبات المحلية في إيران، ولقد نتج هذا الشعور من عدد من العوامل، كالتعقيدات السياسية التي أحاطت بالقضية الفلسطينية واعتراف بعض الدول العربية والإسلامية رسمياً بإسرائيل، إضافة إلى الاعتراف الواقعي في بُعده الاقتصادي بالدولة اليهودية من دول عربية أخرى، والتحركات الأمريكية في إيجاد محور سياسي عربي صديق لإسرائيل مـما يسمى بمحور الاعتدال العربي الذي دفعت به الولايات المتحدة إلى إطلاق الموقف المعادي لإيران باعتبارها الخطر المستقبلي على العالم العربي. وهكذا قامت بعض الأنظمة العربية أو الإسلامية بمنع شعوبها من الاحتفال بهذا اليوم والتخطيط لإهماله وإبعاده عن الذاكرة الإسلامية. ولقد أدى ذلك إلى جعل مسألة القدس مسألةً تفصيلية في القضية الفلسطينية بعيدةً من جانب القداسة في مضمونها الديني المرتبط بالالتزام الإسلامي. ولذلك، فإن استعادة هذا اليوم ترتبط باستعادة القضية الفلسطينية في الذهنية الإسلامية وفي حركة الانتفاضة وفاعلية المقاومة، كما ترتبط بالتركيز الإعلامي على إحياء هذا اليوم في لبنان وفي فلسطين من أجل إبقاء المسألة في بُعدها الديني والسياسي والأمني حيّة في حركة الواقع، حتى يأذن الله بإنقاذ القدس المسجد والمدينة والقضية من مخالب الصهيونية والاستكبار العالمي، وهذا ما ينبغي لنا أن نعمل له.
وقال العلامة فضل الله  حول كيفية مواجهة التحديات الكبرى في ظل صمت المنظمات الدولية بما فيها منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية التي لا تحرك ساكناً إزاء جرائم إسرائيل الوحشية : 
 إن أغلب المنظمات الدولية، بما فيها منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية "وعدم الانحياز"، تحوّلت إلى محاور سياسية خاضعة للإدارة الأمريكية ومنفتحة على الدولة اليهودية على أكثر من صعيد اقتصادي وسياسي، مع إبقاء المسألة الفلسطينية وخصوصاً قضية القدس في نطاق المشاعر السطحية التي لا تمثل أية فاعلية، حتى على مستوى مجابهة الخطر الذي يتعرض له المسجد الأقصى في عمليات الحفر الإسرائيلية، بل إنهم أنكروا على المجاهدين المقدسيين عملياتهم الاستشهادية النوعية ضد العدو باعتبارها عمليات عبثية. ولذلك فإن الاعتماد على هذه المنظمات لا يحقق للقضية شيئاً ولا يدعم هذا اليوم القدسيّ الذي يعيد الذكرى إلى الواجهة التحريرية الجهادية في المسؤولية الإسلامية للعالم ولكل شعوب الحرية.
وحول رأيه بوجود ثمة مؤشرات وعلامات توحي بإمكان القضاء على الكيان الصهيوني وبناء كيان فلسطيني قال السيد فضل الله : إن مواجهة التحديات تنطلق من الإصرار على دعم القضية الفلسطينية وإبقائها في حركة الواقع في العالم الإسلامي والوقوف مع المجاهدين في المقاومة وإعادة الانتفاضة في مواقف الشعب الفلسطيني والعمل على وحدته في سبيل حماية القضية ومحاولة إطلاق الضغط الشعبي عبر وسائل الإعلام ومختلف الأساليب الأخرى، على الأنظمة المتخاذلة المهزومة وعلى السياسة الأمريكية وحلفائها من الأوروبيين وتصوير اليهود للعالم بالصورة القرآنية التي تراهم أعداء للذين آمنوا وللإنسانية كلها في ذهنيتهم العنصرية. 
وفي معرض رده هل اصبحت قضية القدس مناسبة لا يتذكرها المسلمون إلا ليوم واحد من السنة قال العلامة فضل الله : لقد أصحبت إسرائيل في العالم كله حقيقةً سياسية واقعة تدعمها أكثر الدول الغربية وغيرها من خلال الهيمنة الأمريكية على العالم، وهذا ما لاحظناه في المؤتمر الذي انعقد في إيطاليا بعد عدوان تموز الإسرائيلي على لبنان، هذا إضافة إلى القوة النووية والصاروخية والطائرات المتطورة والقنابل الذكية، ما يجعل عملية القضاء على هذه الدولة الغاصبة الظالمة مسألةً لا تخلو من الصعوبة الكبرى لارتباطها بالواقع الدولي كله، وخصوصاً أن معظم العالم العربي والإسلامي قد أقام سلاماً فعلياً أو واقعياً معها رغم سيطرتها على فلسطين كلها. ولذلك تحويل يوم القدس إلى حركة فاعلة للمقاومة يتحرك في عملية صناعة القوة من جهة وفي انتظار الظروف الملائمة من جهة أخرى.
من المؤسف أن يوم القدس تحول إلى مناسبة احتفالية استعراضية في بعض البلدان الإسلامية في داخل ضباب إعلامي في مدى السنة ونسيان للأخطار المحيطة بهذه القضية المقدسة في مضمونها الروحي والسياسي والأمني، الأمر الذي يحمّل كل المسؤولين المسلمين مسؤولية الاستمرار في تحويل يوم القدس إلى حركة فاعلة للمقاومة على مستوى العالم كله./انتهى/
اجرت الحوار : معصومه فروزان

رمز الخبر 755509

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha