وافادت وكاله مهر للانباء نقلا عن صحيفه البيان الاماراتيه ان القمة التي تستمر ثلاثة أيام تهيمن عليها الخطة الاميركية لتغيير الشرق الأوسط المعروفة باسم «الشرق الأوسط الكبير» التي يسعى الرئيس الاميركي جورج بوش لتدشينها خلال القمة مقدماً العراق باعتباره مثالاً يحتذى لتغيير أوسع في المنطقة رغم المآسي التي مازال العراق يعيشها يومياً.
ورغم سعي بوش لاسترضاء الحلفاء الذين خالفوا حربه على العراق فإن من المنتظر ان يقدم الرئيس الفرنسي جاك شيراك رؤية مخالفة للتصور الأميركي للاصلاح تركز على مساعدة الدول الفقيرة في تحقيق التنمية عبر اقتراح بفرض ضريبة دولية.
ويجتمع قادة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان وروسيا على مدى ثلاثة أيام في المنتجع وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث أغلقت المنطقة عن العالم الخارجي وانتشرت ألوف من الجنود والشرطة على شكل دوريات حراسة بالقوارب ومروحيات وحواجز طرق.
وسوف يستغل الرئيس الأميركي بوش القمة لعرض خطته لتغيير الشرق الأوسط لتبنيها كمشروع دولي.
كما سيقدم بوش العراق باعتباره مثالاً يحتذى لاحداث تغيير أوسع نطاقاً في المنطقة.ومن المتوقع ان تطلب واشنطن من المشاركين شطب معظم الديون العراقية البالغة 120 مليار دولار،
كما ستطلب من الدول الأوروبية المشاركة بفعالية في اعادة اعمار العراق بعد نقل السلطة للعراقيين نهاية الشهر الجاري.
ودعا بوش زعماء عربا عديدين لمناقشة خططه على عشاء غداً الأربعاء مع زعماء مجموعة الثماني الآخرين، إلا أن مصر والسعودية وتونس لن تكون ممثلة في القمة حيث أعلنت مسبقا رفضها لحضور القمة وبررت ذلك بارتباطات أخرى.
وسوف يحضر القمة زعماء كل من العراق والجزائر والبحرين والأردن واليمن، إضافة إلى زعيمي دولتين مسلمتين أخريين هما تركيا وأفغانستان.
وبحسب مسئولين يابانيين فإن مجموعة الثماني تعتزم بدء برنامج لتوفير 100 الف مدرس بالمنطقة خلال خمسة اعوام اعتبارا من الآن وحتى عام 2009 لخفض نسبة الأمية بواقع 20 مليون شخص وتوسيع نطاق التمويل لتحويل شركات صغيرة إلى متوسطة.
وكشف المسئولون ايضا ان المجموعة تدرس عقد اجتماع بين وزراء خارجية ومالية دول مجموعة الثمانى ودول من الشرق الأوسط الكبير من اجل معالجة الفقر والمشاكل القائمة بالمنطقة .
وتؤكد مصادر فرنسية أن الرئيس شيراك سيتمسك خلال القمة بضرورة أن تعطى القمة جانبا مهما من جدول أعمالها لمساعدة الدول الفقيرة فى تحقيق التنمية بعد أن تعهدت قمة الثماني فى إيفيان العام الماضى بمساعدة دول الجنوب.
وتشير المصادر الى أن شيراك يعتزم أن يعرض على القمة فكرة فرض ضريبة دولية لتمويل المساعدات لتنمية الدول الفقيرة جنبا إلى جنب مع ضرورة رفع نسبة المساعدات التى تقدمها الدول الغنية للدول الفقيرة لمساعدتها فى عملية التنمية .
ومن المتوقع أن يتولى الرئيس شيراك خلال قمة الثمانى مهمة الدفاع عن الشرعية الدولية بعد أن أكد أمام الرئيس بوش فى احتفالات النورماندى على ضرورة احترام حقوق الانسان والحرية والقيم الانسانية التى بنيت عليها منظمة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وهى المنظمة التى يعتبرها الرئيس بوش وصقور ادارته بمثابة منظمة معادية لأميركا من منطلق مبدأ «من ليس معنا فهو ضدنا».
وقبل توجهه إلى الولايات المتحدة اكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في حوار مع وكالة الانباء الالمانية ان الاصلاح في العالم العربي يجب ان ينبثق من الداخل ويرتبط بحل القضية الفلسطينية.
.واضاف انه سينقل الى القمة رسالة تركز على ضرورة الاصلاح من الداخل والالتزام بالحوار والتعاون واعتبار مبادرة الاصلاح جهد لتشكيل شراكة، مشدداً على انه لا يمكن الحديث عن الاصلاح بمعزل عن الصراع العربي الاسرائيلي.
واكد مصدر في وزارة الخارجية الاردنية ان العاهل الاردني سيسعى لاقناع قادة الدول الثماني بالتخلي عن فكرة وضع الدول العربية ضمن سلة واحدة مع سائر بلدان شرق آسيا لان التعامل مع كل هذه الدول معاً يعطي الانطباع بأن المشروع الاميركي موجه ضد الاسلام.
وأعلنت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر ان العاهل الاردني لم يتلق تفويضاً للحديث باسم العرب في القمة، مشيرة الى ان العاهل الاردني يعمل من منطلق الدور القومي العربي الذي يقوم به.
ولم تستبعد المتحدثة ان يناقش العاهل الاردني مع قادة دول الثماني وثيقة الاصلاح التي وافقت عليها القمة العربية في تونس مؤخراً مشيرة انها وثيقة لكل العرب وشارك الاردن في صنعها.
والى جانب قضايا الشرق الاوسط تبحث قمة الثماني قضايا دولية اخرى مثل انتشار اسلحة الدمار الشامل وقضايا تحرير التجارة العالمية./انتهي/
تبدأ في منتجع سي آيلاند بولاية جورجيا الاميركية اليوم الثلاثاء قمة مجموعة الثماني للدول الصناعية بحضور 5 زعماء عرب.
رمز الخبر 85203
تعليقك